هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سلطت صحيفة "نويه تسورخر تسايتونغ" السويسرية، الضوء على مستجدات الأحوال الاقتصادية والسّياسّية في قطر، وذلك بعد مرور أكثر من عام على الحصار الذي فرضته عليها الإمارات والسّعوديّة ومصر والبحرين وجزر المالديف.
وقالت في مقال للصحفي السويسري أولريش شميد، بعنوان "قطر غير معزولة على الإطلاق" إن "قطر أحسن حالا اليوم ممّا كانت عليه قبل الحصار، حيث ازدادت صادرات البلاد بحوالي 19 بالمائة والتّبادل التّجاريّ الخارجيّ بـ 16 بالمائة ولوحظ ارتفاع كبير في قيمة الأسهم القطريّة منذ أشهر".
وأوضح أن "قطر بخير والحصار الإقتصاديّ لم يصل إلى أهدافه"، بحسب تعبير شميد الذي يستدل بقول أحمد بن جاسم آل ثاني وزير الاقتصاد القطريّ إنّ "هذا الحصار جاء رحمة لبلاده".
وأضاف الصحفي السويسري أنه "صحيح أنّ هذه المقاطعة أدّت إلى خسارة قطر لسوق يقدر حجمه بـ110 ملايين شخص، ولكنها سمحت أيضا بكسب أخرى تقدّر طاقتها بـ400 مليون شخص".
وينقل شميد عن أحمد بن جاسم قوله، إن قطر عزّزت بعد الحصار علاقاتها التّجاريّة والسّياسيّة مع كلّ من تركيا وأذربيجان والهند وباكستان وكازاخستان وأوزباكستان وإيران، ما عوّض ما تمّت خسارته بسبب الحصار، كما يعتقد الوزير القطري.
وأردف: "فعلى سبيل المثال، تُجري الدّوحة محادثات مع تركيا لعقد صفقات تقدّر بـ 20 مليار دولار في إطار التّجهيزات لفعاليّات دورة كأس العالم لعام 2022 التي ستحتضنها قطر. و ارتفعت واردات قطر من الهند بنسبة 50 بالمائة منذ بداية الحصار، وكذلك تمّ تنشيط التّجارة مع إيران التي تعاني نفسها من العقوبات وإن كانت أسوأ بكثير من تلك التي تعاني منها قطر اليوم"، بحسب الصحيفة.
ورأى شميد الخبير في شؤون الشّرق الأوسط أنّه على الرغم من أنّ قطر معزولة منذ 5 يونيو 2017 بشكل كامل عن جيرانها، إلّا أنّها مُنفتحة على بقية العالم وتحاول تحسين علاقاتها مع الكثير من الدول، كما فعل أحمد بن جاسم في معرض هانوفر في ألمانيا من خلال الترويج لاستثمارات في بلاده والبحث عن المزيد من المستثمرين الألمان. وحتى في ما يختصّ بالعلاقات مع الولايات المتحدة - التي يُشتبه في أن رئيسها دونالد ترامب شريك في بلورة فكرة الحصار – فإن بالإمكان مُعاينة بعض بوادر الأمل. لذلك، يستخلص شميد أن "قطر غير معزولة على الإطلاق".
وتابع: "إضافة إلى كل تلك الأسباب - وقبل كلّ شيء - تعود قدرة قطر على الصّمود، بل على تحسين الوضع رغم الحصار إلى كونها أكبر مُصدّر للغاز الطّبيعي في العالم، بل إن مصر - إحدى الدول المقاطعة لها - تعتمد في وارداتها من الغاز الطبيعي بنسبة الثّلثين على الدوحة، حيث تستورد منها حوالي 4.4 مليار متر مكعّب سنويّا، ما زالت قطر تصدّرها لها، كما أنّ الأخيرة لم تطرد العاملين المصريّين الذين تقدر أعدادهم فوق أراضيها بـحوالي 300 ألف شخص".
وتطرق الصحفي السويسري إلى عدم رغبة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السّعودي في التّراجع عن هذا الحصار رغم فشله في تحقيق أهدافه المنشودة، بل إنه على العكس يتمّ الحديث والتّخطيط لإقامة قناة على حدود قطر بطول 60 كلم وعرض 200 متر وعمق 20 مترا ما يؤهلها لتكون ممرّاً تجاريّا ويجعلها صالحة للمقارنة مع قناة السويس، وهو ما سيؤدي إلى تحويل قطر إلى جزيرة عوضا عن شبه جزيرة.
واختتم شميد مقاله بالقول: "مع أنّه ليس هناك اتفاق بالإجماع على المشروع، فإنها تخطّط الرّياض لتسليم مشروع قناة سلوى للخبرات المصريّة على اعتبار أن للمصريّين تجربة في هذا المجال، بحكم أنهم قاموا بشق قناة السّويس"، مشددا على "الفرق الحاسم بين القناتين"، مذكّرا بأن "قناة السّويس لا تفصل، بل تجمع".