هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
انطلقت الخميس، اجتماعات الدورة العادية الـ 34، للمجلس التنفيذي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، تمهيدا لعقد القمة الإفريقية الـ32 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد (يضم 55 دولة عضو)، المرتقبة في 10 و11 شباط/فبراير الجاري.
وتعقد قمة هذا العام تحت شعار: "اللاجئون والعائدون والمشردون داخليا: نحو حلول دائمة للتشرد القسري في إفريقيا".
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد، إن القارة الإفريقية بحاجة إلى تسريع الأنشطة نحو إنشاء مؤسسات إفريقية، مثل صندوق النقد والبنك المركزي الإفريقي من أجل الصمود أمام النظام العالمي الجديد.
وطالب فكي، خلال كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لأعمال المجلس اليوم، الأفارقة بالسعي الجاد والإسراع في مجال الاقتصاد والتجارة، أمام التحرك العالمي بشكل متزايد نحو الأحادية كدولة رائدة، لافتا إلى الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب.
واعتبر فكي، إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية أمر مشجعا نحو التقدم، قائلا "من المقرر أن يدخل الموضوع حيز التنفيذ في غضون الأسابيع المقبلة".
وأضاف أن القارات الإفريقية تخطط لإنشاء سوق طيران موحد، وجواز سفر إفريقي واحد. مشيرا إلى أن ذلك يمثل خطوات رئيسية لتسريع عملية الاندماج.
بدورها أكدت المديرة التنفيذية للجنة الاقتصادية الإفريقية التابعة للأمم المتحدة فيرا سونغ، على أن موضوع قمة الاتحاد الإفريقي للعام 2019، أمر في غاية الأهمية للقارة الإفريقية.
وأوضحت سونغ، خلال كلمة لها بالجلسة الافتتاحية للمجلس التنفيذي اليوم، أن عدد النازحين داخل القارة السمراء بلغ 14.7 مليون نازح داخلي و7.3 مليون لاجئ". لافتة إلى أن النصف الأول من عام 2018 وحده شهد تهجير مليوني شخص، معظمهم من 5 بلدان إفريقية (جمهورية إفريقيا الوسطى، نيجيريا، جنوب السودان، جمهورية الكونغو الديمقراطية (DRC) والصومال).
وتمهد تلك الاجتماعات للقمة العادية الثانية والثلاثين لقادة الدول والحكومات، يومي الأحد والاثنين المقبلين.
على مدى يومين، يبحث وزراء الخارجية مشروع جدول الأعمال والمقررات والإعلانات المنبثقة عن اجتماع الممثلين الدائمين، منتصف كانون الثاني/يناير الماضي.
ومن بين الملفات المنتظرة في تلك القمة: اللاجئون والنازحون، النزاعات والإرهاب، جواز السفر الأفريقي الموحد، الاندماج الاقتصادي وعملية الإصلاح المؤسسي للاتحاد وتمويله.
تمثال للإمبراطور سيلاسي
أعلنت السلطات الإثيوبية، التي تستضيف القمة في مقر الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا، عن اكتمال الاستعدادات اللازمة لاستضافة اجتماعات القمة بين يومي 7 و11 من الشهر الجاري.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، نبيات قيتاتشو: "لدينا عزيمة لجعل قمة هذا العام أكثر تنظيما ونجاحا، وأكثرها عرضا لثراء ثقافة إثيوبيا، عبر فعاليات عديدة".
وكشف قيتاتشو، خلال مؤتمر صحفي أسبوعي، أن القمة ستشهد تدشين نصب تذكاري للإمبراطور الإثيوبي، هيلي سيلاسي (1932- 1974)، في مقر الاتحاد، بحضور القادة الأفارقة، يتقدمهم رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد .
وأوضح أن التمثال "سيعكس تاريخ التحرر والتكامل في أفريقيا، ودور الإمبراطور سيلاسي في تطوير القارة".
بدوره، قال نائب مفوضية شرطة أديس أبابا، زلاليم منجيست، في تصريحات صحفية الثلاثاء، إنه تم إنشاء مركز قيادة مكون من أعضاء في قوات الأمن وجهات معنية أخرى، لضمان سلامة المشاركين في القمة.
