هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أدانت محكمة استئناف مغربية، أمس الخميس، 18 شخصا من نشطاء "حراك جرادة" لمدد مختلفة بلغ مجموعها 60 سنة، وذلك بعد أكثر من عام على انطلاق الاحتجاجات بمدينة جرادة (شرق المغرب) احتجاجا على مقتل 3 أشخاص أثناء محاولتهم استخراج الفحم في آبار عشوائية تعرف بـ"الساندريات".
وأصدرت محكمة الاستئناف بوجدة (شرق) أحكاما تراوحت بين أربعة أعوام وعامين على المتهمين.
ووصف محامي دفاع نشطاء الحراك، عبد الحق بنقادى، في تصريح لـ"عربي21"، الأحكام بأنها "غير متوقعة ومفاجئة وقاسية جدا"، خصوصا وأن "ثلاثة من المدانين بالسجن 3 سنوات مع النفاذ كانوا معتقلين بالسجن المحلي بوجدة قبل أحداث 14 آذار/ مارس 2018 المتابعين من أجلها"، مشيرا إلى إدانة شخص آخر في نفس الملف بالسجن عامين مع وقف النفاذ، وقال إنه "يعاني مرضا عقليا وكان مودعا بمستشفى للأمراض العقلية والنفسية بوجدة وله حكم قضائي بالحجر".
اقرأ أيضا: حقوقيون: قرارات قضائية جائرة تعيد المغرب لـ"سنوات الرصاص"
وأضاف المحامي أن دفاع نشطاء الحراك "أثبت براءتهم بجميع الحجج والأدلة والمناقشات القانونية الرصينة للملف"، لافتا إلى أنهم أبرزوا للمحكمة "ضعف الرواية التي وردت بمحاضر الضابطة القضائية".
وأشار بنقادى إلى أن هيئة الدفاع التمست التصريح ببراءة المعتقلين جميعا "لكن يبدو أن هيئة المحكمة كان لها قرار آخر"،مؤكدا أنهم سيطعنون فيه بالاستئناف في إطار واجبهم المهني، على حد قوله.
ووجهت النيابة عدة تهم للمدانين بينها "إضرام النار عمدا في ناقلات تقل أشخاصا، والمشاركة في إضرام النار، ووضع أشياء تعوق مرور الناقلات وسيرها في طريق عام والتي تسببت في حوادث وتعطيل المرور ومضايقته، وإهانة واستعمال العنف في حق موظفين عموميين نتج عنه جروح أثناء قيامهم بمهامهم مع سبق الإصرار والترصد".
وخلفت حوادث الموت داخل المناجم (مقتل شقيقين وشخص ثالث في الساندريات)، غضبا تحول في سنة 2017 وبداية 2018 إلى محرك للاحتجاجات السلمية والمستمرة، دفع الدولة للتجاوب معها من خلال اعتماد المقاربة الأمنية، ردا على ما اعتبرته عرقلة الحياة العامة في المدينة من قبل المحتجين.
اقرأ أيضا: شبح الموت يخطف أرواح عمال منجميين بجرادة شرق المغرب (شاهد)