هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار قرار اللواء الليبي، خليفة حفتر، المفاجئ بإطلاق سراح وكيل وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الليبية، النقيب فرج قعيم، تساؤلات وتكهنات عن ضغوطات دولية تعرض لها حفتر، خاصة بعد زيارة المبعوث الأممي، غسان سلامة ونائبته للشرق الليبي.
وأفرج حفتر بشكل مفاجئ عن "قعيم" بعد عدة شهور من الاعتقال، إثر تهديدات الأخير له واتهامه بتنفيذ الاغتيالات في بنغازي، ووصل الضابط الليبي إلى منطقة نفوذه "برسس" في بنغازي بعد قرار الإفراج، وسط حالة استقبال كبيرة من قبيلته "العواقير".
ضغوطات أممية
وذكرت مصادر من الشرق الليبي أن "الإفراج المفاجئ عن "قعيم" جاء بعد ضغوطات من قبل نائبة المبعوث الأممي إلى ليبيا، الأمريكية ستيفاني ويليامز خلال زيارتها إلى بنغازي مطلع الأسبوع الجاري، التي التقت خلالها بمؤسسات مجتمع مدني وأعضاء في البرلمان الليبي".
وقال مصدر من بنغازي لـ"عربي21"، إن "حفتر استشعر الخطر بعد وصول أنباء عن حالة تذمر وتمرد بين شباب قبيلة العواقير "التي ينتمي لها "قعيم"، ومطالبتهم بالإفراج عنه أو اتخاذ خطوات لن تحسب عقباها".
استرضاء "العواقير"
وطرح هذا الإفراج المباغت عدة تساؤلات من قبيل: هل فعلا تعرض حفتر لضغوطات دولية؟ وهل للموضوع علاقة بزيارة سلامة ونائبته؟ وما مستقبل ومصير "قعيم" بعد خروجه؟
اقرأ أيضا: حفتر يفرج عن وكيل داخلية الوفاق الليبية بشكل مفاجئ
من جهته، أكد الكاتب والمحلل السياسي الليبي، محمد بويصير، أن "قرار الإفراج المفاجئ جاء في هذا التوقيت في محاولة من حفتر لاسترضاء قبيلة "العواقير"، خاصة في ظل احتمالات هجوم تتعرض له كل من بنغازي وإجدابيا (شرق ليبيا) من قبل تحالف عسكري يقوده إبراهيم الجضران".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21"، أن "التطور الأهم والأكبر أيضا هو زيارة المسؤولة الأمريكية ستيفاني ويليامز للشرق الليبي في هذا التوقيت، ودلالة الاكتفاء بزيارة مدينة بنغازي وعدم الذهاب إلى الرجمة منطقة إقامة حفتر وهو ما يطرح تساؤلات عدة"، وفق كلامه.
وساطة قبلية
وأشار الصحفي الليبي، عبدالله الكبير، إلى أن "الإفراج عن "قعيم"، يبدو أنه تم بوساطة "قبلية" بعد تعهد قيادات وأعيان قبيلته (العواقير) بالتزامه بعد إطلاق سراحه"، حسب رأيه.
وأضاف لـ"عربي21": "أما بالنسبة لحفتر فهو بحاجة لاستعادة دعم قبيلة العواقير له بسبب تزايد المعارضة له في مناطق نفوذه، كما أن المرحلة المقبلة إذا كان عنوانها هو الانتخابات، فحفتر بحاجة إلى اصطفاف الصف القبلي في برقة معه أو مع المرشحين الذين سيدعمهم".
زيارة "سلامة ونائبته"
لكن المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار، رأى أنه "من الصعب التكهن بالدوافع والأسباب عن الإفراج، لكن "قعيم" يحمل منصبا رسميا في حكومة الوفاق التي شكلتها بعثة الأمم المتحدة وتعتبر مسؤولة أخلاقيا عن دعمها، لذا لربما يكون لزيارة "سلامة ونائبته" والضغوطات الدولية دور في القرار".
وتابع: "فالضغوطات الدولية دليل على تنفيذ هذا الالتزام الأدبي والأخلاقي من قبل الأمم المتحدة بدعم "الوفاق" ومن يتقلدون المناصب فيها، أما مصير "قعيم" فأظن أنه انتهى ولن يعود لمنصبه السابق"، وفق تصريحه لـ"عربي21".
خطوة نحو المصالحة
وقال الباحث والأكاديمي من الشرق الليبي، جبريل العبيدي، إن "اطلاق سراح "قعيم" يعتبر خطوة إيجابية، فالمصالحة المجتمعية تعتبر أولوية مهمة للانتقال إلى مرحلة جديدة من المصالحة السياسية بين الفرقاء، خاصة الذين يؤمنون بالدولة الوطنية وبمكافحة الإرهاب".
وأوضح لـ"عربي21" أن "التخلص من أي عراقيل للمصالحة تعتبر خطوات مهمة لتوفير مناخ أرضية ناجحة قابلة للتحاور والجلوس لحلحلة المشاكل العالقة، التي تعيق تشكيل حكومة وحدة وطنية، وأعتقد أن الفرصة مناسبة الآن لذلك، خاصة بعدما بدأ البرلمان فعليا مناقشة الاستفتاء على الدستور".
وقال الناشط الليبي، محمد خليل، إن "القرار هو محاولة من حفتر لكسب ود أكبر قبائل الشرق الليبي التي بدأت فعليا في التململ من سياساته ومن وجوده في أراضيها، وهو بالفعل تعرض لضغوط دولية كون "قعيم" يشغل منصب وكيل وزارة الداخلية، وهو منصب مهم محليا ودوليا"، وفق كلامه لـ"عربي21".
اقرأ أيضا: فرج قعيم.. ما الذي يخشاه حفتر من النقيب الشاب في ليبيا؟