هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تتواصل منذ أيام اشتباكات بين قوات موالية للنظام السوري في أحياء عدة بحلب الشرقية، سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى بين الطرفين، وفق ما نقل ناشطون.
وتأتي الاشتباكات المتواصلة بين مسلحين من "آل بري" وآخرين من قريتي كفريا والفوعة بسبب خلافات على عقارات في أحياء حلب الشرقية استحوذ عليها مسلحو القريتين بعد خروجهم من منازلهم بريف إدلب باتفاق تركي إيراني.
وأكدت مصادر محلية لـ"عربي21"، استمرار الاشتباكات بين مسلحين من "آل بري" وآخرين من بلدتي كفريا والفوعة لليوم الخامس على التوالي في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، ما أدى إلى سقوط قتلى وتدمير آليات عسكرية للطرفين.
وأضافت المصادر أن "تعزيزات عسكرية وصلت لمسلحي "كفريا والفوعة" من بلدتي نبل والزهراء بعد أن تمكّن مسلحو "آل بري" من السيطرة على أحياء المرجة والميسر والصالحين".
وأشارت إلى فشل شخصيات أمنية من النظام السوري في حل الخلاف الحاصل بين الطرفين، حيث لا تزال أحياء حلب الشرقية تشهد اشتباكات متقطعة وحالة من حظر التجوال فيها.
من جهته، قال الناشط عبد الله قويدر، إن "الخلافات بين مليشيات النظام أمر طبيعي ومستمر لأنها وجدت من أجل السلب والنهب حيث إنها تعتبر نفسها دولة بحد ذاتها ومصالحها فوق كل اعتبار".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21" أن "مليشيا آل بري معروفة بموالاتها للنظام منذ بداية الثورة، ويعتقدون أنهم فوق كل اعتبار لذلك نراهم متمردين على غيرهم"، لكنه في المقابل، يرى أن "أهالي كفريا والفوعة محسوبون على إيران ولن يسمح النظام بالمساس بهم، وبالتالي سيتعامل معهم نظام الأسد بما يرضي إيران".
واستبعد قويدر قدرة مسلحي آل بري أو غيرها على المساس بأهل كفريا والفوعة، مؤكداً أن "النظام وإيران سيعملان خلال الأيام القادمة على تحجيمهم".
أما المعارض السوري عبد الغني حمادة، فيرى أنه "بعد تمكن قوات الأسد من السيطرة على مدينة حلب فقد عمدت المليشيات التي شاركته في قمع الثورة لتحصيل نفوذ مناطقي في أحياء حلب وخاصة بين المليشيات الشيعية وبقية التشكيلات لبسط سيطرتها وتكون الكلمة الأخيرة لها، معتبراً أن المسألة مسألة بسط نفوذ لا أكثر"، وفق تعبيره .
ولفت في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "هذه الفوضى هي ما تسعى إليها هذه المليشيات لتبقى صاحبة قرار في تلك المناطق، ما سيؤثر سلبا على المواطنين المدنيين".
وأكد حمادة أنه "في ظل هذه الظروف الفوضوية التي تسود مناطق النظام ستكون الأجهزة الأمنية التابعة للنظام عاجزة عن ضبط الأمن في تلك المناطق التي تتصارع فيها المليشيات الأجنبية والمليشيات السورية التابعة للأسد كآل بري وخلافاتها المستمرة مع باقي المليشيات لطردها من أماكن نفوذها في المناطق الشرقية لحلب".