هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت جهات سياسية لـ"عربي21"، الخميس، تفاصيل جديدة عن الزيارة السرية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى العراق، والتي لم يلتق فيها بأي مسؤول عراقي، ما تسبب بغضب سياسي ونيابي بالعراق.
تحرك برلماني
وفي أول ردة فعل على ما وصفته قوى سياسية عراقية بـ"إهانة ترامب"، دعت كتل في البرلمان إلى عقد جلسة استثنائية للرد على الطريقة "المهينة" التي جرت فيها زيارة ترامب إلى العراق.
وقال النائب عن تحالف البناء حامد الموسوي لـ"عربي21" إن "حراكا يشهده مجلس النواب العراقي، لعقد جلسة استثنائية ترد الاعتبار للعراق، بعد زيارة ترامب الأخيرة إلى العراق دون علم أحد".
اقرأ أيضا: غضب عراقي من طريقة زيارة ترامب.. والحكومة توضح (شاهد)
وأضاف أن "زيارة ترامب هذه وحدت العراقيين، ولاسيما القوى السياسية وأعطتها مبررا لاتخاذ موقف واحد من تواجد القوات الأمريكية في العراق"، لافتا إلى أن "القوى التي كانت لا تريد انسحاب القوات اليوم باتت محرجة ولا تستطيع أن تقف بالضد".
وأردف الموسوي بأن "العراقيين يعتقدون بأن ترامب تجاوز على سيادته وكرامته من خلال الأسلوب الذي جاء به، ونحن لم تكن لدينا مشكلة لو جاء الرئيس الأمريكي إلى بغداد، وبعدها زار القواعد الأمريكية من خلال القنوات الدبلوماسية".
ولفت إلى أن "حديث ترامب عن عدم سحب قواته من العراق وكأن البلد هو ولاية أمريكية وأيضا حديثه عن اتخاذ البلد لضرب دول أخرى، وحد العراقيين للخروج بقرار واحد"، مشيرا إلى أن "ترامب بأسلوبه المستهتر استخف بسيادة العراق وكرامته".
من جهته، قال النائب غايب العميري عن ائتلاف "سائرون" المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لـ"عربي21" إن "جلسة استثنائية من المقرر أن تعقد، لتشريع قانون يقضي بسحب القوات الأمريكية من العراق".
وأضاف أن "دخول ترامب للعراق بهذه الطريقة، تدل على جبن هذا الرجل غير المرحب به في بلدنا، لما تسببت سياسة بلاده من خراب في المنطقة، وتحديدا العراق".
وأشار العميري إلى أن "أخبار الزيارة متضاربة، فبعضها يقول إنها تمت بعلم من الحكومة العراقية، وأنباء أخرى تقول العكس، إضافة إلى حديث البعض عن دعوة عبد المهدي لاستقبال ترامب في قاعة عين الأسد، لكن الأخير رفض".
وبخصوص أي إجراء رسمي للحكومة العراقية يعبر عن احتجاجها على طريقة الزيارة، قال النائب إن "جلسة البرلمان الاستثنائية السريعة التي دعونا لانعقادها هي لمناقشة الزيارة واستنكارها".
تفاصيل جديدة
وعلى الصعيد ذاته، قال المتحدث باسم حركة "الصادقون" البرلمانية ليث العذاري لـ"عربي21" إن "القيادة الأمريكية طلبت من رئيس الوزراء العراقي، استقبال ترامب في قاعدة عين الأسد، لكن عبد المهدي رفض ذلك لأنها خارج الأطر الدبلوماسية".
وأوضح العذاري أن "عبد المهدي طلب أن يأتي ترامب إلى العاصمة بغداد ضمن الأطر الدبلوماسية المعمول بها، وهذا يعتبر موقفا إيجابيا وقويا تجاه الضغوطات الأمريكية".
ولفت إلى أن "الموقف القوي لعبد المهدي، يأتي في وقت تنتهك فيه القوات الأمريكية السيادة العراقية، بنقلها عديد قواتها من الأراضي السورية إلى العراق دون علم مسبق من الحكومة العراقية".
اقرأ أيضا: ترامب "خائف" بالعراق ويكشف عن أسرار إجراءات الزيارة (شاهد)
وأجرى الرئيس الأمريكي ترامب مع زوجته ميلانيا، زيارة سريعة للعراق، أمس الأربعاء، التقى فيها العسكريين الأمريكيين في قاعدة عين الأسد الجوية، لكنه لم يلتق بأي مسؤول عراقي.
وقالت الحكومة في بيان لها إن "السلطات الأمريكية أعلمتنا برغبة الرئيس ترامب بزيارة العراق، لتهنئة الحكومة العراقية الجديدة ولزيارة العسكريين الأمريكيين ضمن قوات التحالف الدولي الداعمة للعراق في محاربة داعش ورحبت الحكومة العراقية بالطلب".
وأضافت: "كان من المفترض أن يجري استقبال رسمي ولقاء بين رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي والرئيس الأمريكي، ولكنّ تباينا في وجهات النظر لتنظيم اللقاء أدى إلى الاستعاضة عنه بمكالمة هاتفية تناولت تطورات الأوضاع".
وذكر بيان الحكومة العراقية أن "رئيس الوزراء رحب بالرئيس الأمريكي في هذه الزيارة ودعاه لزيارة بغداد، ودعا الرئيس الأمريكي رئيس الوزراء لزيارة واشنطن. واتفق الطرفان على الاستمرار بتوثيق العلاقات المشتركة بين البلدين".