هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريرا، سلطت من خلاله الضوء على التحذير الذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والمدعي العام، جيف سيشنز، بشأن احتمال تزوير الانتخابات النصفية الأميركية التي تعقد الثلاثاء.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن "ادعاءات كل من ترامب وسيشنز لا أساس لها من الصحة،
كما أنها ليست مبنية على أدلة ملموسة، وما هي إلا محاولة لترهيب وتخويف الناخبين".
وأشارت الصحيفة إلى أن "هذه التحذيرات تعيد إلى
الأذهان الادعاءات الواهية التي أصدرها الرئيس بشأن حصول عمليات تزوير واسعة
النطاق خلال انتخابات 2016، وهو ما أدى إلى توجيه اتهامات لإدارته بسعيها لإخافة
الناخبين وإبعادهم عن المشاركة".
وفي تغريدة نشرها الاثنين، ذكر ترامب أن الأجهزة
الأمنية الأمريكية تلقت تعليمات مشددة تحسبا لحدوث عمليات تصويت غير قانونية،
وتعهد بإنزال أشد العقوبات على من يثبت تورطهم في هذه الممارسة.
وأضافت الصحيفة أن ترامب وفي تصريحات له أثناء توجهه
لتجمع انتخابي في كليفلاند، ادعى أن عمليات تزوير الأصوات هي أمر مألوف في
الولايات المتحدة، متابعا بقوله: "فقط ألقوا نظرة من حولكم، إن كل ما عليكم
فعله هو التجول في المدن، والنظر فيما حصل خلال السنوات الماضية، هناك أناس كثيرون
حسب رأيي وحسب الأدلة، يتمكنون من التصويت بشكل قانوني، ولذلك نريدهم أن يعلموا
أنه ستكون هناك تبعات على أعلى مستوى".
اقرأ أيضا: ترامب أمام "اختبار تاريخي" بالانتخابات النصفية الأمريكية
وأكدت الصحيفة أنه لا توجد أي أدلة واضحة على وقوع
تزوير واسع النطاق في الولايات المتحدة، وكان ترامب قد شكل لجنة لدراسة هذا
الموضوع بعد وقت قصير من دخوله للبيت الأبيض، ولم تتوصل اللجنة إلى أية نتائج، بعد
أن رفضت الولايات تسليمها البيانات التي بحوزتها.
ولفتت الصحيفة إلى أن النشطاء المدافعين عن الحق في
التصويت نددوا بتصريحات ترامب، واعتبروها محاولة مفضوحة لتهديد الناخبين عشية يوم
الاقتراع، في خطوة تأتي ضمن أسلوب يعتمده الجمهوريون للحد من إقبال الناخبين، عبر
فرض شروط صارمة تؤثر على حق التصويت للمواطنين غير البيض الذين يميلون لمنح
أصواتهم للحزب الديمقراطي.
ونقلت الصحيفة عن كريستين كلارك، رئيسة هيئة
المحامين المدافعين عن قانون الحقوق المدنية، وهي منظمة حقوقية تمكنت من الإطاحة
بعدد من القيود التي فرضت على الناخبين في عدة أنحاء من البلاد، قولها: "أرى
أن سلوك ترامب غير وطني، في وقت نحتاج فيه لأن يندد البيت الأبيض ووزارة العدل
بحملة هادفة لخفض أعداد المشاركين في الانتخابات".
وذكرت الصحيفة أن استباق عمليات التزوير ومحو أسماء
الناخبين أدى لحالة من القلق في العديد من الدوائر الانتخابية التي تشهد منافسة
متقاربة، وهو ما زاد من احتمال حدوث عمليات إعادة احتساب للأصوات، وخلافات بشأن
النتائج في العشرات من السباقات الانتخابية، على مقاعد مجلس النواب ومجلس الشيوخ
ومناصب حكام الولايات.
واستباقا للمشاكل المتوقعة في مراكز الاقتراع، قامت
العديد من الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية ومجموعات المصالح بإنشاء "غرف
عمليات"، لمراقبة سير انتخابات يوم الثلاثاء. كما قامت بانتداب الآلاف من
المحامين المتطوعين، لكشف التجاوزات في أنحاء البلاد، من جانبه، ذكر جيف سيشنز أن
وزارة العدل الأمريكية ستتبع البروتوكول المعتاد، من خلال إرسال مراقبين في أنحاء
البلاد للتصدي لعمليات حرمان الناخبين من المشاركة، والتهديدات والتمييز.
اقرأ أيضا: هكذا قرأ الإعلام العبري انتخابات التجديد النصفي للكونغرس
ونقلت الصحيفة عن ديفيد فنس، المتحدث باسم جمعية
"القضية المشتركة"، التي ساهمت في انتداب 6500 متطوع لمراقبة مواقع
الاقتراع يوم الثلاثاء، قوله إن "تصريحات سيشنز تشير إلى نمط متكرر في
الإدارة الأمريكية، في إطار جهودها لتخويف الناخبين وثنيهم عن الذهاب للتصويت، والسعي
لتحديد أنواع الناخبين الذين يشاركون، والذين يحرمون من المشاركة. ويتناقض ذلك
تماما مع الدور التقليدي لوزارة العدل في حماية الناخبين".
وأوردت الصحيفة أن المسؤولين في وزارة الأمن الداخلي
كانوا قد دعوا لليقظة في مواجهة تهديدات أخرى متنوعة، مثل تدخل أطراف أجنبية في
الانتخابات، وبشكل خاص روسيا، المتهمة بمواصلة السعي للتأثير على الرأي العام
ومواقف الناخبين من خلال عمليات تهدف لنشر الفرقة، مثل ترويج الأخبار الكاذبة على
شبكات التواصل الاجتماعي، بحسب ما ذكره مسؤولو الوزارة في تصريحاتهم.
وأكدت الصحيفة أن جماعات الدفاع عن حق المواطنين في
التصويت تشعر بالارتياح في الوقت الحالي، بفضل الارتفاع الذي شهدته عمليات الإقبال
على التصويت المبكر في مختلف الولايات، وفي يوم السبت، سُجل في 28 ولاية ارتفاع في
عدد الناخبين فاق الأعداد المسجلة في انتخابات التجديد النصفي في سنة 2014، بحسب
البيانات التي قام بجمعها مايكل ماكدونالد، أستاذ العلوم السياسية في جامعة
فلوريدا. وفي ولايتين إضافيتين، وهما تكساس ونيفادا، تتجه أعداد الناخبين
المشاركين في التصويت المبكر لتتجاوز ما تم تسجيله قبل 4 سنوات.
وفي الختام، نقلت الصحيفة عن ديفيد فنس، ممثل جمعية
القضية المشتركة، تأكيده على أن "إصرار الناخبين على المشاركة وإيصال أصواتهم
هو السلاح الأهم لمحاربة هذه المساعي الرامية لإبعاد فئات معينة من الناخبين عن
مراكز التصويت".