رأى القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أسامة حمدان، أن "ما يفعله الاحتلال الإسرائيلي ورئيس السلطة
الفلسطينية بالمقاومة وقطاع غزة شيء واحد بأدوات مختلفة".
وأكد حمدان في حديث خاص لـ "
عربي21"، أن ما وصفه بـ "التقاطع بين عباس والاحتلال في الموقف من المقاومة جدير بالاهتمام فلسطينيا وإقليميا ودوليا".
وقال: "التهديدات التي يطلقها عباس بحق المقاومة في قطاع غزة ليست جديدة، ولكن المهم فيها أنها تعكس عقلية هذا الرجل ومفهومه للبيئة الوطنية الفلسطينية، فهو لا يرى بوجود بيئة وطنية فلسطينية مقاومة للاحتلال، هو يفكر بمنطق واحد وهو الخضوع لإملاءاته بغض النظر عما إذا كانت في خدمة الشعب الفلسطيني أم لا".
وأضاف: "لا يبدو في الأفق حالة من السلوك الوطني الجماعي لدى الرئيس عباس، بقدر ما هو تعبير عن استمرار حالة التسلط لحساب الاحتلال الإسرائيلي وليس لمبررات وطنية".
وأكد حمدان، أن "هذه البيئة الاستسلامية الخانعة هي التي انعقد فيها المجلس الوطني مؤخرا، مما جعل المؤسسات الفلسطينية تعمل لصالح الاحتلال بدل العمل لصالح الشعب الفلسطيني".
على صعيد آخر جدد حمدان تمسك حماس بالمصالحة، لكنه أكد "أن نجاح الجهد المصري لإنهاء الانقسام مرهون بما سيفعله الرئيس محمود عباس".
وقال: "إذ كانت إرادة عباس أن ينجح الجهد المصري، وهو ما لم يثبته واقعا وسلوكا حتى الآن، فإن
المصالحة ستتم، لكن حتى الآن لا يوجد ما يدفع للاطمئنان أنه سيكون معنيا بنجاح الجهد المصري، فالمؤشرات الموجودة حتى الآن سلبية للأسف".
واعتبر القيادي في "حماس"، أن "مسعى عباس في إفشال المصالحة يعني عمليا أنه معني بوقوع معركة جديدة ضد الفلسطينيين".
وقال: "عباس الآن يُحرّض على القطاع، ويظن أنه يمكن أن يستقوي بالاحتلال على غزة، وهو يظن أن إفشال الجهد المصري سيؤدي إلى عدوان جديد من الاحتلال ضد غزة".
وأكد حمدان، أن ما وصفه بـ "الدور الوظيفي الذي يؤديه عباس لصالح الاحتلال لن يعفيه في النهاية من الاستهداف".
وقال: "ما يقوم به عباس ضد قطاع غزة والمقاومة الفلسطينية بشكل عام وليس حماس وحدها، هو جزء من دور وظيفي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية، متى ما أداه فإن الدائرة ستأتي عليه هو أيضا"، على حد تعبيره.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد حذّر في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي من مغبة الفشل مرة أخرى في حوارات القاهرة، قائلًا: "بعد ذلك سيكون لنا شأن آخر بعد هذا"، دون أن يوضح تبعات ذلك.
وتبحث الفصائل الفلسطينية، بما فيها "حماس"، منذ عدة أسابيع مع السلطات المصرية، إمكانية التوصل إلى "تهدئة" مع إسرائيل، لكن تلك الجهود لم تتكلل بالنجاح حتى الآن.
وتُصر حركة "فتح"، التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على إتمام المصالحة، وتمكين حكومته من إدارة شؤون قطاع غزة بالكامل، قبل التوصل إلى "التهدئة" مع إسرائيل.
وفي 12 تشرين الأول / أكتوبر 2017، وقعت "حماس" و"فتح" في القاهرة اتفاقًا للمصالحة يقضي بتمكين الحكومة من إدارة شؤون غزة كما الضفة الغربية، لكن تطبيقه تعثر وسط خلافات بين الحركتين بشأن بعض الملفات.
ويسود الانقسام الفلسطيني بين حركتي "فتح" و"حماس" عقب فوز الأخيرة بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية عام 2006.