هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أحرزت قوات النظام السوري الخميس، تقدما جديدا في مدينة مهمة في الجنوب الغربي لسوريا، وسط تكثيف للضربات الجوية على المنطقة، التي تسببت في مقتل العشرات، بحسب ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان ووحدة الإعلام الحربي التابعة لحزب الله اللبناني.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "هجوم
الجيش السوري في الجنوب الغربي والمدعوم بضربات جوية وقصف، قتل 96 مدنيا منذ 19
يونيو/ حزيران من بينهم 49 قتيلا أمس الأربعاء واليوم الخميس، كما قتل نحو 67 شخصا
من القوات الموالية للحكومة و54 من مقاتلي المعارضة".
وتقع المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة في الجنوب
الغربي على طول الحدود مع الأردن وهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل ثم تقل إلى
بضعة كيلومترات فقط عند مدينة درعا.
ويمثل القتال الدائر في جنوب غرب سوريا حساسية للأردن وإسرائيل، إلا أن القصف لم يركز حتى الآن على الأراضي القريبة جدا من هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وتعد مناطق الجنوب الغربي مشمولة في اتفاق خفض التصعيد،
الذي أبرمته في العام الماضي الولايات المتحدة والأردن وروسيا الحليفة الوثيقة
للأسد، لكن على الرغم من أن واشنطن حذرت من أنها سترد على انتهاك الاتفاق، لكنها
لم تظهر أي بادرة حتى الآن على ذلك، وشجبت شخصيات من المعارضة السكوت الأمريكي.
اقرأ أيضا: لماذا نفت روسيا انسحابها من "خفض التصعيد" جنوبي سوريا؟
وتركز القتال حتى الآن على المناطق الواقعة إلى
الشمال الشرقي من درعا، حيث سيطر النظام السوري والجماعات المسلحة المتحالفة معه
على عدد من القرى، لكن الهجوم امتد لمناطق عن مشارف المدينة الثلاثاء الماضي.
وفي الإطار ذاته، قالت وحدة الإعلام الحربي لحزب
الله إن "الجيش السوري سيطر على مدينة الحراك في شمال شرقي درعا، وإن الجيش
تقدم إلى وسط المدينة لكن القتال مستمر".
من جهته، أكد مسؤول في المعارضة السورية المسلحة
الخميس، أن "هدف قوات النظام السوري والمليشيات المتحالفة معه، هو تقسيم
المنطقة التي يسيطرون عليها في الجنوب الغربي إلى شطرين، من خلال السيطرة على
قاعدة جوية قرب الحدود مع الأردن".
وقال أبو شيماء وهو متحدث باسم المعارضة المسلحة في
المنطقة إن "هدفهم هو فصل ريف درعا الغربي عن المدينة وريف درعا الشرقي"،
مستدركا قوله إن "مقاتلي المعارضة صامدون بما لم يمكنهم من التقدم".
من جانبه، أدان المعارض السوري نصر الحريري ما أسماه
"سكوت الولايات المتحدة" على الهجوم على منطقة خفض التصعيد، وقارن الأمر
باستعمال واشنطن السريع للقوة ضد هجمات على قوات متحالفة معها في مناطق أخرى.
وأضاف أنه "للأسف الشديد شعرنا بعد فترة بسيطة
وكأن هذه المنطقة تم الاتفاق عليها عبر صفقة خبيثة، وإلا ما الذي يفسر الآن سكوت
الولايات المتحدة الأمريكية وهي دولة ضامنة على كل هذه الخروقات؟".
وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ومصدرا بالمعارضة إن طائرات قصفت بصرى الشام ونوى ورخم وبلدات أخرى في محافظة درعا.
وفي سياق متصل، حثت الأمم المتحدة روسيا والولايات
المتحدة والأردن الخميس، على استخدام نفوذها لإنهاء العنف في جنوب غرب سوريا.
وقالت الأمم المتحدة إن "السلطات المحلية تقدر
عدد الفارين من القتال في المحافظة بـ 70 ألف شخص"، معربة عن اعتقادها أن
"العدد صحيح".
ودعا مستشار الأمم المتحدة الخاص لسوريا الأردن جان
إيجلاند إلى إبقاء حدوده مع سوريا مفتوحة، لكن الأردن الذي يؤوي بالفعل أكثر من
650 ألف لاجئ سوري قال إنه لن يفتح الحدود لاستقبال المزيد من اللاجئين.