نفى القيادي في حركة "النهضة"
التونسية عبد الحميد الجلاصي أن تكون العلاقة بين حركته والرئيس الباجي قائد السبسي قد وصلت إلى نقطة اللاعودة، وأكد أن "العلاقة بين مؤسسة الرئاسة والحزب الأول في البرلمان قائمة وستستمر".
وقال الجلاصي في حديث مع "عربي21": "ربما هناك شكل من أشكال العلاقة بين النهضة والرئاسة قد يكون انتهى لكن علاقتنا ستستمر، في ظل انتقال ديمقراطي ينمو ويترسخ. سنتعامل مع الرئيس الباجي قائد السبسي كرئيس للدولة، ولا شك أنه سيتعامل معنا كحزب له الكتلة البرلمانية الأكبر في البرلمان".
واعتبر عضو المكتب التنفيذي في حركة "النهضة"، أن "الحديث عن سيناريوهات للانقلاب على النهضة أو حلها لا تخيفهم، وأنهم لا يعيرونها أي اهتمام"، واصفا هذه المخاوف بأنها "تعبير عن أحلام يقظة لا غير".
وأضاف: "كل من له مطلب لحل النهضة أو اتهامها، هذا من حقه طبعا في نظام ديمقراطي، لكن لا أن يطلق ذلك في الإعلام والمجالس، وإنما عبر مؤسسة القضاء".
ونفى الجلاصي من جهة أخرى أي خشية لدى حركة "النهضة" من تنامي العلاقة بين الرئاسة وحكومة بلاده مع دولتي السعودية والإمارات، وقال: "بلادنا تتقدم في مسار الانتقال الديمقراطي، وقد يصل النقاش بين بعض الأطراف السياسية إلى مستوى حاد، لكن السفينة التونسية أقلعت باتجاه الديمقراطية، وولى الزمن الذي يراهن فيه البعض على الانقلابات العسكرية أو الأمنية".
وأضاف: "لا خوف علينا وعلى تونس من التدخلات الأجنبية، فالتونسيون يختلفون وربما يتنافسون أيضا، لكنهم يريدون في نهاية المطاف أن يبقى خلافهم تونسيا، ولنا مؤسسات أمنية وعسكرية تتقدم ديمقراطيا".
لكن الجلاصي أشار إلى أن "النهضة تخشى من أن يقود الحراك الإحتجاجي إلى نوع من الفوضى"، لكنه قال: "نحن نتفهم دوافع الاحتجاج لكننا أيضا نرى بأن هناك جزءا من التوظيف السياسي له".
ونفى الجلاصي وجود أي عداوة بين حركة النهضة والاتحوالاتح؛ اد، وأكد بأنهم يتحاورون دوما مع الجميع وأنهم مع توسيع قاعدة التشاور مع كافة المؤسسات السياسية والاجتماعية خدمة للبلاد"، على حد تعبيره.
وتعيش تونس منذ عدة أشهر على وقع انتهاء التوافق بين حركتي "النهضة" و"نداء تونس"، وتصاعد التوتر عندما أعلن الرئيس الباجي قايد السبسي رسميا نهاية التوافق، بل واستقبل وفدا من هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي، وأعرب عن قناعة بأن ملف الجهاز السري المتهمة به النهضة يجب أن يُدرس.
وتزايدت المخاوف عندما استقبلت تونس قبل أيام ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قبل أن يوفد الرئيس الباجي قائد السبسي وزير خارجيته إلى الرياض وأبو ظبي لتوجيه الدعوة إليهما لحضور القمة العربية المرتقبة في تونس في آذار (مارس) المقبل.
واليوم الخميس بدأ رئيس الحكومة يوسف الشاهد زيارة رسمية إلى العاصمة السعودية الرياض، التقى خلالها بالملك سلمان بن عبد العزيز وعدد من المسؤولين السعوديين.