هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذرت الأمم المتحدة اليوم الأربعاء من نشوب
معركة شاملة في جنوب غرب سوريا، قائلة إنها قد تؤثر على السكان والمنطقة مثل التي
تأثرت بالمعارك في الغوطة الشرقية وحلب مجتمعة.
وقالت إن الأمور تسير حاليا في ذلك الاتجاه.
وأبلغ ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة
إلى سوريا مجلس الأمن الدولي أن معركة على ذلك النحو قد تزيد التوتر مع إسرائيل
ومن شأنها أيضا أن تقوض التقدم المحدود الذي تحقق حاليا في المحادثات السياسية
الدولية، والتي تركز على جهود لتشكيل لجنة دستورية.
في سياق متصل، قالت وكالة أنباء النظام السوري "سانا" إن السلطات سوّت الأربعاء أوضاع نحو 1000 شخص في ريف درعا الشمالي الشرقي بينهم عشرات المسلحين و"ذلك في إطار الجهود التي تبذلها الحكومة السورية لحقن الدماء وإعادة من ضل الطريق إلى حضن الوطن"، بحسب تعبيرها.
وتابعت الوكالة بأن "الجهات المختصة
بالتعاون مع لجان المصالحة المحلية في درعا سوت أوضاع 450 شخصا في قرية شعارة بريف
درعا الشمالي الشرقي بينهم 250 مسلحاً قاموا بتسليم أنفسهم وأسلحتهم والباقي من
المطلوبين والمتخلفين عن الخدمة العسكرية الاحتياطية والإلزامية".
وأشارت إلى "تسوية أوضاع 400 شخص في بلدات
كريم الجنوبي وايب وجدل والرويسات بينهم 31 مسلحا سلموا أنفسهم وأسلحتهم و100 من
المتخلفين عن الخدمة الإلزامية والاحتياطية إضافة إلى تسوية أوضاع نحو 150 شخصا
بينهم عدد من المسلحين في قرية الشرائع".
ويواصل النظام السوري، الأربعاء، قصفه العنيف
على مدينة درعا بالبراميل المتفجرة والصواريخ والغارات التي تشنها طائرات حربية
روسية وسورية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ووسعت قوات النظام هجوما كبيرا تشنه على قوات
المعارضة في جنوب غرب البلاد ليل الثلاثاء الأربعاء.
ويستهدف رئيس النظام بشار الأسد استعادة
السيطرة على منطقة مهمة من الناحية الاستراتيجية على الحدود مع الأردن ومرتفعات
الجولان التي تحتلها إسرائيل، معتمدا على القوة الدافعة التي حققتها قواته في
أماكن أخرى من سوريا في الصراع المستمر منذ سبعة أعوام.
وذكرت وسائل إعلام رسمية أن القوات الحكومية
فتحت جبهة جديدة في الهجوم على الجزء الذي تسيطر عليه قوات المعارضة من مدينة
درعا، عاصمة المحافظة، الثلاثاء.
وأبلغ قائد عسكري في التحالف الإقليمي الذي
يساند الأسد "رويترز" بأن الهدف هو الوصول إلى معبر نصيب مع الأردن، وهو
شريان اقتصادي تسيطر عليه المعارضة منذ 2015.
ويواصل الأسد الهجوم بدعم روسي على الرغم من
تحذيرات الولايات المتحدة التي تسعى إلى تثبيت اتفاق "خفض التصعيد" الذي
توسطت في التوصل إليه مع موسكو في الجنوب الغربي العام الماضي. وكانت واشنطن حذرت
الأسد من تبعات خطيرة.
لكن لا يوجد ما يشير حتى الآن إلى القيام بتحرك
لوقفه؛ فقد أبلغت واشنطن الجيش السوري الحر بأن عليه ألا يتوقع دعما عسكريا
للمساعدة في التصدي للهجوم، وفقا لما ورد في نسخة من رسالة بعثت بها واشنطن إلى
قادة فصائله في المنطقة واطلعت عليها "رويترز".
تقدم حكومي
واتجه مسار الحرب ناحية الجنوب الغربي منذ سيطر
الأسد، بدعم من القوة العسكرية الإيرانية والروسية، على آخر الجيوب المتبقية من
المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة قرب مدينتي دمشق وحمص.
وكانت سيطرة الأسد قد تقلصت إلى جزء صغير فقط
من سوريا في 2015 ولكنه الآن أصبح يحكم قبضته على أكبر جزء من البلاد مقارنة بأي
طرف منفرد آخر، غير أن كل الحدود الشمالية مع سوريا تقريبا وكثير من مناطق الشرق
لا تزال خارج سيطرته.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية
لـ"رويترز": "نحن قلقون من التطورات في جنوب غرب سوريا، خاصة مع
كثافة الضربات الجوية الروسية والهجمات البرية للقوات الموالية للنظام".
وأضاف: "إن هذا مثال جديد على انتهاك
روسيا للاتفاقيات التي تشارك فيها دون أي اعتبار لأرواح المدنيين".
وأفادت وسائل إعلام رسمية بأن الطائرات الحربية
والمدفعية الحكومية استهدفت القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة من مدينة درعا على
الحدود مع الأردن، بغية قطع طريق الإمداد إلى الأردن.
قصف المستشفيات
خرجت ثلاث مستشفيات عن الخدمة في ريف درعا منذ
منتصف الليل جراء غارات روسية استهدفت محيطها مع استمرار القصف العنيف على مناطق
سيطرة الفصائل المعارضة في المحافظة الواقعة في جنوب سوريا، وفق ما أفاد به المرصد
السوري لحقوق الإنسان.
واستهدفت الطائرات الحربية السورية والروسية،
وفق المرصد، مدينة درعا وريفيها الشرقي والغربي طوال الليل ولا يزال القصف مستمراً
الأربعاء.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة
"فرانس برس" إن "القصف تسبب منذ منتصف الليل بخروج ثلاث مستشفيات
من الخدمة في ريف درعا الشرقي".
وأضاف: "استهدفت غارات روسية صباح
الأربعاء محيط مستشفى في بلدة الجيزة، ما أدى إلى إصابتها بأضرار أخرجتها عن
الخدمة".
وبعد منتصف الليل، أدت غارات روسية في محيط
مستشفى بلدة المسيفرة إلى توقفه أيضا عن العمل، وفق المرصد، فيما استهدفت طائرات
مجهولة محيط مستشفى صيدا وأخرجته عن الخدمة.
ولم تتوفر للمرصد السوري حتى الآن معلومات حول
الطاقم الطبي والمرضى.
وارتفع بذلك عدد المستشفيات التي خرجت عن
الخدمة في درعا منذ بدء التصعيد العسكري إلى خمسة، أحدها في بلدة بصرى الحرير التي
سيطرت عليها قوات النظام ليل الاثنين، وفق المرصد.
وتسيطر الفصائل
المعارضة على 70 في المائة من درعا والقنيطرة، فيما تسيطر قوات النظام على محافظة
السويداء المجاورة بشكل شبه كامل.