هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلن وزير الداخلية في الحكومة المغربية، عبد الوافي لفتيت، أن مرتكبي جريمة الحوز التي استهدفت سائحتين اسكندنافيتين هم "ذئاب منفردة"، وحمل من وصفهم بـ"العدميين" مسؤولية الجريمة، وكشف عن اعتقال 17 متهما في القضية والقضاء على المخطط برمته.
واهتزت منطقة "إمليل" الهادئة جنوب مدينة مراكش، على جريمة الأحد 16 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، وقالت السلطات المغربية إنها عثرت على آثار التعذيب على الضحيتين.
وقال وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، خلال جلسة عمومية مخصصة للأسئلة الشفوية الأسبوعية، الاثنين 24 كانون الأول/ ديسمبر 2018، بمجلس النواب: "تبين من خلال الحادثة أن الأمر لا يتعلق بالإرهاب وإنما بأفراد تشبعوا بأفكار فردية متطرفة، كذئاب منفردة تتحرك في الظل وتتسلح بعنصر المفاجأة".
وكشف أن "الجريمة تمت بأدوات بسيطة تؤكد أن الجناة ليس لهم تنظيم، بل أفراد متشبعون بالخطاب المتطرف، إن الجريمة النكراء التي شهدتها منطقة الحوز، أكدت صوابية قناعتنا جميعا أن المغرب في مواجهة دائمة مع التهديدات الإرهابية".
وشدد الوزير على أنه "تم توقيف 17 منهم، مما يعني القضاء النهائي على هذا المشروع التخريبي".
وزاد: "إن ما كان يقلقنا قد وقع بالفعل، وبوسائل بسيطة متاحة للجميع، وقد أكدت الجريمة أن الإرهاب لا وطن له قد يضرب في أي لحظة وحين، حيث لا يمكن بأي حال من الأحوال الحديث عن انعدام درجة المخاطر".
اقرأ أيضا: الأمن المغربي: لا علاقة لـ"داعش" بجريمة ذبح سائحتين بمراكش
وتابع أن "الجريمة تؤكد أن هناك خطرا دائما ومستمرا، مادام هناك خطاب متطرف يلقى صدى له ويتقاطع مع ما يتبناه بعض المتطرفين المحليين، ومادامت هناك جماعات إرهابية تعمل بشتى الوسائل من أجل المس بأمننا الداخلي".
وأضاف: "مهما بلغت درجة فعالية المقاربة المعتمدة من طرف الدولة لمحاربة الإرهاب، فإنها تظل دائما معرضة للتشويش الناتج عن إصرار البعض في تبني مقاربة انتهازية يجسدها سلوك بعض التيارات داخل الوطن وخارجه والتي تحرص على تبني خطابات عدمية تزرع الإحباط وثقافة التيئيس لغايات مشبوهة".
ودعا إلى "تبني خطاب يزرع روح الأمل والثقة في الشباب"، مؤكدا على أن الحادث الإرهابي "يظل معزولا ولا يمثل التقاليد المغربية المبنية على الانفتاح والتسامح".
وتابع: "إن الخطاب المعتمد من طرف بعض الجهات والتباسه حسب الظروف والمواقف والسعي الدائم لتبخيس مجهودات الدولة يؤدي حتما إلى فقدان الثقة فيما يجمعنا كأمة وفي نموذجنا المغربي المتشبع بالوسطية والاعتدال، مما قد يدفع البعض للبحث عن ولاءات بديلة تقوم على التطرف والتعصب والعنف، والالتحاق بمحور الشر والكراهية".
وسجل الوزير أن "أول خطوة لمواجهة الإرهاب، هي وقاية مجتمعنا من مخاطر استغلال الدين لتحقيق أغراض دنيئة، بعيدة عن قيمه السمحة. التي هي إحدى الروافد الأساسية للمثل الإنسانية".
وأوضح: "نجدد التأكيد على ضرورة التحلي بخطاب واضح من طرف الأفراد والجماعات على حد سواء، والالتزام بالثبات في المواقف بعيدا عن الاتجار في القيم الأخلاقية، فلا وجود لمنزلة وسطى في حب الوطن، فحب الوطن لا يمكن اعتباره تنميقا بلاغيا يردد في المناسبات، بل هو تجديد دائم للانتماء إلى بلد بحاضره وماضيه ومستقبله، ومكتسباته".
ومضى يقول إن "هذا العمل الإجرامي لا يمكن ربطه بالظروف الاجتماعية لبعض الشباب، فهو مرفوض وغير مقبول نهائيا"، مسجلا أن وسائط التواصل الاجتماعي لعبت دورا كبيرا في تشبع هؤلاء بخطابات التطرف والإرهاب.
وكانت جريمة قتل سائحتين أجنبيتين قد وقعت يوم الاثنين 17 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، في منطقة إمليل نواحي مراكش، عندما عثر على جثتي سائحتين إحداهما من النرويج والثانية من الدنمارك، وقد تم قتلهما بالسلاح الأبيض وبطريقة بشعة.
وأعلن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، توقيف تسعة أشخاص بعد اعتقال خمسة أشخاص جدد، وكانت النيابة العامة بالمغرب قد اعتقلت الموقوفين الأربعة السابقين للتحقيق معهم في جريمة القتل، والبحث في الخلفية الإرهابية للجريمة.