هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تشهد الساحة العراقية "استفزازات متبادلة" بين القوات الأمريكية والحشد الشعبي في مدن استعيدت مؤخرا من سيطرة تنظيم الدولة، الأمر الذي يثير تساؤلات ملحة حول إمكانية تحولها إلى صدامات بين الجانبين، قد تعيد البلد إلى مرحلة الصراع مجددا.
يأتي ذلك، بعد حديث الحشد الشعبي العراقية، السبت، عن "إجبار" قوة أمريكية كانت تتجول في مدينة الموصل على الانسحاب إلى مقرها في المدينة، بعدما وجهت لها تهديدا صريحا.
وفي حديث لـ"عربي21" استبعد محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي، "اصطدام" الحشد الشعبي مع الأمريكان، لكنه أبدى تخوفا من محاولة "الحشد" الدفع بعشائر من نينوى قريبة منه، للاصطدام مع الأمريكان نيابة عنه وإعادة الصراع مجددا إلى نينوى دون مناطق أخرى.
اقرأ أيضا: تواصل واشنطن مع "المقاومة العراقية" يربك مقربين من إيران
وأضاف النجيفي أن "المهم بالنسبة لنا، أن هناك من يريد إثارة الصراع في الموصل من دون مناطق أخرى، لإعادة الصراع إلى هذه المدينة مرة أخرى".
وطالب القيادي في تحالف "القرار"، رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي بأن "يحل هذا الإشكال ولا يدع مجال لمثل هذه الاحتكاكات، فعليه أن يحدد حركة القوات الأمريكية والحشد الشعبي، للحيلولة دون وقع أي احتكاك بينهما".
"استفزاز متبادل"
من جهته، استبعد المحلل السياسي هشام الهاشمي في حديث لـ"عربي21" وقوع أي صدامات على المنظور القريب بين القوات الأمريكية والحشد الشعبي، لأن الأخير ليس لديها هذا التوجه.
ووصف الهاشمي ما يجري بين الطرفين، بأنها "استفزازات متبادلة"، فكما يرفض التحالف الدولي اقتراب الحشد الشعبي من مقارها، يقدم الأخير على المعاملة بالمثل.
وبحسب قوله، فإن "الحشد الشعبي اتخذ قرارا يمنع دخول قوات التحالف حتى لو كان برفقة القوات العراقية، من دخول مقاره وثكناته وعمل استطلاعات، وأظن أن الموضوع هو استفزاز متبادل لن يصل إلى درجة الاستهداف إلا من جانب التحالف الدولي".
وأوضح الهاشمي أن التحالف الدولي استهدف في وقت سابق فصيل "الطفوف" أحد فصائل الحشد الشعبي، بقصف مدفعي تحذيري، كما أنه استهدف "كتائب سيد الشهداء" بقصف مميت، وفي المقابل فإن فصيلي "النجباء" و "بدر" منعتا قوات التحالف الدولي من الاستطلاع في مدن بيجي والعظيم والرطبة، وأخيرا ما حديث، أمس، مع الحشد في نينوى.
وحول تخوف محافظ نينوى السابق من الدفع لإعادة الصراع إلى نينوى، رأى الهاشمي أن "هذا الحديث هو استشراف بعيد الزمان إن لم يكن واقعا، لأن الحشد الشعبي سيدفع بمشروع جدولة الانسحاب الأمريكي من العراق".
وأردف: "حين تمتنع القوات الأمريكية من تنفيذ قرار الحكومة والانسحاب، قد تصدر فتوى المقاومة، وهذا ليس أقل من عامين، وستبقى هذه الاستفزازات متبادلة لكنها محدودة ويمكن السيطرة عليها".
وكان النائب في البرلمان العراقي ظافر العاني، قد أكد في حديث سابق لـ"عربي21" أن "بعض الأنباء التي يتناقلها العراقيون صحيحة، مثل عمليات قصف استهدفت مقرات للمليشيات، وكذلك تواجد ونشاط عسكري للقوات الأمريكية في محافظات السنة".
وأضاف النائب عن تحالف المحور (السنة) أن "ما يجري هو جزء من الصراع الأمريكي الإيراني، واستعراض القوة بينهما، فقد كنا نرى في الفترات السابقة استعراضات للمليشيات في الشوارع رافعة صور خامنئي والخميني وسليماني، لكن الآن هذه المظاهر تكاد تكون انتهت وهذه المليشيات تتحرك بحذر وقلق".
اقرأ أيضا: "الحشد": أجبرنا قوة أمريكية على الانسحاب بعد تهديدها (شاهد)
ولفت العاني إلى أن "القوى السياسية القريبة من إيران، بدا واضحا عليها الارتباك والشعور بعدم الاطمئنان تجاه القادم من الأيام وما يخبئه المستقبل".
وأكد النائب العراقي أن "الأمريكان خلال الفترة الحالية، كانت لديهم لقاءات مكثفة مع عدد من القيادات المحلية في المحافظات السنية، وجرت اتصالات حتى مع القيادات الميدانية مع الفصائل المسلحة السابقة".
ولم يخف العاني قلقه من الزج بالمجتمع السني في الصراع الأمريكي الإيراني، لافتا إلى أن الإيرانيين عملوا خلال الفترة السابقة على كسب ودّ بعض شيوخ العشائر والشخصيات المنبوذة في المجتمع السني من خلال الإغراءات.
وقبل ذلك، كشف النائب العراقي السابق مشعان الجبوري، عن قصف أمريكي استهدف فصائل تابعة للحشد الشعبي في مدينتي الثرثار والنخيب غربي العراق، مخلفا خسائر في صفوفها.