هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دعا الأكاديمي المصري ورئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأمريكيين، محمود وهبه، المصريين بالخارج للعصيان المدني، ووقف التحويلات المالية إلى النظام العسكري الحاكم بالقاهرة، وذلك ردا على اعتقال سياسيين ومعارضين مصرين كبار بينهم سفير سابق، الخميس.
وهبة، قال عبر"فيسبوك": "القبض علي السفير معصوم مرزوق وزملائه، هو عدم تحمل النظام حتى لصوت صديقه لأنه مختلف، ثم انتقام لأنه داخل مصر"، مضيفا: "وهذا يلقي واجبا علي المصريين بالخارج للقيام بدور فاعل بأن يكونوا صوتا لمن لا صوت له، وعصيان مدني يبدأ بوقف التحويلات المالية".
وأكد وهبة، في ردوده على متابعي صفحته، أن "كافة المؤشرات الاقتصادية منذ التعويم لم تُظهر تحسنا واضحا إلا ببند تحويلات المصريين من الخارج"، مشيرا إلى أنه "مصدر مرن للدخل من العملة، وأنه تحسن لانخفاض قيمه الأصول المصرية بعد التعويم".
وبين وهبة أن "هذه كانت طفرة"، مضيفا أن تحويلات المصريين بالخارج أهم مصدر للعملة الأجنبية، وإذا توقفت أو تباطأت فإنها ستضع النظام في أزمة، موضحا أن "قناة السويس لن يرتفع دخلها كثيرا، والسياحة تتذبذب، والصادرات ضعيفة، ولم تضف كثيرا"، مؤكدا أن "عصيانا مدنيا بتخفيض التحويلات سيكون له أثر".
وبالتزامن مع دعوة وهبة، انتشرت دعوات مماثلة بالداخل، وقال صفحة عبر "فيسبوك" باسم "العصيان المدني": "النهاردة اعتقلوا السفير معصوم ويحيي القزاز ورائد سلامة.. يعني كل رأي حر بيتقمع ويتحبس حتى لو كان كل تاريخه مشرف".
وأضافت الصفحة: "لازم نبدأ العصيان المدني بأسرع وقت، من يوم 27 آب/ أغسطس الجاري، كلنا نبدأ مقاطعة محطات وقود (وطنية) وعندنا البدايل"، وذلك تحت هاشتاغات "#العصيان_المدني"، و"#كلنا_مع_بعض_نقدر"، و"#احنا_نقدر".
وقررت النيابة المصرية حبس الدبلوماسي السابق والمعارض الحالي للنظام معصوم مرزوق، و6 معارضين آخرين وهم "يحيي القزاز، ورائد سلامة، وسامح سعودي، وعمرو محمد، وعبد الفتاح حسين، ونيرمين حسين"، 15 يوما على خلفية اتهامات المشاركة بجماعة إرهابية و"التحريض على التظاهر"، وذلك بعد اعتقالهم، الخميس.
تأثير محدود
وحول دعوة وهبة ومدى قبول مثل تلك الدعوات في أوساط المصريين بالخارج، أكد رئيس المكتب السياسي بالمجلس الثوري المصري، عمرو عادل، أن المجلس الثوري مع أي دعوة للعصيان المدني، مضيفا "أنهم منذ نحو عامين وهم يحاولون للدفع في هذا المسار".
وقال عادل، لـ"عربي21"، إن "ربط دعوات العصيان المدني باعتقال رموز الثورة المضادة الآن غير موفق"، مشيرا لاعتقاده بأن صاحب الدعوة (محمود وهبة) جزء من مشروع 30 يونيو، وأن هذا ما لا يريحه بالأمر، مستدركا بقوله: "لكن على أي حال أي دعوة للعصيان جيدة ومفيدة للثورة الحقيقية".
