هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لم يستطع المبعوث
الأممي للأزمة السورية، ستافان دي ميستورا، الذي اقترب من مغادرة منصبه، أن يكون
أكثر تفاؤلا حين قال عن اجتماعات أستانا 11 الأخيرة، بأنها أخفقت في تشكيل لجنة
الدستور، ووصفها بأنها فرصة مهدرة.
واتهم دي ميستورا
الدول الضامنة (روسيا، تركيا، إيران) بأنها أخفقت في "تحقيق أي تقدم ملموس في
تشكيل لجنة دستورية سورية خلال اجتماع في أستانا، (...) أأسف بشدة لعدم تحقيق تقدم
ملموس للتغلب على الجمود المستمر منذ عشرة أشهر في تشكيل اللجنة الدستورية".
وتابع دي ميستورا:
"لقد كانت فرصة مهدرة للإسراع في تشكيل لجنة دستورية ذات مصداقية ومتوازنة
وشاملة يشكلها سوريون ويقودها سوريون وترعاها الأمم المتحدة".
أما الدول الضامنة،
فقالت إنها "ستكثف المشاورات لتشكيل اللجنة في أقرب وقت ممكن".
من جانبها، قالت روسيا
إنها رأت نتيجة الاجتماع "إيجابية"، بحسب ما قاله مبعوث روسيا إلى سوريا،
ألكسندر لافرينتيف.
الكاتب والمحلل
السياسي الروسي، أندريه أونتيكوف، قال إن تصريحات دي ميستوار حول خيبة الأمل كانت
تخص ما يتعلق باللجنة الدستورية فقط، وإن الملفات الأخرى التي تناولتها القمة كانت
ناجحة جدا.
وأشار أونتيكوف
لـ"عربي21" إلى أن ملفات تبادل المعتقلين، والمنطقة منزوعة السلاح التي
تم الاتفاق عليها في سوتشي، شهدت نجاحا وتقدما جذريا، بحسب تعبيره.
اقرأ أيضا: واشنطن: مسار أستانا أدى إلى مأزق في الأزمة السورية
ولفت إلى أن التأكيدات
على التمسك باتفاق سوتشي مهم للغاية، خصوصا بعد سريان إشاعات بأن هنالك تغيرات في
الاتفاق، الأمر الذي ظهر جليا في تشديد الدول الضامنة على التمسك بالاتفاق.
وأشار إلى أن تصريحات
دي ميستورا مؤسفة، وإنه لا يستبعد أن تكون هذه التصريحات منحازة إلى الموقف
الأمريكي، الذي راهن على فشل أستانا، سعيا وراء دور أمريكي في العملية السياسية
بسوريا.
وأضاف إلى أن أمريكا
تريد دورا أكبر في العملية السياسية بسوريا، وهي غير مرتاحة للدور الحالي.
وأكد أن الخلاف على
الأسماء الخمسين من المجتمع المدني، أمر طبيعي، ولكنه ليس مأزقا، وتوقع أن تقوم
الدول الضامنة ببذل أقصى جهدها لإتمام التئام اللجنة قبل نهاية العام.
ونوه أونتيكوف إلى أن
الجانب الروسي سمع من جانب المعارضة السورية ما يدل على نوع من الارتياح حول
أستانا 11.
وعلى صعيد الأمور
الإيجابية، بحسب البيان الختامي للقمة، فقد قررت الدول الضامنة: "زيادة
الجهود المشتركة لمراقبة وقف إطلاق النار في إدلب، معربة عن قلقها حيال انتهاكات
الهدنة في المحافظة".
كما اتفق المجتمعون
على ضرورة تنفيذ اتفاق سوتشي الخاص بمناطق خفض التوتر في إدلب، والحفاظ على وقف
إطلاق النار.
كما رحبت الدول
بـ"عمليات إطلاق سراح المعتقلين المتبادلة بين النظام والمعارضة" لكون
أن من شأنها أن "تزيد الثقة بين الجانبين.
الحقوقي، وعضو
الائتلاف السوري المعارض، هيثم المالح، قال لـ"عربي21" إن دي ميستورا
يسير وفقا لمخطط روسي يهدف إلى القضاء على الثورة السورية.
وأشار إلى أنه التقى
دي ميستورا سابقا، وأقر خلال لقائهما بأنه عاجز أمام النظام السوري، وأن كل ما
يجري من مفاوضات هو التفاف على مطالب الشعب والثورة السورية.
وأشار إلى أنه أبلغ
هيئة التفاوض العليا بأنه لا فائدة من الحوارات في أستانا 11 لأن النظام يرفض
الجلوس على طاولة التفاوض مع المعارضة، وإن كل ما يجري هو لقاءات منفصلة بين
الوفود ومبعوث الأمم المتحدة.
واستغرب المالح انتقال
ملف الدستور السوري إلى أستانا التي هي بالأساس اتفاقات عسكرية، والمفروض أن يناقش
الدستور في جنيف.
ولم يخف عضو الائتلاف
السوري المعارض بأن الثورة السورية الآن تفتقد للقيادة السياسية، والعسكرية
الصحيحة، مؤكدا على أن البيت الداخلي للمعارضة السورية بحاجة إلى إعادة ترتيب
للخروج بقيادة ثورية جديدة.
على جانب آخر، قالت الولايات المتحدة إن مسار أستانا لم يؤد سوى إلى "طريق مسدود" بشأن صياغة الدستور السوري الجديد.
وعبّرت وزارة الخارجية الأمريكية عن الأسف لعدم تحقيق تقدّم على مسار المحادثات، مشددة على ضرورة حدوث انفراجه قبل نهاية العام.