هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" مقالا للصحفية رولا خلف، تصف فيه كيف تتعرض القضية الفلسطينية للإهمال بالتزامن مع تقارب العرب وإسرائيل.
وتبدأ الكاتبة مقالها بالتساؤل، قائلة: "هل تذكرون الفلسطينيين؟ ليس كثير من يفعل ذلك، ففي حديث بيني وبين مسؤول إسرائيلي مؤخرا ذكر الفلسطينيين مرة أو مرتين، وكان ذلك بشكل عابر تقريبا، وفي كتاب الخوف للصحفي بوب وودوارد حول البيت الأبيض في عهد ترامب ليس لهم ذكر نهائيا".
وتقول خلف: "بعد أوسلو بخمس وعشرين عاما، والمصافحة بين ياسر عرفات وإسحاق رابين، في حديقة البيت الأبيض، تم خفض مرتبة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلى فكرة ثانوية، وبدلا من ذلك يبرز المسؤولون الإسرائيليون علاقاتهم المزدهرة مع الدول العربية، وهو تقارب تم تحقيقه بالرغم من الفشل الذريع لعملية السلام، وذهب بنيامين نتنياهو مؤخرا إلى حد مدح (تطبيع) العلاقات الإسرائيلية مع جيرانها".
وتعلق الكاتبة في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، قائلة: "يبدو أن رئيس الوزراء يسبق نفسه ويبالغ في الأمر، فلا تزال العلاقات العربية الإسرائيلية في أغلبها في حالة حرب رسمية، وقد تكون كل من الأردن ومصر وقعتا اتفاقيات سلام مع الدولة اليهودية، لكنهما لا تزالان عالقتين في حالة من السلام البارد، ولا يمكن توقع علاقات دبلوماسية ولا احتضان علني من الدول العربية، ما لم توقع إسرائيل اتفاقية سلام مع الفلسطينيين، وهذا أمر لن يتم في القريب العاجل".
وتستدرك خلف بأن "المسؤولين الإسرائيليين محقون في إشارتهم إلى تغير في النغمة إلى توسيع مجال التعاون السري بينهم وبين الدول العربية، بما في ذلك مع السعودية، التي لطالما قاومت العروض الإسرائيلية، وتفضل الأطراف كلها أن تبقى صامتة بخصوص التفاصيل، لكن هناك همسا بأن التعاون الاستخباراتي والتكنولوجي يحدث تحت الرادار".
وتشير الكاتبة إلى أنه "في الوقت ذاته، فإن إسرائيل تحتفي بكل خطوة علنية بسيطة، واصفة إياها بأنها اختراق كبير، فمنع السفر إلى إسرائيل من الأجواء السعودية لم يعد مطبقا بشكل صارم، حيث تقوم شركة الطيران الهندية بالمرور في الأجواء السعودية في رحلتها من دلهي إلى تل أبيب، موفرة بذلك ساعتي طيران، وفي القاهرة، حيث هناك مشاعر قوية ضد إسرائيل، بالرغم من وجود سلام رسمي، فإن السفارة الإسرائيلية قامت في شهر أيار/ مايو بالاحتفال علنا بالذكرى السبعين لقيام دولة إسرائيل (ذلك الحدث الذي يتذكره العرب على أنه نكبة) باحتفال في فندق ريتز كارلتون".
وتجد خلف أن "دفء العلاقات مع الدول العربية، الذي لطالما سعت إسرائيل له، يدفعه بشكل رئيسي عداء مشترك تجاه إيران، ففي الخليج فإن بسط النفوذ الإيراني للشرق الأوسط يعد تهديدا أكبر من تهديد إسرائيل، بالإضافة إلى أن إسرائيل والسعودية تتفقان في النظرة ذاتها لفترة إدارة باراك أوباما، خاصة أن الاتفاقية النووية شجعت طهران بدلا من كبح طموحاتها الإقليمية".
وتلفت الكاتبة إلى أن "إدارة ترامب، االعازمة على إلغاء ما حققه أوباما، شجعت على التخفيف من حالة العداء بين السعودية وإسرائيل، ويصف وودوارد في كتابه الدور الذي قام به جارد كوشنير، زوج ابنة ترامب، في الترويج للمصالح المشتركة، ودافع كوشنير، الذي لعائلته علاقات جيدة بنتنياهو، عن دعم طموحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بالإضافة إلى أنه ضغط لتكون أول قمة للرئيس تعقد في الرياض، وهو تحرك نظر إليه على أنه تأييد للجبهة المناوئة لإيران، ويساعد إسرائيل".
وترى خلف أن "رهان كوشنير كان في محله؛ حيث تبنى ولي العهد السعودي موقفا أكثر ليونة تجاه إسرائيل، بالإضافة إلى أن تقارير ذكرت بأن الأمير انتقد الفلسطينيين عندما التقى بالزعماء اليهود خلال جولته في أمريكا هذا العام، ومنذ ذلك الحين اكتشف هو وكوشنير محدودية الغزل الجيوسياسي الجديد، فرفض ملك السعودية وأب الأمير، الملك سلمان، الموافقة على خطة السلام الأمريكية التي طبخها كوشنير، ومع أن لا أحد رأى الخطة، إلا أن المصادر العربية تقول إنها في الغالب خطة منحازة لإسرائيل وتحرم الفلسطينيين عاصمة في القدس الشرقية".
وتفيد الكاتبة بأن "إدارة ترامب افترضت أن تبنيها سياسة عكسية (من الخارج إلى الداخل)، بحيث تقوم إسرائيل بالتفاوض مع الدول العربية حول مستقبل الدولة الفلسطينية، بدلا من التفاوض مباشرة مع الفلسطينيين، سيسمح لها بحل النزاع والادعاء بأنها عقدت صفقة القرن".
وتخلص خلف إلى القول إن "بيع الفلسطينيين أمر خطير للحكام العرب، حتى عندما يجدون قضية مشتركة مع إسرائيل ضد إيران، لكن يجب ألا يرتاح الفلسطينيون لأن خطة كوشنير لا تحدث تقدما، فإن قضيتهم يقذف بها إلى المستقبل البعيد، في الوقت الذي تصبح فيه العلاقات بين إسرائيل والدول العربية دافئة".
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا