مصادر من المعارضة بإدلب تنفي لـ"عربي21" مفاوضات مع روسيا

نفى الناطق الرسمي باسم "الجبهة الوطنية للتحرير"، النقيب الناجي أبو حذيفة، المزاعم الروسية بوجود مباحثات تقودها موسكو مع فصائل المعارضة في إدلب، للتوصل إلى تسوية تضمن إبعاد شبح الحرب عن إدلب.

وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أشار الثلاثاء، إلى أن "موظفي مركز المصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا يجرون مفاوضات مع قادة المجموعات والشيوخ في إدلب، من أجل تسوية سلمية للأزمة السورية".

وفي تصريح خاص لـ"عربي21" وضع النقيب أبو حذيفة، المزاعم الروسية في خانة "التضليل والخداع الذي تمارسه موسكو"، واصفا ما جاء على لسان شويغو بـأنه "إحدى وسائل الحرب النفسية"، وفق تعبيره.

وشدد على القول: "لم يتم هذا الأمر ولن يتم". وقال: "نحن في أتم الاستعداد والجاهزية للتصعيد في حال أرادته الأطراف الأخرى".

اقرأ أيضا: ما غايات النظام من وراء إرسال "فصائل التسوية" لمحيط إدلب؟

وعند سؤاله عن موقف المعارضة من التفاوض مع روسيا، أجاب أبو حذيفة: "روسيا تلمح إلى إجراء المصالحات في إدلب، وهذا الأمر نرفضه بشكل قاطع، وهو خارج حساباتنا".

وأضاف أن "الخطة الروسية معروفة للجميع، وهي تريد تكرار ما جرى في درعا من مصالحات استسلامية، وهذا الأمر مرفوض تماما".

أهداف روسيا

من جانبه، لم يستبعد الكاتب الصحفي المتخصص بالشأن الروسي، طه عبد الواحد، وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة تتولاها تركيا بين روسيا وفصائل المعارضة، مستندا في حكمه على تجارب سابقة في أكثر من منطقة سورية، من بينها الغوطة الشرقية والجنوب السوري، وريف حمص الشمالي.

وحول أهداف روسيا من مزاعمها التي نفتها المعارضة، أشار عبد الواحد إلى أكثر من هدف، منها أن الترويج لهذه المفاوضات يؤثر على معنويات الأهالي والمعارضة على حد سواء في إدلب.

وأضاف لـ"عربي21"، أن من بين الأهداف الروسية الأخرى هو سعي موسكو لتخفيف حدة الانتقادات والتحذيرات الغربية الواسعة بشأن مصير الوضع الإنساني في إدلب، مبينا أن روسيا تحاول أن تظهر نفسها على أنها طرف يقوم بدور دولي من موقع القوة لإيجاد مخرج من الوضع في إدلب عبر الحوار، وأنها لا تسعى إلى عمل عسكري.

من جانب آخر، ألمح عبد الواحد، إلى هدف روسي آخر من وراء مزاعمها هذه، يتمثل بالضغط على أنقرة، ورأى أنه إن صحت المزاعم الروسية فهذا "يعني أن موسكو تحاول بهذا الشكل الضغط على أنقرة لتسرع في التعامل مع الوضع داخل المحافظة، لاسيما في ما يخص مصير هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا)".

وميدانيا، يواصل النظام إرسال التعزيزات العسكرية إلى محيط إدلب، يقابل ذلك تعزيزات من المعارضة لمناطق التماس استعدادا لصد عمل عسكري محتمل للنظام في الشمال السوري.