ويرى السياسي المصري المعارض، أن "هذه الدعوات لن تنجح من أول مرة، وتحتاج لوقت وتراكم، خاصة مع انهيار القوى المجتمعية الرئيسية"، مبينا أنه لا توجد عقبات في تبني جميع القوي على اختلافها وخلافاتها لهذا المسار الآن، قائلا: "نحن ندعم التوجه الخاص بالعصيان، لكن لن نتعاون مع أي معاد للثورة ومعاد للشعب".
وحول مدى تأثير دعوات العصيان المدني المقترحة على النظام، خاصة ماليا، قال عادل: "غالبا التحويلات المالية تتم لمعيشة أهل المغترب، والتحويلات الكبيرة الضخمة الاستثمارية في الغالب تكون من مستثمرين مرتبطين بالنظام"، موضحا أنه "يجب أن تكون الدعوة بخطورة الاستثمار المتدني بالأساس في مصر".
ويرى أن "التحويلات لن تتأثر كثيرا؛ لأن التعاملات الرئيسية بالنقد الأجنبي لن تتأثر"، مضيفا: "لكن الدعوة للعصيان دائما مطلوبة للفعل الإيجابي، حتى لو لم تأت بنتيجة كبيرة".
رؤوس الأموال
ويرى عضو الجبهة الوطنية المصرية، قطب العربي، أن نسبة كبيرة من المصريين بالخارج تُمارس هذا السلوك فعلا منذ تموز/ يوليو 2013؛ بسبب رفضهم للانقلاب العسكري، وخوف آخرين على أموالهم بعد قرارات النظام بتجميد ومصادرة أموال الكثيرين، من بينهم شخصيات غير معارضة لا علاقة لها بالنشاط السياسي"، مشيرا إلى أن "هذا ما يمكن أن ينطبق على أي مواطن لديه مشكلة مع ضابط أو سياسي مرتبط بالنظام".
العربي، أكد لـ"عربي21"، أن تحويلات المصريين في الخارج نشطت نسبيا بعد تعويم الجنيه في تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، إلا أن ذلك تصرف انتهازي من البعض للاستفادة من أسعار الصرف الجديدة"، مضيفا: "لكن المؤكد أن نسبة كبيرة لا تزال تحجم عن تحويل أموالها للقاهرة، وتفضل الاحتفاظ بها بالخارج كسيولة نقدية أو مشروعات استثمارية".
وقال: "من المحتمل أن تزيد رقعة أولئك المحجمين عن تحويل أموالهم في ظل عمليات القمع واعتقال شخصيات سياسية معارضة جديدة"، موضحا أن "هذا سلوك يرعب رؤوس الأموال والاستثمارات عموما".
وبين الكاتب الصحفي أنه "بعد استقرار سعر صرف الجنيه مقابل الدولار بعد التعويم، لم يعد هناك أي حافز حتى للانتهازيين لتحويل مدخراتهم والمخاطرة بها، في ظل نظام قمعي لا يجد أي غضاضة في مصادرة أموال المصريين عندما تشتد عليه الأزمات".
وحول عقبات تبني جميع القوي على اختلافها وخلافاتها لهذا المسار الآن، يعتقد العربي بصعوبة تبني القوي السياسية هذا الأمر، مؤكدا أنه "يضرها سياسيا، ويستخدمه النظام ضدها، ويتهمها بتخريب الاقتصاد"، موضحا أنه "حين تصدر الدعوات من أفراد ورموز ولجان شعبية وحركات شبابية تكون أوقع".
رسالة السيسي
وعبر صفحته بـ"فيسبوك"، قال الكاتب الصحفي معاطي السندوبي، المقيم بإيطاليا، إن "اعتقال السفير ورفاقه رسالة من السيسي للمرة الألف برفض أي حل سلمي للتنحي"، مضيفا: "إذا لا داعي لدفن رؤوسنا بالرمال، ولنبدأ العصيان المدني فورا، قاطعين الطريق علي العنف الذي يدفعنا السيسي إليه باعتباره السبيل الوحيد أمامنا".