هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كان عام 2018 حافلا بإنجازات طبية عدة، ما جعله عاما مهما في قطاع الصحة بعد التطور الملحوظ في مجالات مختلفة منها علاج فقدان البصر والشلل والتقدم في مكافحة السرطان، بحسب ما رصد موقع بي بي سي .
"أول طفل معدل وراثيا"
أثار عالم صيني ضجة هائلة في الأوساط العلمية ستستمر ربما لسنوات، بالإعلان عن ميلاد أول طفل معدل وراثيا في العالم.
وقال العالم الصيني هيه جيانكوي إنه أجرى التعديل على فتاتين توأم لحمايتهما من فيروس نقص المناعة المكتسب، وقال إنهما بحالة صحية جيدة، إلا أنه لم يتم نشر أي تفاصيل أخرى حول ما قام به العالم الصيني، لذلك فقد شكك البعض في المعلومات التي كشفها.
وأثار هذا الإعلان جدلا أخلاقيا كبيرا حول السماح بإجراء مثل هذه العمليات.
السير مجددا بعد الشلل
ونجح أطباء سويسريون في مساعدة عدد من المرضى في المشي مجددا بعد سنوات من الشلل والجلوس على الكرسي المتحرك، بفضل جراحة ناجحة في العمود الفقري.
وتسببت إصابات في العمود الفقري لدى المرضى في توقف عمل الأعصاب وإعاقة نقل الإشارات العصبية من المخ إلى العضلات.
واعتمدت التقنية الجراحية الجديدة على زرع جهاز كهربائي حول العمود الفقري لكل مريض يعمل على تقوية الإشارات التي يرسلها الدماغ إلى الرجلين.
مكافحة السرطان
نجت الأمريكية جودي بيركنز، من مرض السرطان بفضل أسلوب علاجي جديد لتنشيط الجهاز المناعي.
وكان لدى بيركنز ورم سرطاني بحجم كرة التنس في الكبد، بالإضافة إلى أورام ثانوية في مناطق متفرقة بالجسم، وأخبرها الأطباء باستحالة الشفاء، وأن أمامها ثلاثة أشهر لتفارق الحياة.
إلا أن الأطباء بالمعهد الوطني الأمريكي للسرطان، أجروا تجارب جديدة لعلاج السرطان باستخدام عقاقير لتنشيط الجهاز المناعي، وقررت جودي المشاركة في التجارب.
وأجرى الأطباء تحليلا جينيا لورم جودي لتحديد التغييرات النادرة التي ربما تجعله مرئيا للجهاز المناعي حتى يتعامل معه، وبعد ذلك أخذ الباحثون في متابعة الموقف، وبدأ الجهاز المناعي للمريضة في مهاجمة الورم.
ومسح العلماء خلايا بيركنز البيضاء، لاستخلاص تلك القادرة على مهاجمة السرطان، وجرى تخليقها في المعمل وإنتاج 90 مليار خلية، وإعادة حقنها في جسدها لتبدأ في مهاجمة السرطان.
رحم جديد وطفل جديد
شهد عام 2018 ولادة أول طفل بصحة جيدة نتيجة زراعة رحم لوالدته، مأخوذ من امرأة توفيت في البرازيل، وكانت المرأة، التي خضعت لعملية الزرع، قد ولدت من دون رحم.
وحصلت على الرحم من برازيلية أنجبت بالفعل ثلاثة أطفال، وماتت نتيجة نزيف في المخ، واستغرقت العملية 10 ساعات في عام 2016 في مدينة ساو باولو ، وحصلت بعد ذلك على علاج للعقم.
وبعد ستة أسابيع بدأ الرحم المزروع يعمل، وبدأت المرأة (32 عاما) تشعر بحياة طبيعية وتأتيها الدورة الشهرية، وبعد سبعة أشهر تمت زراعة بويضات مخصبة في الرحم.
واستمرت فترة الحمل بشكل طبيعي ليولد، في النهاية، طفل سليم وبصحة جيدة بعد عملية قيصرية.
استعادة البصر
حقق الأطباء إنجازا كبيرا في علاج نوع شائع من العمى ينتج عن ما يعرف بـ"الضمور البقعي" المرتبط بالتقدم في العمر.
وبقعة الشبكية هي جزء من العين يسمح بالرؤية المباشرة للأمام، سواء للتعرف على الوجوه أو مشاهدة التلفزيون أو عند قراءة الكتب.