الرئاسة الدورية
في اليوم الأول من القمة، تنتقل الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي لعام 2019، من الرئيس الرواندي بول كاغامي، إلى نظيره المصري عبد الفتاح السيسي.
ويضم الاتحاد 55 دولة أفريقية، وهو بديل منذ عام 2002 عن منظمة الوحدة الأفريقية، ومن بين أهدافه تحقيق الاندماج والتعاون بين الأعضاء، وتعزيز المصالح المشتركة، وتيسير عملية التنمية.
جواز سفر موحد
يبدو أن إطلاق جواز سفر موحد لمواطني 55 دولة أفريقية بات أقرب مما يتخيل كثيرون، حسب رئيس مفوضية الاتحاد موسى فكي محمد.
وقال فكي، في كانون الثاني/يناير الماضي، إن اللجنة المختصة بجواز السفر الأفريقي الموحد ستقدم مبادئ توجيهية بشأن تصميم وإنتاج وإصدار الجواز من أجل اعتمادها، وستُعرض على القمة كافة التفاصيل.
ويهدف الجواز الموحد إلى تسهيل تنقل الأفارقة بين دول القارة، وتحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز الحركة التجارية.
وتبحث القمة أيضا ملف سوق النقل الجوي الأفريقي الموحد، والاستثمار في البنية التحتية، باعتباره من أهم جوانب التكامل القاري، بحسب فكي.
وأضاف أن القمة ستشهد تنظيم الاتحاد أول مؤتمر دولي للسلامة، بالتعاون مع كل من منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، ومنظمة الصحة العالمية، على خلفية إحراز تقدم كبير في تنفيذ إعلان مالابو لعام 2014 بشأن النمو والتحول الزراعي في أفريقيا.
إسكات المدافع
سيركز القادة أيضا على قضايا الأمن والسلام في القارة؛ نظرا لأهمية الملف في ظل التهديدات الأمنية والصراعات والنزاعات في دول أفريقية عديدة.
وتعهد القادة الأفارقة في قمم سابقة ببذل كل جهد ممكن لإسكات المدافع بحلول 2020، عبر إنهاء الحروب وغيرها من أعمال العنف.
ويرتبط هذا الملف بشعار القمة؛ فالحروب والصراعات هي أحد أهم أسباب النزوح واللجوء.
ومن المتوقع أن يناقش القادة تقريرا بشأن تنفيذ خارطة طريق عملية إسكات المدافع.
واستضاف مقر الاتحاد، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ورشة عمل هدفت إلى تطوير خطة تستمر عامين لإنهاء الحروب في أفريقيا.
النزاعات والإرهاب
حققت أفريقيا بعض النجاح في ملف إنهاء النزاعات؛ إذ توصلت مثلا الجارتان إريتريا وإثيوبيا إلى مصالحة أنهت عقدين من القطيعة بين الجارتين.
لكن ذلك يمثل خطوة متواضعة في ظل بؤر الصراع الكثيرة في القارة؛ حيث يتطلع القادة إلى تقدم مماثل في مناطق أفريقية أخرى عديدة.
ومن المتوقع أن تمنح القمة اهتماما كبيرا للصراعات في كل من: بوروندي، دولة جنوب السودان، جمهورية أفريقيا الوسطى، ليبيا، الهجمات الإرهابية لحركة "الشباب" في الصومال، تحركات "بوكو حرام" في منطقة البحيرات، وغيرها.
إصلاح وتمويل الاتحاد
يبحث القادة الأفارقة ما تحقق ضمن عملية الإصلاح المؤسسي للاتحاد وتمويله ذاتيا.
وهو ما أشارت إليه نتائج القمة الاستثنائية الـ11، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، والتي خُصصت لذلك البند.
وناقشت تلك القمة عملية إصلاح الاتحاد، بما فيها إصلاح مفوضية الاتحاد، وولاية وكالة التنمية التابعة للاتحاد الأفريقي (AUA).
وتشمل عملية الإصلاح أيضا: إعادة هيكلة مفوضية الاتحاد بتخفيض حجم اللجان، والاستقلال المالي، وتقوية نظام العقوبات ضد الدول التي لا تمتثل لقرارات الاتحاد، وزيادة مشاركة الشباب بنسبة 35 بالمئة.