من المقرر أن يجتمع وزراء منظمة البلدان المصدرة للبترول "
أوبك" مع نظرائهم من خارج المنظمة، ضمن التحالف الذي أصبح يعرف باسم "أوبك+" من أجل بحث مصير الاتفاق الحالي لخفض الإنتاج الذي من المفترض أن ينتهي هذا العام، ومستقبل الاتفاق فيما بعد العام الحالي وأي اتفاق طويل الأجل مع روسيا وباقي الدول من خارج المنظمة.
وتخفض دول "أوبك+" إنتاجها بنحو 1.8 مليون برميل يومياً منذ كانون الثاني / يناير 2017، ولكن روسيا تريد من دول التحالف أن يزيدوا إنتاجهم بنحو 1.5 مليون برميل يومياً حتى لا يكون هناك أي نقص في السوق، خصوصاً أن المخزونات التجارية في الدول الصناعية انخفضت بشكل كبير وأصبحت السوق
النفطية متوازنة منذ شهر أواخر شهر آذار / مارس.
تأتي مطالبة روسيا مشابهة لمطالبة أميركية، حيث ترى الإدارة الأميركية أن على دول "أوبك" رفع إنتاجها بحسب ما نقلته "بلومبيرغ"، إلا أن هذه المطالبات بزيادة الإنتاج تجد معارضة شديدة من إيران التي عبرت على لسان محافظها في "أوبك" حسين كاظمبور أرديبيلي، في حوار مع "بلومبيرغ"، أنه يتوقع أن تعارض فنزويلا والعراق كذلك مقترح زيادة الإنتاج في الاجتماع المقبل.
ووفقاً لصحيفة "الشرق الأوسط"، تتضمن السيناريوهات التي يُحتمل مناقشتها خلال الاجتماع زيادة 1.5 مليون برميل: تدعم روسيا بشدة هذا السيناريو، إذ إنها تريد أسعار النفط عند 60 دولاراً للبرميل، لأن هذا يناسب المستهلكين والشركات الروسية المنتجة للنفط على السواء.
إلا أن هذا الرقم كبير جداً بالنسبة لـ"أوبك"، حيث لا تمتلك دول "أوبك" هذه الكمية من النفط حالياً، خصوصاً مع الانخفاض في إنتاج فنزويلا وعدم تمكن العراق وإيران من ضخ كميات كبيرة إضافية من النفط. وهناك احتمال كبير بعدم الموافقة على هذا الرقم، لأنه سيتسبب في هبوط الأسعار بشكل كبير، وهو ما لا تريده "أوبك".
ويتضمن الاحتمال الثاني زيادة مليون برميل يومياً وكان هذا السيناريو هو الأبرز، خصوصاً أن "بلومبيرغ" نقلت في تقريرها أن الولايات المتحدة تريد أن ترى زيادة "أوبك" في هذا المستوى. وهذا الرقم لا يزال صعباً إلى حد كبير بالنسبة لدول "أوبك" بعد هبوط إنتاج نفط فنزويلا بنحو 500 ألف برميل يومياً خلال أقل من عام، وسيؤثر بشكل فوري على الأسعار، إلا أنه لا يزال مرضياً أكثر من المقترح الروسي الأصلي.
ويتمثل الثالث في زيادة مليون برميل يومياً على دفعتين: يعتبر هذا السيناريو من الحلول الوسطية بالنسبة للجميع، حيث تتم الموافقة على زيادة قدرها 500 ألف برميل يومياً حالياً، على أن تتم إضافة 500 ألف أخرى بنهاية العام، إذا كانت هناك تطورات في الموقف.
أو زيادة 600 ألف برميل يومياً، وهناك مقترح بأن تتم زيادة الإنتاج دفعة واحدة بنحو 600 ألف برميل يومياً، على أن تكون ابتداءً من آب / أغسطس أو أيلول / سبتمبر المقبلين، بدلاً من تموز / يوليو. وهذا أيضاً حل وسط لإرضاء الجميع.
ويتمثل الخامس في زيادة من 300 إلى 500 ألف برميل يومياً وهذا تقريباً هو أكثر سيناريو يدعمه كثير من وزراء "أوبك" وبعض الدول خارجها، لأنه يلبي احتياج الجميع برفع الإنتاج، وفي الوقت نفسه بكمية لا تؤثر في أسعار النفط.
والاحتمال السادس يتمثل في عدم الوصول إلى اتفاق بأي زيادة، ولا يزال هذا السيناريو قائماً في حال إذا أصرت إيران ودول أخرى الإبقاء على التخفيضات الحالية حتى نهاية العام، كما هو متفق عليه في آخر اجتماع في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي.
وإذا حدث هذا، فإن أسعار النفط قد ترتفع عن مستوياتها الحالية عند 75 دولاراً. إلا أن روسيا قد تمضي في اتجاه والسعودية قد تمضي في اتجاه آخر، وقد تزيد كل منهما بحسب ما تراه مناسباً للسوق. وقد يؤدي عدم الوصول إلى اتفاق إلى انهيار التعاون بين دول "أوبك+"، خصوصاً في ظل إلحاح روسيا على التعاون لعام آخر أو لمدة أطول مفتوحة بلا حدود.