هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ترى الولايات المتحدة
الأمريكية أن نقاط المراقبة الأخيرة على الحدود الشمالية لسوريا تأتي في محاولة
لتجنب التوتر بين تركيا، والمقاتلين الأكراد في سوريا، في حين رأت تركيا أن نقاط المراقبة
ستزيد من تعقيد الوضع المعقد أصلًا في المنطقة.
وأعلن وزير الدفاع
الأمريكي، جيم ماتيس، الأربعاء، أن الجيش الأمريكي "يشيّد أبراج مراقبة في
مناطق عدة على طول الحدود السورية، الحدود الشمالية لسوريا"، الهدف منها
التأكد أن الأكراد "لن ينسحبوا من المعركة ضد تنظيم الدولة".
من جهته قال وزير
الدفاع التركي، خلوصي أكار: "أبلغنا نظراءنا العسكريين والمدنيين الأمريكيين
مرارا عن انزعاجنا من مسألة إنشاء نقاط مراقبة شمالي سوريا".
وتتحالف تركيا مع كل
من تركيا، البلد العضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، ومع المقاتلين
الأكراد، الذين ترى فيهم تركيا تهديدا لأمنها القومي.
اقرأ أيضا: تركيا: الإرهاب في شرق الفرات يهدد الحل السياسي بسوريا
الخبير العسكري، أحمد
الحمادي، قال إن نقاط المراقبة الأمريكية الخمسية التي أعلنت عنها الولايات
المتحدة ستمتد على مسافة 650 كيلومترا، من عين العرب وحتى القامشلي.
وأشار الحمادي
لـ"عربي21" إلى أن نقاط المراقبة بهذا الشكل، لن تستطيع أن تكون عائقا
في حال قررت تركيا شن عملية عسكرية ضد المقاتلين الأكراد.
ولفت الحمادي إلى أن
الهدف من هذه النقاط هو تبريد المناطق على الحدود السورية مع تركيا، بعد عدد من
العمليات العسكرية ضد المقاتلين الأكراد، والقصف التركي المتكرر، والتهديدات
بعمليات جديدة شرق الفرات.
وتابع بأن الأمريكيين
أيضا يريدون من نقاط المراقبة إرسال رسالة تطمينية للحليف التركي، وتهدئة مخاوف
المقاتلين الأكراد الذين تدعمهم عسكريا في سوريا.
وعن عملية شرق الفرات
التي ينوي الأتراك شنها، قال الحمادي إنها تأتي لإيمان تركيا بأن المقاتلين
الأكراد ليسوا مجرد تهديد آني لتركيا، وإنما تهديد على المدى البعيد أيضا.
أما بالنسبة
للأمريكيين، فيرى الخبير العسكري أن الأولوية هي مقاتلة تنظيم الدولة بدعم
المقاتلين الأكراد وحمايتهم.
وختم بأن الولايات
المتحدة الأمريكية تريد المواءمة بين الحليفين (تركيا والمقاتلين الأكراد) ومحاولة
تحصيل تنازلات تركية أكثر.
وإبان عملية "غصن
الزيتون" التركية في عفرين السورية، اتهمت وزارة الدفاع الأمريكية تركيا
بأنها تسببت بوقف العمليات ضد تنظيم الدولة في سوريا، التي يشكل المقاتلين الأكراد
عمادها.
وكانت القوات الكردية
علقت عملياتها البرية ضد تنظيم الدولة بسبب العملية العسكرية التركية وقتها.
المحلل والخبير
السياسي التركي، صباح الدين أرسلان، رأى أن نقاط المراقبة الأمريكية على الحدود
الشمالية لسوريا ما هي إلا رسالة للأتراك بأننا موجودون هنا، ولا حاجة للذهاب إلى
عملية عسكرية شرق الفرات.
وأكد أرسلان في حديثه
لـ"عربي21" أن الولايات المتحدة وتركيا ليستا متفقتين على الأوضاع في
الحدود بين سوريا وتركيا، وإن أمريكا دائما ما تعمد إلى إغضاب الحليف التركي ومن ثم تهدئة الأمور وتقديم بعض التنازلات في
المنطقة.
وقال إن تركيا عليها
اتخاذ قرارات حاسمة بشأن "المقاتلين الشيوعيين الأكراد" في الشرق السوري وعلى الحدود مع تركيا، مستغربا من التحالف الأمريكي مع "مقاتلين شيوعين".
في وقت سابق الثلاثاء،
قال مجلس الأمن القومي التركي إن ما سماه "الإرهاب في شرق الفرات هو التهديد
الأكبر للحل السياسي بسوريا"، داعيا "الأطراف في سوريا إلى التحرك بشكل
معقول وسريع من أجل تشكيل لجنة صياغة الدستور لإيجاد حل للأزمة".
جاء ذلك في ختام
اجتماع المجلس برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان في العاصمة أنقرة واستغرق نحو 5
ساعات، وفق وكالة الأناضول للأنباء.