هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قلّل رئيس المرصد المغربي لمقاومة التطبيع أحمد ويحمان من رمزية تمثيل رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العماني، للمغرب في القمة العربية ـ الأوروبية في شرم الشيخ، واعتبر حضوره شكليا، ومن شأنه تزكية خط الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الاستئصالي.
وأوضح ويحمان في حديث مع "عربي21"، أن "العثماني كما سلفه بنكيران وقبلهما عبد الرحمان اليوسفي لم يكونوا حاكمين، وإنما هم موظفون، ولا إرادة سياسية لهم".
وأضاف: "لو أن العثماني تم تخييره في الحضور إلى قمة شرم الشيخ من الغياب، لكان اختار عدم الحضور".
وأشار ويحمان إلى أن جلوس الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى سعد الدين العثماني بخلفيته الإسلامية، ومع أنه يؤكد ميزة مغربية لم تقبل بخيار الإقصاء، إلا أنه قد يتم استخدامه من طرف السيسي للطعن في إخوان العثماني القابعين في السجون المصرية".
إقرأ أيضا: افتتاحية "الغارديان": أوروبا توفر الشرعية لرئيس الإعدامات
وأضاف: "كنا نقول للعثماني ولسلفه بنكيران قبله بأنهم لا يستطيعون فعل أي شيء، وأن الدولة ستستخدمهم لإصدار قرارات ضد الشعب وضد الأمة، لكنهم كانوا يتوهمون أن بإمكانهم أن يفعلوا شيئا لصالح الأمة".
لكن ويحمان شدد على أن "العثماني ظل حريصا طيبة مساره السياسي على عدم التفريط في الموقف الثابت تجاه فلسطين والقدس تحديدا، لجهة عدم الاعتراف بتقسيمها"، على حد تعبيره.
إقرأ أيضا: لماذا شهدت قمة "شرم الشيخ" حضورا هزيلا؟.. محللون يجيبون
من جهته رأى الكاتب والإعلامي العربي محمود معروف في حديث مع "عربي21"، أن "العثماني يحضر القمة العربية ـ الأوروبية ممثلا للدولة المغربية، وهو أرفع مستوى بعد العاهل المغربي الملك محمد السادس، الذي ليس من عادته الحضور لمثل هذه القمم".
وأكد معروف، أنه "لا يمكن إعطاء تمثيل العثماني للمغرب أي مدلول سياسي، لجهته علاقة تيارات الإسلام السياسي بالدولة"، لكنه شدد في الوقت ذاته، على "أن الرسالة الأهم لحضور العثماني في شرم الشيخ تـاكيد الخصوصية المغربية القائمة على أن ترتيبات البيت الداخلي لا علاقة لها إطلاقا بالحسابات الإقليمية".
وأضاف: "المغرب رسم مسارا ديمقراطيا جاء بالإشتراكيين إلى الحكم قبل الإسلاميين، وهو رفض وقف هذا المسار، وظل ملتزما به"، على حد تعبيره.
وحضر رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، القمة العربية ـ الأوروبية الأولى، التي انطلقت أمس الأحد في مدينة شرم الشيخ المصرية.
ووجه الملك محمد السادس، خطابا إلى القمة العربية ـ الأوروبية الأولى، تلاه العثماني، أكد فيه على أهمية التعاون العربي ـ الأوروبي، داعيا إلى "الارتقاء بهذا المسار إلى مستويات أعلى، مما سيكون له، لا محالة، وقع ملموس على أمن منطقتينا واستقرارهما، وسيفتح آفاقا واعدة للتعايش السلمي بين شعوبهما، وسيوفر لهما الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة".
ودعا العاهل المغربي أوروبا إلى ضرورة الانتباه إلى أن "الأمن القومي العربي، الذي ينبغي أن يظل شأنا عربيا، في منأى عن أي تدخل أو تأثير خارجي، مع الأخذ بعين الاعتبار، أهمية الجهد الدولي الذي يمكن للشركاء الموثوق بهم القيام به من أجل منع أي مساس بهذا الأمن، لأن أي إضرار به سيفضي، لا محالة، إلى الإضرار بأمن أوروبا، بل وبأمن العالم أجمع".
كما دعا إلى الالتزام بمبادئ حسن الجوار، واحترام السيادة الوطنية للدول ووحدتها الترابية، والتوقف والامتناع عن التدخل في شؤونها الداخلية"، في رسالة غير مباشرة إلى الجزائر التي يتهمها المغرب دوما بدعم جبهة البوليساريو في نزاع الصحراء الغربية.
واختتمت في مدينة شرم الشيخ المصرية اليوم الاثنين فعاليات القمة العربية ـ الأوروبية الأولى، بالاتفاق "تعزيز الشراكة العربية الأوروبية، وتطوير التعاون بين الجانبين، وتطوير التعاون لمواجهة القضايا الإقليمية والدولية المشتركة، بجانب الاتفاق على إقامة القمة القادمة في بروكسل 2022".
إقرأ أيضا: "العربية الأوروبية" تختم أعمالها اليوم وشكوك حول بيان مشترك