هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أطلق نشطاء فلسطينيون من مدينة الخليل مبادرة شبابية لحماية سكان المدينة من اعتداءات الجيش والمستوطنين بعد خروج البعثة الدولية العاملة في المدينة، المعروفة اختصارا (TIPH)، بقرار من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
المبادرة التي شكلت تحت شعار "تجمع شباب ضد الاستيطان"، قوبلت برد فعل من المستوطنين، الذين عبروا عن غضبهم من هذه المبادرة "من خلال السب والشتائم وقذف شباب التجمع بالحجارة"، وفقا لمسؤول اللجنة الإعلامية في المبادرة أحمد عمرو.
مهام التجمع
وأضاف لـ"عربي21" أن "التجمع بدأ نشاطه بعد استدراك المخاطر التي خلفها انسحاب قوات البعثة الدولية من المدينة، وشعور الأهالي بالخوف من أي اعتداءات قد ينفذها قطعان المستوطنين، لذلك جاءت هذه المبادرة الشبابية لإعادة استكمال الدور الذي كانت تشرف عليه قوات (TIPH)، لضبط الأمن في المدينة، ورصد أي خروقات تنفذها قوات الجيش الإسرائيلي والمستوطنون".
وتابع عمرو: "من الأهداف التي نسعى لتحقيقها توثيق الانتهاكات التي تنفذها دولة الاحتلال، وتزويد وزارة الخارجية الفلسطينية بهذه الانتهاكات؛ لإدانة إسرائيل في المحاكم الدولية، ومؤسسات حقوق الإنسان العالمية؛ لفضح الانتهاكات التي ترتكبها ضد الفلسطينيين".
في حين أشار عضو اللجنة التنسيقية للتجمع، عزات الكركي، أن "المرحلة الأولى لهذه المبادرة بدأت نشاطها في شارع الشهداء، وتل الرميدة وسط المدينة، كونه الأكثر احتكاكا بين المستوطنين وسكان المدينة، كما نقوم في التجمع بإجراء تقييم دوري للانتهاكات التي يتعرض لها سكان المدينة".
وعن أبرز الإنجازات التي تحقيقها حتى اللحظة، أشار الكركي لـ"عربي21" إلى أن "توفير الحماية لطلاب المدارس من أي اعتداء قد يتعرضون له من المستوطنين سيكون المرحلة الأولى لمهام هذا التجمع، ثم يتم الانتقال إلى المرحلة الثانية من خلال توفير كل أشكال الدعم والمساندة لجميع سكان المدينة في كافة المرافق الحياتية التي يرتادونها".
اقرأ أيضا: حماس تتحدى جيش الاحتلال بطريقة عملها الجديدة بالضفة الغربية
يأتي عمل قوات (TIPH) في الخليل ترجمة لقرار مجلس الأمن رقم 904، الصادر في 18 من آذار/ مارس 1994، بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي التي نفذها المستوطن باروخ غولديشتاين في الحرم الإبراهيمي، والتي أودت لاستشهاد 29 مصليا وإصابة 125 آخرين في 25 من شباط/ فبراير من العام ذاته.
بعد الحادثة، سارعت السلطة الفلسطينية لتقديم طلب للمجتمع الدولي بتوفير الحماية والأمن لسكان المدنية، ولاحقا جرى توقيع اتفاق ما يعرف بـ"بروتكول الخليل"، الذي ينص على نشر قوات من ستة بلدان مختلفة، وهي الدنمارك وإيطاليا والنرويج والسويد وسويسرا وتركيا، ويبلغ عدد أفرادها 71 مراقبا، كما نص البروتوكول على تحكم الطرف الإسرائيلي في استمرار عمل البعثة من عدمه، من خلال تفويضها للقيام بمهامها كل ستة أشهر.
ولكن في 28 من كانون الثاني/ يناير الماضي، أعلن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنهاء عمل البعثة الدولية، وعدم التجديد لها، وهو ما رفضته السلطة والدول المشاركة في البعثة.
السلطة ترحب
إلى ذلك، أشار عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واصل أبو يوسف، إلى أن "السلطة الفلسطينية عبرت عن تأييدها لهذا التجمع، وقد صدرت توصيات من الرئاسة بتوفير كل أشكال الدعم اللوجستي والقانوني لهذا التجمع، في ما يتعلق بتشكيل لجنة قانونية من وزارة الخارجية تقوم بالاتصال والتواصل مع شباب التجمع لاستلام التقارير اليومية عن أي نشاط غير قانوني يرتكبه الجانب الإسرائيلي".
ونوه أبو يوسف في حديث لـ"عربي21" بأن "الرفض الإسرائيلي لعدم تجديد قوات البعثة الدولية يعبر عن نوايا خبيثة تتحضر لها إسرائيل في المرحلة القادمة، سواء لتنفيذ اعتداءات ضد سكان المدينة، أو محاولة تغيير واقع المدينة بما يسمح بفرض السيطرة عليها وفقا للمخططات التي تسعى لتنفيذها دولة الاحتلال".