هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في هذا الأسبوع صدر بيان أو مبادرة من الأستاذ إبراهيم منير بعزم الإخوان ممثلة فيما يعرف بالقيادات التاريخية، بإنشاء هيئة تصطف فيها كل القوى الوطنية التي تعمل ضد الانقلاب العسكري، بتفاصيل مذكورة في المبادرة، ثم أعقب ذلك حوار له على قناة الجزيرة مباشر، أكد فيه نفس الكلام، بل ذهب أبعد من ذلك، أن الإخوان مستعدة للعودة للوراء ولتتقدم القوى، وتكون الإخوان آخر من يتصدر، وقال: "لو أصدر البرادعي تويتة يستنكر فيها الانقلاب العسكري، لكنت أول من يذهب إليه لأبايعه".
ثم بعده في حوار على موقع الجزيرة مباشر، مع الدكتور محمود حسين، يقترب من نفس الكلام، وأن الجماعة قامت بمراجعات، ولكن لن نعلنها، وأنه تم مراجعة مواقف وأفعال وإدارة الجماعة بعد الثورة.
ويبدو أن القيادات التاريخية تغازل الصف الإخواني، الذي ضج بالخلافات والتشرذم، وذلك من خلال الإعلام فقط، أما على أرض الواقع فلا يوجد أي أثر فعلي تلمسه القوى الإسلامية أو غير الإسلامية.
إقرأ أيضا: مبادرة من الإخوان لـ"رفقاء الثورة" في الذكرى الثامنة لثورة يناير
لو كانت النية أو الفعل صادق عند قيادات الجماعة في اصطفاف حقيقي، وأن مراجعة تمت لتجنب أخطاء الماضي، فلنراجع معهم التجارب السابقة للاصطفاف، وماذا فعلوا فيها، وكيف أفشلوها وأنهوها تماما، سواء داخل الجماعة أو خارجها مع حلفائهم. وسأضرب بعض نماذج للكيانات الشهيرة، وما هو معلوم لأكثر الناس، حتى لا يكون حديثي عن كيانات خاصة لا يعلم بها إلا من عايشوها فقط.
قبل الانقلاب على الرئيس الدكتور محمد مرسي تأسس كيان كبير باسم: "تحالف دعم الشرعية"، تكون من كل القوى التي ترفض الانقلاب العسكري، وظل يعمل وله زخم كبير، ولكننا فجأة رأينا التحالف يضعف بفعل فاعل، وواضح أنه تم التخطيط لذلك، ثم تم إنشاء "المجلس الثوري" وشعرت القوى الإسلامية أن المجلس تأسس لينهي على ما تبقى من التحالف، وظل الكيانان يعملان، وأشهد أن القيادات الإسلامية من غير الإخوان صبرت وتحملت كل محاولة لإنهاء التحالف.
لو كانت النية أو الفعل صادقا عند قيادات الجماعة في اصطفاف حقيقي، وأن مراجعة تمت لتجنب أخطاء الماضي، فلنراجع معهم التجارب السابقة للاصطفاف
الحديث عن الاصطفاف الوطني والمراجعات، لا يكون بالنوايا، ولا بالكلام المجرد في الإعلام،
إقرأ أيضا: هكذا رد "رفقاء الثورة" على الإخوان حول مبادرة الكيان الواحد
عزيزي الأستاذ إبراهيم منير والدكتور محمود حسين، الحديث عن الاصطفاف الوطني والمراجعات، لا يكون بالنوايا، ولا بالكلام المجرد في الإعلام، فالأفعال السابقة جعلت الجميع ينظر لكل مبادرة من هذا النوع نظرة سلبية، إذ كيف لمن لم يستطع الاصطفاف مع مخالفيه في جماعته، ومع إسلاميين مثله، ومدنيين وثقوا فيه، أن يمد يده مرة أخرى بعد مرات كثيرة.
عليكم أن تعطوا الناس فعلا واحدا جادا يثبت جدية كلامكم حول الاصطفاف الوطني، أما إن كان من باب: الشو الإعلامي فيرعاكم الله، فتجربتكم في الإعلام والحمد لله يعلمها القاصي والداني.