هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تسعى الكثير من الأسر إلى تعليم أبنائها العادات الحسنة منذ الصغر، ومنها الصدق واحترام الكبير والأمانة، وهناك بعضها يعمل على غرس صفات الكرم في نفوس الأبناء بشكل مباشر أو غير مباشر.
وكثيرا ما تجد هذه العائلات تدفع أطفالها لمنح ما يملكون من ألعاب أو طعام للأطفال الآخرين خاصة إذا كان الطفل المقابل يبكي، ويقومون بذلك بالترافق مع كلمات التشجيع لطفلهم ليصبح كريما.
بالمقابل يقول الخبراء إنه من الخطأ إجبار الطفل على منح ما لديه لأي طفل آخر، حيث أشارت أخصائية الإرشاد التربوي والأسري نوال أبو سكر إلى أن المشكلة ليست بتعليم الطفل الكرم من عدمه.
وتابعت نوال في حديث لـ "عربي21": "المشكلة تكمن بأن معظم الأسر عندها معلومة مغلوطة، وهي توجيه الطفل لمنح ما لديه للآخرين بحجة تعليمه الكرم، وهذا الأمر ليس كرما بل هو تنازل عن حقوقه".
وأضافت: "يجب أن يمنح الطفل ألعابه أو طعامه برضاه هو وليس مكرها، فتعويده على إعطاء كل ما لديه دائما يسبب له ضعفا في الشخصية، وهنا يصبح بحاجة لعلاج ضمن برنامج اسمه تأكيد الذات".
وأشارت إلى أن "الطفل يمكن أن يتعلم تصحيح أخطاء الماضي ومنها الكرم المبالغ به لدرجة تصل إلى حد أن يتنازل عن حقوقه برغم الصعوبة، ويجب أن يترافق هذا العلاج مع تعاون البيت والمدرسة والأخصائي".
وأوضحت أنه "لو رفض الطفل منح ما لديه، فإن من الخطأ نعته بصفة البخل، وخاطئ جدا أن يتم وصفه بصفات مثل كذاب أو بخيل أو حساس في هذا السن".
ومن ناحيتها قالت الأخصائية الاجتماعية تسنيم كايد، في حديث لـ"عربي21": "أنا ضد فكرة عدم تعليم الطفل الكرم، لأن من شب على شيء شاب عليه، وبرأيي الشخصي يجب أن نعلمه المشاركة ولكن بحدود، إضافة لتعليمه تقدير الموقف وكيف يتصرف".
وضربت تسنيم مثالا على ذلك بالقول: "مثلا تعليم الطفل إذا وقف طفل متسلط بطريقه وحاول أخذ ما بيده، فيجب عليه أن يرفض ذلك، لكن بالمقابل بمواقف أخرى يجب عليه أن يعطي، بمعنى تعليمه الموازنة والقدرة على تقدير الموقف، وذلك أفضل من أن نعلمه صفة سيئة كالأنانية".