هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أبلغت تركيا الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء بضرورة أن يغادر المسلحون الأكراد الأراضي السورية بشكل كامل مع تصاعد العنف في محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا.
وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان إن الوزير خلوصي أكار وجه هذه الدعوة خلال محادثات مع الممثل الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري في أنقرة اليوم.
وأضافت الوزارة أن أكار عبر عن استياء أنقرة من وجود المسلحين الأكراد في المنطقة.
واستأنفت روسيا، حليفة رئيس النظام السوري بشار الأسد، اليوم ضرباتها الجوية على المسلحين في إدلب، في أعقاب قصف جوي ومدفعي شنته القوات الموالية للنظام السوري ضد المعارضة توطئة فيما يبدو لهجوم واسع النطاق على آخر معقل كبير للمعارضة.
وتعهد رئيس النظام لسوري بشار الأسد مرارا باستعادة "كل شبر" من سوريا، وهو ما يعني السيطرة على كل من إدلب والمناطق التي يهيمن عليها الأكراد في الشمال الشرقي.
أما تركيا، التي تساند بعض فصائل المعارضة في مواجهة الأسد، فسبق لها القول إن عملية عسكرية في إدلب ستكون كارثية.
اقرأ أيضا: معركة إدلب.. عمليات نوعية أم حرب شاملة؟
وتشعر تركيا بالغضب من دعم واشنطن لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا. وتعتبر أنقرة الوحدات امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا في جنوب شرق تركيا منذ 1984 وتصنفه الولايات المتحدة وتركيا وأوروبا جماعة إرهابية.
وشنت القوات التركية عمليتين عبر الحدود ضد وحدات حماية الشعب في سوريا.
وفي خطوة تسعى إليها تركيا منذ فترة طويلة، وافقت الدولتان في يونيو حزيران على تنفيذ خارطة طريق لمنبج. ووفقا لذلك، تسير القوات التركية والأمريكية دوريات مشتركة هناك لإخلاء المنطقة من مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو على "تويتر" إنه التقى أيضا بجيفري لبحث التطورات في إدلب على وجه الخصوص.
وذكرت السفارة الأمريكية في أنقرة أن جيفري عبر عن موقف واشنطن المتمثل في أن أي هجوم في إدلب سيعرض للخطر أرواح المدنيين وفرص التوصل إلى تسوية سياسية للحرب السورية. وقالت على "تويتر" إن الهجوم "سيزيد الدعم للإرهاب وسيضر بالاستقرار الإقليمي".
ويدور خلاف بين أنقرة وواشنطن بشأن مصير قس أمريكي تحاكمه تركيا بتهم الإرهاب التي ينفيها القس. ودفع الخلاف الآخذ في الاتساع العملة التركية الليرة إلى الهبوط أكثر من 40 في المئة هذا العام.
وذكر وزير سوري أن شمال شرق سوريا الذي يهيمن عليه الأكراد لن يلقى معاملة خاصة ولكن سيعامل مثل مناطق البلاد الأخرى.
اقرأ أيضا: "الأركان الأمريكية" تحذر من هجوم إدلب وتقترح عمليات محدودة
وقال وزير المصالحة علي حيدر في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" الروسية "لا نستطيع أن نعطي أي محافظة سورية ما يميزها عن باقي المحافظات أو أي إثنية (عرق) سورية ما يميزها عن باقي الإثنيات (الأعراق) أو أي حالة سورية يضرب فكرة أن سوريا دولة واحدة ومجتمعا واحدا".
وتسيطر إدارة يقودها الأكراد حاليا على أراض أكثر من أي جماعة أخرى في سوريا غير الحكومة نفسها.
وتجنب الأكراد إلى حد بعيد الدخول في صراع مباشر مع القوات الحكومية خلال الحرب الأهلية السورية، قائلين إنهم يسعون للحصول على حكم ذاتي في دولة غير مركزية.
واستعاد النظام السوري معظم المناطق من أيدي المعارضة المناوئة لحكمه، مستخدمة كثيرا ما تصفه دمشق باتفاقات "المصالحة" التي يوافق المسلحون بموجبها على التخلي عن الأراضي التي يسيطرون عليها مقابل خروج آمن، وكثيرا ما يكون ذلك بعد حملة جوية وبرية مكثفة.
والجماعات الكردية الرئيسية من بين الفائزين القلائل في الصراع حتى الآن، إذ أسست لنفسها حكما مستقلا على مناطق كبيرة من الشمال تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد وتساندها الولايات المتحدة.
وبدأت في الشهور القليلة الماضية محاولة إقامة علاقات مع دمشق، سعيا منها لحماية المكاسب التي حققتها في الحرب وحذرا من حليفتها الولايات المتحدة التي لا يمكن التنبؤ يما يمكن أن تقدم عليه من أفعال.
وقال حيدر "حل الإشكالية الآن للمجموعات الكردية التي تتعامل مع الأمريكي هو واحد بإدارة ظهرهم لهذا التعامل والتوجه إلى الدولة السورية".