وتوجد فيها خلايا مخروطية بها مستقبلات ضوئية عالية الحدة للألوان، وخلفها توجد طبقة من الخلايا المغذية، وعندما تفشل طبقة الدعم هذه في أداء مهامها، فإنها تتسبب في الضمور البقعي والعمى.
وابتكر العلماء طريقة لبناء طبقة من خلايا الدعم، ثم قاموا بإدخالها بدقة في الجزء الخلفي من العين.
تخليق بويضات بشرية
نجح فريق طبي من جامعة أدنبرة في أسكتلندا في تطوير بويضات بشرية في المختبر لأول مرة، وتولد الفتيات بمبيضين يحتويان على بويضات غير ناضجة، ولا يمكن أن تتطور بشكل كامل إلا بعد سن البلوغ.
واستغرق الوصول لهذا النجاح عقودا من العمل، لكن العلماء يستطيعون الآن زراعة البويضات خارج المبيض حتى تصل إلى مرحلة النضج.
وقد تؤدي هذه التقنية إلى طرق جديدة للحفاظ على خصوبة الأطفال الذين يعانون من السرطان.
كما أنها توفر فرصة لاستكشاف كيف تتطور البويضات البشرية، والتي مازال الكثير منها يمثل لغزا للعلم.
اختبار يكشف كل أنواع السرطان
حقق العلماء خلال 2018 خطوة علمية كبيرة تمثلت في التوصل إلى اختبار دم شامل يكشف كل أنواع السرطان.
وأجرى فريق من جامعة جونز هوبكنز تجربة على طريقة جديدة لاكتشاف ثمانية أشكال شائعة من السرطان.
وتعتمد على تتبع آثار ضئيلة من الحمض النووي المتحول والبروتينات التي تطلقها الأورام السرطانية في مجرى الدم.
ويبحث هذا الاختبار عن طفرات في 16 جينا تظهر بشكل منتظم في السرطان، وثمانية بروتينات يتم إطلاقها غالبا، وجرت الاختبارات على أكثر من ألف مريض بأنواع سرطان مختلفة قبل انتشارها في الأنسجة الأخرى. وبصورة عامة فقد نجح الاختبار في اكتشاف حوالي 70 في المائة من أنواع السرطان.
دور الميكروبات في أجسامنا
يواصل العلم اكتشاف الأهمية الكبيرة للميكروبات وتأثيرها على صحتنا، حيث تم هذا العام تحديد أهمية كبيرة للميكروبات، التي يتسبب نقصها في انتشار أحد أكثر السرطانات شيوعا بين الأطفال.
ويصيب سرطان اللوكيميا الليمفاوي الحاد طفلا من بين كل 2000.
وقد جمع البروفيسور ميل غريفز، من معهد أبحاث السرطان، الأدلة على مدار 30 عاما لإظهار أن الجهاز المناعي يمكن أن يصاب بالسرطان إذا لم "يواجه" ما يكفي من الميكروبات في وقت مبكر من الحياة.
وهو ما يعني أن الأطفال في سن مبكرة يجب أن يتعرضوا للميكروبات لتدريب جهازهم المناعي على مواجهة الأمراض والتصدي لها.
ولا يعني هذا أن الدراسة تطالب الآباء بعدم الحفاظ على صحة أبنائهم، والتوقف عن مساعدتهم ليعيشوا في بيئة نظيفة وصحية.
لكنها تشير إلى أن هناك ثمنا يتم دفعه للتقدم الذي نحققه في المجتمع والطب في مجالات مختلفة مثل المياه النظيفة.
والهدف على المدى الطويل هو إعطاء الأطفال مجموعة آمنة من البكتيريا، كما هو الحال في مشروب الزبادي، والذي سيساعد في تدريب جهازهم المناعي على مواجهة الأمراض.
الذكاء الاصطناعي وطب العيون
نجح جهاز كمبيوتر في تفسير صور مأخوذة للجزء الخلفي من العين وتشخيص أكثر من 50 من أمراض العيون، مثلما يفعل خبراء كبار في هذا المجال.
وتم استخدام الآلاف من عمليات المسح لبرمجة الجهاز على كيفية قراءة نتائج المسح الذي يقوم به للعين.
وبعد ذلك، أجريت مقارنة بين الذكاء الاصطناعي والبشر في تشخيص أمراض العيون، وطُلب من كل منهم تقديم تشخيص لحالات 1000 مريض.
ويأمل الأطباء في أن يلعب الذكاء الاصطناعي دورا كبيرا في المساعدة على تحديد المرضى الذين يحتاجون إلى علاج عاجل، دون تأخير حتى لا تسوء حالتهم.