هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف منتدى "فورساتين" لدعم أنصار الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية المغربية عما وصفها بـ"حالات الذعر والاستياء العارم" التي يعيشها الجيش التابع لجبهة البوليساريو جراء تنامي "الوفيات المشبوهة" بين عناصره.
وأوضح المنتدى، في تقرير توصلت "عربي21" بنسخة منه، أن موضوع "الوفيات المشبوهة" أصبح حديث ساكنة المخيمات والعائلات التي ينتمي أبناؤها قسرا وتحت الضغط لصفوف ميليشيات البوليساريو، "وقد بدأت العائلات في البحث عن السبل الملائمة لحماية أبنائها من الموت، وتدفع لأجل تدخل إبراهيم غالي زعيم البوليساريو الذي فضل تبني سياسة النعامة، وصمَت صمتا مطبقا بعدما ظل يوزع الوعود الوهمية"، وفق تعبير المنتدى.
وأشار "فورساتين" إلى أن الموضوع لخطورته "أصبح يثير جدلا واسعا، خاصة أن بعض العوائل هددت بتهريب أبنائها من الوحدات العسكرية التابعة للبوليساريو ولو بالقوة، ما قد يؤدي إلى مجزرة جماعية أو حرب أهلية قد تكرر مأساة انتفاضة 1988".
وسجل تقرير المنتدى أن الأمر تفاقم "خصوصا بعد وفاة الشاب الصحراوي "عمار ولد عناي"، الذي تشكك عائلته وأصدقاؤه في طبيعة وفاته، وتستفسر عن الغموض الذي أحاط بها، بدأ بإصابته بوعكة صحية بسيطة، وما تلا ذلك من إهمال رعايته، ولاحقا من إمعان في تأخير إسعافه، والتحجج بعدم وجود سيارة إسعاف، وبعد نقله في سيارة مدنية لم يجد الرعاية اللازمة حيث ظل يتنقل بين المستشفيات بدولة الجزائر إلى أن وافته المنية في ظروف غامضة، وفي ظل عدم الاستجابة لمطالب عائلته بضرورة نقله إلى الخارج".
اقرأ أيضا: مناورات عسكرية للبوليساريو تستنفر جيش المغرب
وأوضح التقرير أن "وفاة الشاب عمار ولد عناي، لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، فقد سبقتها وفيات عديدة كان آخرها الشاب "المحفوظ بيد الله" من مواليد 1980 وهو عسكري توفي في ظروف غامضة هو الآخر، ولم تمهله التدخلات الطبية التي جاءت متأخرة رغم أن عائلته استطاعت نقله إلى الخارج".
وختم المنتدى تقريره بالقول إن "الوحدات العسكرية التابعة لجبهة البوليساريو تعيش حالة من الذعر أمام الموت الذي أصبح يستهدف الشباب بالخصوص، وكأنه يطبق قرار الإعدام في حق لائحة طويلة ممن ترى فيهم قيادة البوليساريو معارضين أو مشاريع معارضة أو ناقلين لأخبار ومعلومات لا ترغب القيادة في أن تخرج عن نطاق عسكرها الذي يعيش البؤس وضنك العيش، فيما ترفل قيادته بما لذ وطاب، وتتنقل بين الدور والقصور لا هم لها سوى الاغتناء على حساب معاناة البؤساء من الصحراويين"، وفق تعبيره.
وبدأ النزاع حول إقليم الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول الخلاف بين المغرب وجبهة "البوليساريو" إلى نزاع مسلح، استمر حتى عام 1991، وتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأعلنت جبهة البوليساريو قيام "الجمهورية العربية الصحراوية" في 27 شباط/ فبراير 1976 من جانب واحد، اعترفت بها بعض الدول بشكل جزئي، لكنها ليست عضوا بالأمم المتحدة.
وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح كحل حكما ذاتيا موسعا تحت سيادة المغرب، بينما تطالب "البوليساريو" بتنظيم استفتاء لتقرير مصير الإقليم، وهو طرح تدعمه الجزائر.
وتشرف الأمم المتحدة، على مفاوضات بين المغرب والبوليساريو، بحثًا عن حل نهائي للنزاع حول الإقليم، منذ توقيع الطرفين الاتفاق.