هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" تقريرا لمحرر الشؤون الدفاعية كون كوغلين، ينقل فيه عن مسؤولين أمنيين بريطانيين، قولهم إن طهران تستخدم فرق اغتيالات لإسكات منتقديها، وذلك ضمن محاولات إيران للتدخل في شؤون الحكومة العراقية الجديدة.
ويكشف التقرير الذي ترجمته "عربي21"، عن أن هذه الفرق نشرت بأوامر من قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني؛ في محاولة لإرهاب خصوم إيران في العراق.
ويقول كوغلين إن هذه الفرق نشرت بعد نتائج الانتخابات العامة في العراق في أيار/ مايو، وذلك بعد فشل طهران في فرض نفودها على تشكيل الحكومة العراقية الجديدة؛ نتيجة لفشل المرشحين الذين دعمتهم في الفوز بالأصوات الكافية لتشكيل الحكومة.
وتنقل الصحيفة عن مسؤولين أمنيين بريطانيين يقدمون الدعم والتدريب العسكري للقوات المسلحة العراقية، قولهم إن إيران ردت بإرسال عدد من فرق الاغتيالات من قوة فيلق القدس؛ لإسكات الأصوات العراقية المنتقدة لإيران.
ويشير التقرير إلى أن آخر وأبرز الضحايا لهذه الفرق حتى الآن، كان الحليف المقرب لرئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، عادل شاكر التميمي، الذي اغتالته قوة القدس في أيلول/ سبتمبر، لافتا إلى أن التميمي، البالغ من العمر 46 عاما، هو سياسي شيعي يحمل جنسية مزدوجة عراقية وكندية.
ويصف الكاتب التميمي بأنه كان يشارك في محاولات بغداد المصالحة بين السنة والشيعة في العراق، بالإضافة إلى أنه عمل مبعوثا، وإن لم يكن يحمل درجة رسمية رفيعة، في مجال استعادة وتحسين العلاقات مع دول الجوار، مثل الأردن والسعودية.
وتلفت الصحيفة إلى أن "فرق الاغتيالات الإيرانية" استهدفت معارضين من داخل الطيف السياسي في العراق، بحسب المصادر الأمنية ذاتها، ومن بينهم شوقي الحداد، المقرب من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الذي كان يتلقى دعم طهران، لكنه في الفترة الأخيرة دعم أجندة وطنية، مشيرة إلى أن الحداد قتل في تموز/ يوليو، في أعقاب اتهامه إيران بالتدخل لتزوير الانتخابات العراقية.
ويتحدث التقرير أيضا عن محاولة اغتيال فاشلة في آب/ أغسطس لراضي الطائي، المستشار لآية الله علي السيستاني، المرجع الشيعي البارز في العراق، إثر دعوة الراضي للحد من النفوذ الإيراني في الحكومة الجديدة.
وينقل كوغلين عن مسؤول أمني بريطاني رفيع، قوله إن "إيران كثفت حملتها لإرهاب الحكومة العراقية باستخدام فرق الاغتيال لإسكات منتقدي طهران... وتلك محاولة وقحة لإحباط الجهود التي تبذلها الحكومة العراقية الجديدة لإنهاء التدخل الإيراني في العراق".
وتفيد الصحيفة بأن إيران تهدف لتوسيع تأثيرها على الشيعة في العالم العربي، وكان شيعة العراق هدفا لها منذ وقت طويل، حيث تهدف إيران لإنشاء هلال شيعي يربط المجتمعات الشيعية، وهو مشروع طموح لخلق قوس تأثير يمتد من طهران حتى البحر المتوسط، لافتة إلى أن فشل المرشحين المؤيدين لإيران في تشكيل الحكومة بعد انتخابات أيار/ مايو، أدى إلى تولي البراغماتي عادل عبد المهدي، بمهمة الحد من التأثير الإيراني في العراق.
ويورد التقرير نقلا عن رئيس الجيش البريطاني الجنرال مارك كارليتون سميث، قوله إنه يعتقد أن التأثير الإيراني الخبيث واحد من أكبر التهديدات التي تواجه العالم اليوم.
ويبين الكاتب أنه بالإضافة إلى إرسال إيران فرق اغتيال إلى العراق، فإن فيلق القدس يقوم بتوطيد مواقعه داخل البلد، مشيرا إلى أن إيران تقوم عبر الفصائل العسكرية التي أنشأتها، مثل كتائب حزب الله، بتهريب الأسلحة لاستخدامها ضد الأهداف الأمريكية والغربية.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن المليشيات التي تمولها إيران اتهمت باستهداف القنصلية الأمريكية في البصرة، وذلك في أيلول/ سبتمبر.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)