هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة "فايننشال تايمز" في افتتاحيتها، التي جاءت تحت عنوان "الجزائر محاصرة بين الركود والانجراف"، إن دراسة الأجواء السياسية في الجزائر تشبه دراسة الزلازل والبراكين.
وتقول الافتتاحية: "مما لا شك فيه أن الجزائر تقبع فوق بركان، ويضمن حدوث ذلك آلاف من الشباب العاطلين عن العمل، وعلى الرغم من أن البركان ما يزال خامدا، إلا أنه قد ينفجر، لكن كيفية الانفجار ووقته يصعب التكهن بهما".
وتشير الصحيفة إلى أن "الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة أحكم على مدى 20 عاما السيطرة على نظام قمعي سري، ويعد رغم ذلك مصدرا رئيسيا للطاقة لأوروبا".
وتلفت الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أن "بوتفليقة كان أحد الرموز المتبقية من أعوام بعد الاستقلال عندما تولى الرئاسة عام 1999، وحصل بعد ذلك على رضى الشعب لإنهاء عقد من الحرب الأهلية، لكنه بعد إصابته بجلطة دماغية منذ خمسة أعوام أصبح معتلا صحيا، ونادرا ما يشاهد علنا ولا يلقى كلمة علنية قط".
وتقول الصحيفة إن "بوتفليقة كان في آخر ظهور له على كرسي متحرك، ويبدو واهنا بشكل واضح، وعلى الرغم من ذلك، فإن المحيطين به يبدون عاقدين العزم على ترشحه لفترة رئاسية جديدة في الانتخابات، التي من المزمع إجراؤها في كانون الثاني/ يناير المقبل".
ويستدرك الافتتاحية بأن "المجموعة السرية حوله تبدو مصرة على دفعه بهذه الحالة وعلى كرسيه المتحرك لولاية خامسة في الانتخابات المقررة في شهر كانون الثاني/ يناير، وسيكون هذا نوعا مما يصفه الجزائريون بالازدراء، الذي يعني احتقار شخص أو مجموعة لأخرى، وفي هذه الحالة هي ازدراء النحبة الحاكمة للجماهير".
وتفيد الافتتاحية بأن "الجزائر، التي عانت من المآسي، لديها المصادر الطبيعية الضخمة، ومشاهد جميلة خلابة، ولديها القوة العاملة الدينامية، التي كان يجب أن تكون نابضة بالحياة، ويمكن للسياحة المساعدة في تنويع الاقتصاد وفطمه عن النفط والغاز الطبيعي، بشكل يقدم فرص عمل للشباب الباحث عنها".
وتجد الصحيفة أن "الجزائر، مثل بقية الدول النفطية، تحولت إلى دولة رعاية بشكل أدى إلى الركود الاقتصادي، الذي ترافق مع الشلل السياسي، الذي بدأ منذ بداية التسعينيات أو السنوات السوداء التي أعقبت إلغاء الانتخابات، وأدخلت البلاد على طريق المواجهة بين الجيش والإسلاميين".
وتبين الافتتاحية أن "الذكريات الحية في نفوس الجزائريين كانت عاملا في عدم انتشار ثورات الربيع العربي عام 2011 ، وتحولت الجزائر في الوقت ذاته لحليف أمريكي يوثق به في الحرب ضد الإرهاب، ومزود رئيسي للطاقة، وبدا تحليلها قويا في الشؤون المتعلقة بالمنطقة، فقد عارضت التدخل الغربي في ليبيا، وعرفت أن انهيار نظام معمر القذافي سيؤدي إلى الفوضى، وعارضت سياسات الاتحاد الأوروبي المتعلقة بالمهاجرين الأفارقة الذين توجهوا إلى سواحل شمال أفريقيا".
وتحذر الصحيفة من أن "الحفاظ على بوتفليقة رمزا للبلاد يقوم بالبصم في ولايته الخامسة أمر لا يستحق، ويعني تأجيل معركة الخلافة الخطيرة، وستكون الدول الغربية ضيقة النظر للاعتقاد أن الاستقرار الذي وفره خلال فترة حكمه لم يكن أي شيء، بل كان استقرارا هشا، خاصة في ظل وضعه الصحي، وسيواجه النظام امتحانا من خلال انخفاض أسعار الطاقة، بشكل يضع قدرته لشراء السلام والاستقرار من المواطنين أمام أزمة جديدة".
وتختم "فايننشال تايمز" افتتاحيتها بالقول إنه "لا أحد في الجزائر يعتقد أن الرئيس في وضعه الحالي ليس إلا رمزا لرموز في الظل، يقومون بتسيير أمور الحكومة، ومن خلال وضع رئيس غائب في انتخابات، والأمة بحاجة ماسة إلى حالة إنعاش، فرجال الظل يرسلون رسالة إلى الشعب الجزائري: آمالكم وإحباطكم لا يهمنا".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)