نظمت رابطة أهالي
"بنغازي" المهجرين مؤتمرا في العاصمة "
طرابلس"، اتهمت فيه
"
حفتر" بتدمير المدينة عبر عمليته العسكرية "الانقلابية"، وسط
تكهنات عن بداية حملة ممنهجة ضد الجنرال الليبي من قبل مناوئين له في العاصمة، وتساؤلات
حول سماح حكومة الوفاق بالمؤتمر وبهذا الهجوم.
وحضر المؤتمر
شخصيات رسمية وناشطون في المجتمع المدني وأعضاء في مجلس الدولة والمجلس البلدي لمدينة
بنغازي، والمجلس المحلي لمدينة "درنة"، وكذلك أعضاء وحكماء وأعيان
"بنغازي"، وجاء تحت عنوان "ملتقى بنغازي الأمل".
"انقلاب حفتر"
من جهته، أكد
رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، سعد العبيدي، أن "
ليبيا شهدت نقلة نوعية بعد تحررها
من نظام القذافي، غير أن أيدي الفساد لم يرق لها ذلك، والتي من بينها من يقدم نفسه اليوم
بديلا عن ذلك النظام "البائد"، في إشارة لحفتر، حسب وصفه.
في حين، دعا
مدير الهيئة "البنغازية" (مستقلة)، علي المانع، إلى ضرورة مراجعة أحداث "انقلاب" حفتر في بنغازي، وحجم الجريمة، وأهدافها التي نفذها من
خلال عمليته "الانقلابية" الكرامة، والتي دمرت المدينة، وهجرت العائلات، واغتصبت
الأملاك، وحاربت الثوار"، حسب كلامه.
والسؤال: هل
بدأ معارضو "حفتر" هجوما ممنهجا ضده من العاصمة "طرابلس"؟ ولماذا
سمحت حكومة الوفاق بهذا المؤتمر الذي وصف "حفتر" بالانقلابي؟
"ليست المرة الأولى"
من جهته، كشف
عضو مجلس الدولة الليبي وأحد الحضور للمؤتمر، إبراهيم صهد، أن "هذه ليست المرة
الأولى التي يعقد
مهجرو بنغازي مؤتمرا، وأن الغرض من هذا الملتقى الأخير هو الاحتفال
بالذكرى السنوية لإعلان "التحرير"، ولفت الأنظار إلى قضيه المهجرين من بنغازي
والأوضاع القاسية التي يواجهونها".
وأوضح في تصريحات
لـ"
عربي21" أن "مهجري المدينة يتعرضون لضغوطات؛ نتيجة لإهمال حكومة الوفاق؛ وحرمانهم من حقوق تسجيل المتغيرات واستخراج الشهادات من دائرة السجل المدني؛ وقيام حكومة
"الثني" الخاضعة لحفتر بإيقاف مرتباتهم"، بحسب معلوماته.
وأشار إلى أنه
"ليست المرة الأولى التي يوصف فيها ما يقوم به "حفتر" على أنه انقلاب، بدءا من إعلانه المشهور في قناة "العربية" خلال فترة المؤتمر الوطني العام، ومرورا بحملته العسكرية، وانتهاء بخنقه لمجلس النواب وللمؤسسات في المنطقة التي تقع
تحت سيطرته".
"دور الحكومة"
وفي تعليقه على
دلالة سماح حكومة الوفاق بالمؤتمر ضد "حفتر"، قال صهد: "حرية التجمع
والتظاهر السلميين مكفولة بنصوص الإعلان الدستوري المؤقت، ولا دخل لحكومة الوفاق بذلك
إلا فيما يتعلق بإعلام وزارة الداخلية بتوقيت الملتقى".
وحول ما أثير
أن الملتقى تقف وراءه جماعة الإخوان في ليبيا، أوضح عضو مجلس الدولة أن "شماعة
ودسكة الإخوان أصبحت بالية و"مشروخة" وتثير الاشمئزاز، وأهالي بنغازي المهجرون
لهم مؤسساتهم التي تتحدث باسمهم"، كما قال.
وتابع:
"أعضاء مجلس الدولة الذين يمثلون بنغازي، وأنا منهم، على تواصل مع تلك المؤسسات، ونسعى قدر الإمكان للمساعدة في نقل قضاياهم إلى الجهات المختصة، ولكن لا سلطان لأحد
على هذه المؤسسات سوى مجموع "مهجري بنغازي".
"استغلال وضغط"
لكن الكاتب والناشط
من مدينة بنغازي، نصر عقوب، أشار إلى أن "دلالة عقد الملتقى الثالث لمهجري بنغازي
هو التأكيد على أنهم أصحاب قضية، وأن قضيتهم حية ولم تمت، وأنهم سيستمرون في الدفاع
عن حقوقهم مهما طال الغياب والإبعاد، وأنهم ضد حكم العسكر، المتمثل لديهم في
"حفتر".
وأضاف لـ"
عربي21"
أن "من حضر من المجلس الأعلى للملتقى قطعا لا يمثل المجلس الأعلى، وإنما يمثل
شخصه وذاته، أما بخصوص الحملة الممنهجة ضد "حفتر" فقد بدأت منذ فترة، وستستمر
رغم تعثرها، وهي ذات أبعاد متعددة"، حسب تعبيره.
واستدرك قائلا:
"لكن وللأسف، فإن قضية مهجري بنغازي أمست ورقة يستخدمها العديد من معارضي
"حفتر" ومنافسيه من أجل مصالحهم لا مصالح بنغازي والمهجرين"، كما صرح.