هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال إيتمار آيخنر، المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت، إن "الفترة الأخيرة التي قضاها بنيامين نتنياهو وزيرا للخارجية (إلى جانب كونه رئيسا للحكومة) حقق فيها جملة من الإنجازات الدبلوماسية، لا سيما افتتاح العلاقات التاريخية مع دول الخليج العربي".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "بعد أربع سنوات من إشغاله منصب وزير الخارجية، سعى نتنياهو لتحقيق نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وإقامة العلاقات الممتازة مع الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، والزيارة التاريخية التي قام بها لسلطنة عمان، رغم وجود إخفاقات أخرى، أهمها تردي العلاقات مع الاتحاد الأوروبي".
وأوضح أن "جزءا من السياسات الخارجية التي انتهجها نتنياهو مثيرة للخلافات، فقد وثق علاقاته مع زعماء اليمين الشعبوي في أوروبا مثل أوربان في هنغاريا وزعيم الفيلبين دوتيرتا ورئيس البرازيل بولسونارو، ونجح في إقامة اتصالات شخصية مع زعماء كثر حول العالم، بعضهم كثير الأهمية، وآخرون أقل أهمية، لكن معظمهم في الجانب الأقل ليبرالية من الخارطة السياسية في بلدانهم".
وأكد أن "نتنياهو نجح في توثيق علاقاته من وراء الكواليس مع السعودية ودول الخليج، بما فيها تجنده للدفاع عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على خلفية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، لكن ذروة العلاقات الخليجية الإسرائيلية تمثلت بالزيارة الرسمية والعلنية لسلطنة عمان".
وأوضح أن "نتنياهو نجح بتوثيق العلاقات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وزيادة التعاون العسكري بين القاهرة وتل أبيب، عبر شن هجمات إسرائيلية ضد أهداف تنظيم الدولة في سيناء بالتنسيق مع مصر".
وأشار إلى أن "نتنياهو نجح في التأسيس لعلاقة شخصية وثيقة مع الرئيس ترامب، وفي عهدهما وصلت العلاقات الأمريكية الإسرائيلية مرحلة غير مسبوقة من التقارب والتنسيق، حيث تكفلت واشنطن بمنح تل أبيب الغطاء الدبلوماسي الذي تحتاجه في الأمم المتحدة، رغم القرار الأخير لترامب بالانسحاب من سوريا".
واستدرك قائلا إن "الدعم الكبير الذي تلقته الحكومة الإسرائيلية من الإدارة الأمريكية تمثل في إلغاء الاتفاق النووي مع إيران، وفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية عليها، لكن إسرائيل أخفقت بإقناع باقي الدول العظمى في الذهاب خلف واشنطن".
وأكد أن "نتنياهو أنشأ علاقات شخصية مع بوتين، وأسفرت عن إقامة جهاز من التنسيق بين الجيشين، ومنع أي احتكاك بينهما على الأراضي السورية، ورغم أن الروس ليسوا متحمسين كثيرا لاستمرار الضربات الإسرائيلية داخل سوريا، فإنهم يواصلون الحديث مع الإسرائيليين، لا سيما من خلال اللقاءات المتواصلة بين زعيمي الدولتين، والمحادثات الهاتفية بين كبار مسؤولي البلدين".
في المقابل، يقول الكاتب إن "نتنياهو أقام علاقات قوية مع زعيم الهند نارندرا مودي، أسفرت عن إبرام المزيد من الصفقات العسكرية، ووصلت العلاقات ذروتها حين امتنعت الهند عن التصويت ضد إسرائيل في الأمم المتحدة، فيما هدفت الزيارة التاريخية لنتنياهو إلى البرازيل لتوثيق العلاقات مع رئيسها الجديد بولسونارو، الذي جاء بعد سنوات طويلة من العداء المتبادل في علاقات البلدين".
وأوضح أن "العلاقات الإسرائيلية الأردنية تشهد تناميا وتراجعا، فالملك الأردني عبد الله الثاني طرد السفيرة الإسرائيلية، وجمد العلاقات، عقب حادثة السفارة الإسرائيلية في عمان، فيما سجلت إسرائيل اختراقا في علاقاتها مع دولة تشاد الإسلامية الأفريقية، تجلت في زيارة رئيسها إدريس ديبي لإسرائيل، ومن المتوقع أن يزورها نتنياهو قريبا، رغم أن البلدين لم يتبادلا العلاقات الدبلوماسية الكاملة".
وأشار إلى أن "الجهود الدبلوماسية تتواصل لإقناع الرئيس السوداني عمر البشير لتمرير الطائرات الإسرائيلية فوق أجوائها من أجل تقصير مدة السفر بين إسرائيل وأمريكا اللاتينية، لكنها لم تنجح بعد".
كما تناولت الصحيفة "العلاقات الإسرائيلية مع تركيا، التي تشهد تصاعدا وتراجعا، رغم المصالحة التي تمت لتسوية أزمة سفينة مافي مرمرة على شواطئ غزة، لكن الرئيس التركي يواصل التحريض على إسرائيل، وطرد سفيرها من أنقرة، وسحب سفيره من تل أبيب، ويواصل أردوغان ونتنياهو تبادل الكلام القاسي عبر حساباتهما على مواقع التواصل".
وختم بالقول إن "نتنياهو قام خلال سنواته الأربع الماضية بثلاث زيارات تاريخية في القارة الأفريقية، التقى مع زعمائها في نيجيريا وكينيا وتشاد، كما سجلت السنوات الأخيرة تقدما ملحوظا في العلاقات الإسرائيلية مع آسيا، ورغم الزيارات المهمة لزعماء الهند واليابان والصين لإسرائيل، وزيارة نتنياهو إلى الهند والصين واليابان واستراليا، لكن استثمارات تلك الدول في إسرائيل ما زالت متواضعة".