أطلقت صحف يهودية في
بريطانيا تحذيرات من صعود زعيم المعارضة في المملكة المتحدة جيرمي
كوربن، معتبرة أن تسلمه أي حكومة يعد تهديدا لليهود في المملكة.
وبحسب تقرير موقع "ميدل إيست أي"، الذي ترجمته "عربي21"، فإن ثلاث صحف يهودية بريطانية حذرت من أنه سيكون هناك "تهديد وجودي للحياة
اليهودية" في بريطانيا، تحت قيادة زعيم حزب العمال البريطاني كوربن، في حال أخذ السلطة من الحزب المحافظ بقيادة تيريزا
ماي التي تواجه حكومتها أزمة مؤخرا.
وكوربن معروف بمواقفه المؤيدة للفلسطينيين، ولطالما انتقد ممارسات الاحتلال
الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.
وقالت صحيفة "يوروني كرونيكل" و"يهود نيوز" و"ييغ تلغراف" في افتتاحية مشتركة، تحت عنوان "نقف متحدين معا"، إن حزب العمال أظهر تسامحا مع معاداة السامية منذ أن تم انتخاب كوربن قائدا للحزب في عام 2015.
وانتقدت الافتتاحية ما أسمته تآكل قيم ونزاهة حزب العمال البريطاني، مهاجمة كوربن لما قالت إنه "احتقار كوربني لليهود وإسرائيل".
ونقل الموقع عن متحدث باسم حزب العمال إن الحزب يعترف بالمخاوف التي أثارتها الجالية اليهودية، واعترف بأن هناك "كمية كبيرة من العمل يجب القيام به لبناء الثقة.
وقال المتحدث إن "حكومة حزب العمال المقبلة لا تشكل تهديدا من أي نوع كان للشعب اليهودي".
وأرسل تطمينات بأن "أمن ورفاهية الشعب اليهودي يمثل أولوية بالنسبة لحزبنا، وفي الحكومة، سنضمن دائما حماية المدارس والمعابد والمؤسسات".
وكانت جماعات يهودية قد انتقدت كوربن سابقا؛ بسبب مزاعم معادية للسامية.
وسبق أن قال رئيس مجلس القيادة اليهودي، جوناثان غولدشتاين: "جيريمي كوربن هو الآن يصور ثقافة سياسية معادية للسامية مبنية على كراهية لإسرائيل، ونظريات المؤامرة، وأخبار مزيفة، وهذا يضر كثيرا، ليس فقط حزب العمال، ولكن بريطانيا".
ومع ذلك، يعتقد العديد من أنصار كوربن أن ادعاءات معاداة السامية "سخيفة"، بالنظر إلى سجل الزعيم المناهض للعنصرية، وذهبوا إلى أن الاتهامات لكوربن بمعاداة السامية تعد هجمات ذات دوافع سياسية.
وقال مؤيدون لكوربن للموقع إن الأخير يتعرض لهجوم من أعضاء حزب العمال اليمينيين والجماعات اليهودية التي عارضت دعمه لحقوق الفلسطينيين.
ويستفيد حزب العمال حاليا من الاضطرابات في حزب المحافظين الذي تتزعمه رئيسة الوزراء تيريزا ماي، بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقد أخذ يتقدم في بعض استطلاعات الرأي.
وعلى الرغم من أن الانتخابات لن تعقد قبل أربع سنوات أخرى، إلا أن الجدل الذي أثاره طلاق بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أطلق إمكانية إجراء تصويت في قريب، إلا أن ماي تكافح للحفاظ على حكومتها.
ومع ذلك ، ظل حزب العمال يتلقى اتهامات بأنه كان متسامحا مع معاداة السامية. وفي نيسان/ أبريل الماضي، نظم زعماء يهود في بريطانيا، بلغ عددهم 270 ألفا، احتجاجا اتهموا فيه كوربن بعدم الاستجابة لمخاوفهم.
وكتبت الصحف اليهودية "مع وجود حكومة في حالة الفوضى بسبب البريكست، هناك خطر واضح بأن رجلا مصابا بالعمى أمام مخاوف المجتمع اليهودي، وأمام الخطاب البغيض الذي يستهدف إسرائيل قد يكون رئيس الوزراء المقبل لدينا".
وسبق لكوربن أن اعتذر لما أسماه "جيوب" معاداة السامية في الحزب، ووعد بإغلاقها. واستجاب للاحتجاجات عن طريق الاجتماع مع زعماء الجالية اليهودية، وطمأن الناشطين اليهود بأنهم مرحب بهم في الحزب.