تشهد
الجامعات الإسرائيلية في السنوات الأخيرة تراجعا في أعداد الطلبة العرب الملتحقين بها، مقابل زيادة واضحة في الإقبال على جامعات
فلسطينية في الضفة الغربية والأردن.
وتشير تقديرات معهد التعليم العالي في إسرائيل لوجود ما لا يقل عن 19 ألف طالب من فلسطيني الداخل يدرسون خارج البلاد، منهم 7 آلاف في الجامعات الأردنية، و4500 في الجامعة الأمريكية في جنين، وجامعة النجاح في نابلس التي تضم 1500 طالب، بالإضافة لالتحاق مئات الطلبة في جامعات الخليل وبيرزيت وطولكرم وبيت لحم.
وبالنظر لعدد الطلبة العرب المنتسبين للجامعات الأردنية، نجد ارتفاعا في أعداد الطلبة من 100 طالب في العام 1998، لـ7 آلاف حسب آخر الإحصائيات الرسمية، أما الضفة الغربية فكان الحال مشابها للأردن، بالنظر لارتفاع عدد الطلبة من 1500 طالب في العام 2008 لأكثر من 8 آلاف حتى نهاية العام الحالي.
كما تسبب تسرب الطلاب العرب من الجامعات الإسرائيلية لانخفاض عدد الحاصلين على شهادة البكالوريوس في الجامعات الإسرائيلية بنسبة 2 بالمئة للعام الدراسي 2016 بواقع 73 ألف خريج سنويا، مقارنة بالعام السابق له، ويقدر عدد الطلبة العرب في الجامعات العبرية بـ 45 ألف طالب.
تمييزا عنصريا
إلى ذلك، رجح رئيس دائرة التربية والتعليم العالي في منظمة التحرير، علي أبو زهري، أسباب إقبال الطلبة العرب في إسرائيل على الدراسة في جامعات الضفة والأردن إلى "انخفاض تكلفة الدراسة في هذه الجامعات مقابل نظيرتها في الجانب الإسرائيلي لأقل من الثلث، تحديدا في تخصصات مثل الطب، والصيدلة، والهندسة المدنية، واللغات، والترجمة".
وتابع كما أن "عامل اللغة والثقافة يعد عائقا في انخراط الخريجين العرب في سوق العمل الإسرائيلي، حيث يواجه الطلبة العرب تمييزا عنصريا من قبل أرباب العمل في الشركات الإسرائيلية بتفضيل الطلبة اليهود على نظيرهم من الطلاب الفلسطينيين".
وأكد أبو زهري في حديث لـ"
عربي21" أن "التعقيدات والشروط التي تحددها الجامعات الإسرائيلية أمام الطلبة وتحديدا اجتياز اختبار (بسيخومتري) لقياس القدرة الذهنية، والبجروت الذي يوازي شهادة الثانوية العامة، يقف عائقا أمام الطلبة العرب للقبول في الجامعات الإسرائيلية نظرا لما يتضمنه من اختبارات لها أبعاد تاريخية في الديانة اليهودية وهو ما لا يلقى قبولا عند كثير من الطلبة العرب".
ويواجه
فلسطينيو الداخل تحديات للدخول في سوق العمل الإسرائيلي. ففي إحصائيات رسمية نشرتها معاهد إسرائيلية متخصصة، أظهرت أن نسبة العرب في وظائف مهنية في التقنية العالية بلغت في العام الماضي 1.4 بالمئة من إجمالي العاملين في هذا القطاع، على الرغم من أن نسبة العرب من القوة العاملة في إسرائيل تبلغ 18 بالمئة.
ويبلغ عدد سكان فلسطيني الداخل 1.8 مليون نسمة، وهم يشكلون ما نسبته 21 بالمئة من إجمالي عدد السكان، ولكنهم يعانون من ارتفاع حاد في نسبة البطالة بصورة مضاعفة عن نظرائهم من اليهود، حيث تبلغ نسبتها 15 بالمئة بإجمالي 50 ألف عاطل عن العمل، مقابل 1.5 بالمئة لصالح اليهود.
حالة السوق
وفي سياق متصل، رجح أستاذ علم الاجتماع، سهيل حمودة، أسباب إقبال الطلبة العرب على الدراسة في جامعات الضفة إلى "حالة سوق العمل التي تعيشها إسرائيل. فبالنظر لعدد الخريجين العرب في تخصصات التربية والآداب والتمريض، نجد ارتفاعا في نسبة البطالة للطلاب العرب في هذه التخصصات بما يزيد عن 3 أضعاف حاجة السوق لها".
ويضيف حمودة في حديث لـ"
عربي21" أن "المهن التي تعاني من نقص في الكوادر لشغلها كالطب والهندسة وتكنولوجيا المعلومات والبرمجيات تشهد ارتفاعا في تكاليف دراستها بصورة لا يستطيع الطالب تحملها، لذلك يتم اللجوء لدراسة هذه التخصصات في جامعات فلسطينية وأردنية ودول شرق أوروبا".