هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" تقريرا أعده مراسل شؤون الشرق الأوسط راف شانسيز، يعلق فيه على قرار دولة الإمارات العربية المتحدة فتح سفارتها في العاصمة السورية دمشق، قائلا بأن هذه الخطوة جاءت في وقت بدأ فيه القادة العرب بالترحيب بالأسد وخروجه من العزلة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الإمارات العربية المتحدة أعادت فتح السفارة في سوريا، متخذة خطوة علنية بالترحيب برئيس النظام السوري بشار الأسد وانضمامه إلى القادة العرب بعد سنوات من القطيعة.
ويلفت شانسيز إلى أنه تم تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية بعد اندلاع الحرب عام 2011، وقرار معظم الدول العربية إغلاق سفاراتها هناك؛ احتجاجا على القمع الذي مارسه النظام ضد المعارضة، مشيرا إلى أنه مع تزايد وضوح احتمال بقاء الأسد في السلطة، وانتصاره على المعارضة، فإن الأنظمة العربية بدأت بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع الزعيم المنبوذ سابقا.
وترى الصحيفة أن افتتاح السفارة الإماراتية هو أول خطوة علنية ومهمة باتجاه إعادة تأهيل الأسد في العالم العربي، مشيرة إلى أنه من غير المستبعد أن يكون التحرك الإماراتي قد تم تنسيقه مع السعودية، الدولة الخليجية الأقوى، فيما ذكرت وسائل الإعلام السورية أن البحرين قد تعيد فتح سفارتها في دمشق الأسبوع المقبل.
ويجد التقرير أن هناك عاملا معقدا في محاولات إعادة تأهيل النظام، وهو إيران التي ساهمت في دور مهم في الحفاظ على نظام الأسد، لكنها تعد عدوة للسعودية.
وينوه الكاتب إلى أن الإمارات صورت قرار فتح سفارتها بأنه محاولة لجلب سوريا إلى الفلك العربي بدلا من حلفائها الإيرانيين، وجاء في البيان الإماراتي أن القرار هو محاولة "لإعادة العلاقات بين دولتين شقيقتين إلى مسارها الطبيعي"، وقالت إنها تريد تعزيز "الدور العربي" في دعم الاستقلال والسيادة السورية، وإن التحرك سيمنع مخاطر التدخلات الإقليمية في الشأن السوري.
وتذكر الصحيفة أن الإمارات ساهمت في دعم بعض فصائل المعارضة في بداية الحرب الأهلية، إلا أن دورها كان صغيرا مقارنة مع قطر والسعودية وتركيا، لافتة إلى أن معظم الدعم الخليجي للمعارضة توقف تقريبا.
وينقل التقرير عن المحاضر في الشؤون الجيوسياسية في جامعة فرساي جليل الحرشاوي، قوله إن الإمارات العربية ومصر شكتا مع مرور الوقت في إمكانية الإطاحة بالأسد؛ لأنهما رأت فيه حصنا ضد أعدائهما الإسلاميين، وأضاف أن "بقاء الأسد في الحكم أصبح حقيقة لا يمكن الجدال فيها، وكما يبدو أن رهان الغرب في عام 2012 ثبت فشله، فقد ثبتت صحة المواقف الأيديولوجية المصرية والإماراتية، وستقوم الدولتان بحملة تتضمن جعل بقية العالم العربي تتبنى الواقع".
ويفيد سانشيز بأن الرئيس السوداني عمر البشير كان أول زعيم عربي يزور دمشق منذ بداية الحرب، حيث احتفى الإعلام بالزيارة كونها خروجا من العزلة، فيما هناك زخم لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية، مشيرا إلى قول الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، في وقت سابق من هذا العام، إن تعليق عضوية سوريا كان متعجلا.
وبحسب الصحيفة، فإن شركة الخطوط السورية قامت بأول رحلة تجارية لها إلى تونس، لافتة إلى أن الإعلام السوري قال إن مدير المخابر ات علي مملوك زار القاهرة هذا الأسبوع، وتباحث مع نظيره المصري سبل التعاون في قضايا الإرهاب.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن القائم بأعمال السفير بدأ عمله في السفارة، حيث ارتفع العلم الإماراتي عليها لأول مرة منذ 7 أعوام.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)