هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة "إندبندنت" إن الناشط السعودي المعروف على "يوتيوب" غانم الدوسري، تعرض في الشهر الماضي لاعتداء في أحد شوارع لندن، حيث هاجمه رجلان يهتفان بهتافات مؤيدة للحكومة السعودية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الدوسري، المعروف بأفلام الفيديو الساخرة من العائلة السعودية المالكة، كان يتناول القهوة مع صديق له في متجر هارودز، وأرسل لمتابعيه "سناب شات" تكشف عن مكانه، وعندما خرجا من المتجر تبعهما رجلان في طريق برومنتون.
وتنقل الصحيفة عن الدوسري قوله: "بعد أن مشينا 100 متر، تبعنا رجلان.. أخذا يصرخان علي قائلين: (من أنت حتى تتحدث عن العائلة المالكة في السعودية؟)، أعتقد أنهما عرفا مكاني من (سناب شات)، وتعرفا علي بسهولة".
ويكشف التقرير عن أن الصور تشير إلى أن واحدا من الرجلين كان يرتدي بنطال جينز وقميصا خفيفا، لكم الدوسري في وجهه، وحاول المتسوقون والعائلات الابتعاد عن المكان، فيما حاول أشخاص التفريق بينهم، لافتا إلى أن الرجل الثاني كان يرتدي بدلة رمادية، ووضع على أذنيه سماعة هاتفه، وكان يتبع المعارض في الطريق قبل أن يتم جره والسيطرة عليه.
وتنقل الصحيفة عن صديق الدوسري، رجل الأعمال الكندي آلان بيندر، قوله إن الرجلين اتهما الدوسري، وقالا إنه "عبد لقطر" عدوة السعودية، و"هددا بتلقينه درسا".
ويلفت التقرير إلى أن قناة غانم على "يوتيوب"، "غانم شو"، عادة ما سخرت من الحكومة السعودية، مشيرا إلى أن لديه متابعين بمئات الملايين من المشاهدين.
وتورد الصحيفة نقلا عن بيندر، قوله: "قلت لهم هذه لندن وليست الرياض.. فرد أحدهم بألفاظ نابية يقول فيها: (.... على لندن، ملكتهم عبدة لنا، وشرطتهم كلاب لنا)"، وقال رجل الأعمال الكندي إن الرجلين صرخا على الدوسري، قائلين: "كيف تتجرأ على إهانة الأمير (ابن) سلمان، ولن نسمح لك، ثم شتموا الدوسري وأمه وأخواته وعائلته بعبارات بذيئة"، وأشار بندر إلى أن الناس كانوا يصرخون، وتسمّر الأطفال في أماكنهم خوفا"، حيث تطورت المواجهة.
وينوه التقرير إلى أن الرجلين هربا عندما سمع أحد الناس يقول إن الشرطة قد جاءت، وفر أحدهم من خلال نايتسبريدج، حيث متجر هارودز، وقد مزق جزء من قميصه، مشيرا إلى أن المسعفين حضروا وعالجوا الدوسري الذي كان ينزف من فمه.
وتنقل الصحيفة عن بيندر، قوله إنه عندما كان ينتظر إلى جانب عربة الإسعاف، جاء إليه شخص وحاول إقناعه بعدم الاتصال بالشرطة، قائلا له إن الرجلين سيغادران لندن، لافتة إلى أن سيارة الإسعاف نقلت الدوسري إلى مركز شرطة نوتينيغ هيل، حيث أبلغ عن الهجوم، ويعتقد الدوسري أن مهاجميه سعوديان عادا إلى السعودية، حيث وضع أحدهما فيديو يناقش فيه الهجوم على الدوسري.
ويفيد التقرير بأن غانم الدوسري طلب اللجوء السياسي في بريطانيا عام 2003، وتلقى مكالمة هاتفية من رجل يزعم أنه لكمه على وجهه، قائلا إنه في السعودية، ويرى الناشط أن السعودية استهدفته بسبب عمله في مجال حقوق الإنسان، وآرائه السياسية المعروفة في المملكة؛ نظرا لحجم المتابعين له على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتورد الصحيفة نقلا عن الدوسري قوله: "يحاولون استفزازي وتخويفي، لكنني لن أتوقف"، وأضاف: "كنت أتوقع أن يهاجموني في أي مكان في العالم، لكن ليس هنا، أمام هارودز وفي وضح النهار؟ وهي المنطقة التي أشعر بالأمن فيها"، وشجب موقف الحكومة البريطانية المتقرب من السعودية، رغم انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب في اليمن.
ويذكر التقرير أن الدوسري لجأ إلى بريطانيا عام 2003، حيث درس وعمل في جامعة بورتسموث قبل الانتقال إلى لندن، وقال "لم أعد أبدا... ليست آمنة لي، ولا لأي شخص يعبر عن رأيه في تغريدات".
وبحسب الصحيفة، فإن أكثر من 200 مليون شخص شاهدوا قناته على "يوتيوب"، مشيرة إلى أن تعليقاته عادة ما تثير ردة فعل معادية ومدونات تهاجمه، ومعظم تعليقاته الساخرة موجهة للحكومة السعودية، وأطلق على ولي العهد السعودي لقب "الدب الداشر".
ويشير التقرير إلى أن خبر الهجوم على الدوسري انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي مثل النار في الهشيم، وانتشر وسم/ هاشتاغ #اضربوا غانم الدوسري الكلب، فتم التغريد بحوالي ألفي تغريدة من 1600 حساب.
وتقول الصحيفة إنها شاهدت معظم التغريدات، حيث علق أحدهم أن على الدوسري بأن عليه ألا يفاجأ بالرد على أفلامه، وكتب آخر: "لا يمكن ضبط النفس عندما يهاجم الملك والعائلة والوطن"، فيما قال آخر إن مهاجمة النقاد هي "واجب شريف على كل وطني".
ويقول بيندر للصحيفة إن صديقه تلقى تهديدات في السابق، ولهذا لا لم يصدمه ما حدث، ويضيف: "أنا قلق على أمنه الشخصي.. الرسالة هي أن لا أحد يمكنه وقفنا.. اختاروا هذا المكان لأن هارودز تملكه قطر، وكانوا يقصدون هذا، وهذا هو رأيي الشخصي".
وينقل التقرير عن متحدث باسم الشرطة البريطانية، قوله إن ضباط شرطة تلقوا اتصالا بعد الساعة الـ6.15 بقليل، من يوم 13 آب/ أغسطس، بشأن هجوم في طريق برومنتون في منطقة أس دبليو وان، "وفي المكان كان هناك رجل في الثلاثينيات من عمره، ورجل مصاب بكدمات في وجهه، ولم يحتج لنقله إلى المستشفى".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى قول المتحدث باسم الشرطة البريطانية: "تقوم شرطة كينزنغتون وتشيلسي بالتحقيق، حيث يعتقد أن المهاجمين في الثلاثينيات من عمرهما، ولم يتم القبض على أحد، لكن التحقيق جار".
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا