هل فعلها ابن سلمان؟

وصل الخبر لمحمد بن سلمان بأن جمال خاشقجي قد جاء لقنصلية بلاده بعد دخول الأخير لها لأول مرة بدقائق، فأمر بأن يتم التعامل معه بشكل طبيعي وإيهامه بأن طلبه الحصول على وثيقة تثبت أنه غير متزوج مجاب.. ثم أمر ابن سلمان بأن يخبر موظف القنصلية جمال خاشقجي بأن الأمر سيستغرق بعض الوقت، وأن عليه مراجعة القنصلية بعد أسبوع..

وقد أراد ابن سلمان بذلك كسب الوقت اللازم لوضع خطة محكمة للتخلص منه بشكل يصعب معه على السلطات التركية توجيه اتهام مباشر لنظامه بقتله.. فتم في خلال هذه الفترة بالفعل وضع خطة تنفيذ الجريمة وفق النقاط التالية:

- القتل لا بد أن يحدث على أرض القنصلية التي هي تحت السيادة السعودية ولها حصانة دبلوماسية دولية، لتصعيب مهمة جهاز الأمن التركي في اقتحام مسرح الجريمة بحثا عن أدلة تشير إلى مرتكبيها.. كما أن الحصانة التي يتمتع بها مبنى القنصلية ستمكن موظفيها من ادعاء مغادرة جمال لها دون أن تتمكن السلطات التركية من إثبات عكس ذلك، وهذا سيجعل عامل الوقت في صالح الجناة، بحيث يتمون تنفيذ الجريمة وتنظيف مسرحها والتخلص من أي أثر لوقوعها داخل القنصلية ثم التخلص من الجثة..

- يجب أن يقوم بتنفيذ عملية القتل عملاء مأجورون سعوديون وغير سعوديين من غير المقيمين على الأراضي التركية يتم إرسالهم خصيصا لإتمام المهمة، بحيث يصعب ملاحقتهم والقبض عليهم بعد تنفيذ العملية لأنهم سيغادرون البلاد قبل الكشف عن مقتل جمال خاشقجي..

- عند وصول جمال خاشقجي القنصلية للمرة الثانية في الموعد المحدد لاستلام المستند يتم احتجازه فورا وتخديره لضمان عدم قدرته على الحركة او حتى الكلام.. على أن يتم على الفور استدعاء الفريق الإجرامي الذي حضر خصيصا إلى تركيا لتنفيذ العملية إلى مبنى القنصلية، ما لم يكونوا متواجدين فيه أصلا قبل وصول جمال إليها.. ثم يقومون بتنفيذ عملية القتل فعليا..

- هنا يبرز دور الحصانة الدبلوماسية لمبنى القنصلية من جديد، حيث يتم الاحتفاظ بالجثة والاستمرار في إصدار تصريحات دبلوماسية (بغرض استهلاك الوقت) تنفي وجود جمال بالقنصلية.. بل وزيادة في تأكيد إبعاد الشبهة، تطالب القنصلية السلطات التركية - بكل بجاحة - بالكشف عن مصير جمال خاشقجي بصفته مواطنا سعوديا اختفى على أراضيها، والهدف من ذلك هو إمهال الجناة الوقت الكافي لمغادرة تركيا قبل إخراج الجثة من القنصلية، فتصبح عرضة للاكتشاف، وما يعنيه ذلك من ثبوت جريمة قتل خاشقجي، وهو الأمر الذي يتوجب فيه على السلطات التركية البدء بسرعة في مباشرة التحقيقات الجنائية، والتي لم يكن من الممكن البدء فيها قبل اكتشاف الجثة لغموض المصير الذي تعرض له خاشقجي..

- بعد التأكد من مغادرة الجناة للأراضي التركية وتنظيف مسرح الجريمة من أي أثر لها، يتم التخلص من الجثة وإخراجها من المبنى المحصن دبلوماسيا وإلقاؤها في إحدى الغابات غير عابئين باكتشافها بعد اتخاذ كل التدابير اللازمة لمحو أثر حدوثها في مبنى القنصلية، وهو الأمر الذي يصعب معه على السلطات التركية توجيه اتهام بدلائل مادية للقنصلية السعودية بقتله..

هذا باختصار سيناريو قتل جمال خاشقجي من وجهة نظر شخصية..