كشف مصدر عسكري في المعارضة السورية المسلحة
لـ"
عربي21"، عن مفاوضات تجري بين
فصائل عسكرية وروسيا في منطقة الركبان
قرب الحدود الأردنية في جنوب
سوريا، بشأن خروج مقاتلي المعارضة إلى
الشمال السوري.
ويأتي الحديث عن مفاوضات تجري بين فصائل
المعارضة وروسيا بعد أسابيع عن إعلان الرئيس الأميركي ترامب سحب قوات بلاده من
سوريا، بالإضافة إلى تأكيد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون أن القوات
الأميركية ستغادر قاعدة التنف ومنطقة الـ55 والواقعة جنوب سوريا في مرحلة لاحقة.
وبحسب المصدر، فإن المفاوضات تجري بين فصيلي
جيش أسود الشرقية ولواء شهداء القريتين من جهة وروسيا من جهة أخرى، بهدف نقلهم إلى
الشمال السوري، مؤكداً إلى أن المفاوضات مستمرة، ولم تصل بعد إلى اتفاق
نهائي، لافتا أيضا إلى أن مصير النازحين
في مخيم الركبان لا يزال مجهولا.
وأشار إلى أن لواء شهداء القريتين التابع
للمعارضة أجرى في شهر أيلول/ سبتمبر لعام 2018 مفاوضات مع روسيا بهدف ترحيلهم
للشمال السوري، إلا أن الاتفاق لم ينفذ بسبب عدم التنسيق مع الجانب التركي في
مناطق درع الفرات.
من جهته، اعتبر المحلل السياسي السوري عامر
الحجازي أن المفاوضات الجارية بين الفصائل وروسيا في منطقة الركبان بجنوب سوريا
بشأن خروج مقاتلي المعارضة للشمال السوري أمر حاتمي عاجلا أم آجلا، خاصة بعد إعلان
الولايات المتحدة الأمريكية سحب قواتها من سوريا.
وقال في حديثه لـ"
عربي21": إن
المؤشرات والواقعية تؤكد أن المفاوضات بين فصائل المعارضة وروسيا ستنتهي بنهاية
المطاف بخروج المقاتلين من جنوب سوريا، وبالتالي فرض قوات نظام الأسد سيطرتها على
كامل تلك المنطقة، منوهاً إلى أن الخوف الأكبر والأهم هو مصير المدنيين في
الركبان.
وأشار الحجازي إلى مخاوف عشرات الآلاف من المدنيين الذين يقطنون في مخيم الركبان، حول
مصيرهم بحال انسحبت الولايات المتحدة الأمريكية من منطقة التنف، بالإضافة إلى خروج
فصائل المعارضة باتجاه الشمال السوري، متسائلا: هل "سيتركون لمصير مجهول
وفريسة سهلة لقوات الأسد وميليشياته".
الجدير بالذكر أن الإدارة المدينة في مخيم
الركبان جنوبي سوريا، كانت قد وجهت بيانا في وقت سابق إلى الجانب الأردني لـ
"النظر بعين الرحمة تجاه نازحي الركبان وبيان مصيرهم المجهول"، في حال
انسحبت القوات الأمريكية من المنطقة.