قال جنرال إسرائيلي إن "
الانتخابات الإسرائيلية الوشيكة بعد أسابيع قليلة باتت مرشحة للتعرض لتأثيرات خارجية متعددة، تبدأ في أي جولة تصعيد قادمة من
غزة، مرورا إلى عملية هجومية بالضفة الغربية".
وأضاف رونين إيتسيك، في
مقاله بصحيفة إسرائيل اليوم، وترجمته
"عربي21"، أن ذلك "يعني أن توتر الأوضاع الأمنية في الأراضي الفلسطينية في هذه الآونة ليس عفويا، فأعداء إسرائيل يشعلون المنطقة، ويفركون أيديهم فرحا بالاستقطاب الحاد الذي تشهده الدولة عشية الانتخابات".
وأشار إلى أن "عملية سلفيت قبل يومين، وإطلاق صاروخ تل أبيب أواخر الأسبوع الماضي من غزة لم تتزامن بشكل اعتباطي، لأن تواصلها من جبهة لأخرى يعني أننا أمام
تسخين للجبهات المحيطة بإسرائيل، مع توقيت ليس عشوائيا، بل إن هناك أحد ما يريد التأثير على الانتخابات الإسرائيلية".
وأكد إيتسيك، القائد السابق لسلاح المدرعات بالجيش الإسرائيلي، أن "عملية سلفيت التي جاءت على نمط الهجمات الفردية، لكن نتائجها مخيبة للآمال ومخجلة، ليس لأنها تنضم إلى سلسلة العمليات التي وقعت في
الضفة الغربية خلال العامين الأخيرين، لكن لأنها تشهد تكرارا للفشل والإخفاقات التي يقع فيها الجيش الإسرائيلي، سواء في عدم القدرة على الدفاع عن نفسه، أو في عمليات الملاحقة للمنفذين".
وأوضح أنه "بصورة عامة فقد بات الأسلوب المتكرر في معظم العمليات يتمثل في قدرة المنفذين على الانسحاب من المكان، والاختفاء عن الأنظار، هذا أمر بات سخيفا، ويحتاج لفتح تحقيق رسمي للبحث.. من أين نشأت هذه الظاهرة؟ وهل المهاجمون الفلسطينيون أكثر ذكاء من جنودنا، أم إن مقاتلينا ليسوا صارمين بما فيه الكفاية؟ والسؤال الإضافي: لماذا، هل يخشون إطلاق النار على من يهاجمهم من الفلسطينيين؟".
اقرأ أيضا: خبراء إسرائيليون: حماس تريد استغلال انتخاباتنا لفرض شروطها
وأشار إيتسيك الذي شارك في حربي لبنان 2006 وغزة 2014، إلى أن "العملية الأخيرة في سلفيت تدفعنا لإطلاق صراخنا إلى السماء: كيف نجح مهاجم فلسطيني باختطاف سلاح جندي، وبدأ عملية القتل؟ أين رفاقه في الموقع العسكري؟ كيف يحصل أمر سخيف كهذا؟ هذه أسئلة تتطلب إجراء تحقيق رسمي وعملياتي، كما أننا نحتاج لفحص تطورات الأيام الأخيرة، لأن الخروج برابط يجمعها قد يوصلنا إلى اليد التي قد تحركها".
وأكد إيتسيك، الباحث في عدد من المراكز الدراسية الإسرائيلية الاستراتيجية، أنه "لم يعد سرا أن هناك توجها للتأثير في مجريات العملية الانتخابية الإسرائيلية، سواء من حماس في غزة، أم من خلال عمليات الضفة الغربية، أم باختراق إيران للهاتف المحمول للجنرال بيني غانتس خصم بنيامين نتنياهو اللدود في الانتخابات".
وأضاف أن "السنوات الأخيرة كشفت عن محاولات سابقة لتدخل خارجي في الانتخابات الإسرائيلية، سواء كانت محاولات علنية أم سرية، تأتي من أعداء بعيدين أو قريبين، تهدد حدودنا الخارجية، أو تحدث داخل مناطقنا السيادية، وآخرها في الحرم القدسي، وحتى من خلال شبكات التواصل الاجتماعي".
وختم بالقول إن "ترابط كل هذه الأحداث ليس عفويا، ولا محض صدفة، بل هي جهود منسقة، وكي نعلم ذلك فإن اندلاع حروب داخلية بين الإسرائيليين على خلفية الانتخابات، إنما يخدم أعداءهم في الخارج، ويجب على الإسرائيليين أن يدركوا عدوهم الحقيقي، ويتوقفوا عن منحه هدايا مجانية".