هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ذكر نشطاء أن مسلحين من الوحدات الكردية قاموا بحرق منازل عدة في مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي، بغرض استفزاز أهالي المدينة المهجرين منها، وذلك بالتزامن مع اجتماع عسكري تركي-روسي عقد في بلدة مرعناز القريبة من المدينة ذاتها.
وأوضحوا أن "الوحدات الكردية" تقصدت حرق المنازل بمناسبة حلول فصل الربيع (النوروز)، المناسبة التي يحتفل بها الأكراد.
وأكد الناشط الإعلامي عبدالله الجميل من مدينة تل رفعت، لـ"عربي21" قيام الوحدات الكردية بإحراق منازل عدة داخل المدينة، الأربعاء، مرجعا ذلك إلى محاولة الوحدات التشويش على ما يجري من تنسيق عسكري تركي-روسي في المنطقة.
وشاهد الجميل المتواجد على مقربة من المدينة أعمدة الدخان وهي تتصاعد من مدينة تل رفعت، معبرا عن شعوره بالخيبة والأسف تجاه هذا "الفعل المشين"، على حد وصفه.
وبحسب الناشط الإعلامي ذاته، فإن الوحدات "تريد بهذا الفعل القول إنها لن تنسحب من مدينة تل رفعت إلا بعد أن تدمرها وتحرقها بالكامل".
وقال: "ليس مصادفة أن يتزامن إحراق المنازل مع الاجتماع التركي-الروسي المخصص لبحث مستقبل المنطقة، في ظل الحديث عن خطة مشتركة لإعادة افتتاح طريق حلب-غازي عنتاب أمام حركة النقل".
تزامنا مع ذلك، أكدت مصادر عسكرية من المعارضة لـ"عربي21" توجه دوريات عسكرية تركية إلى خط التماس مع مدينة تل رفعت، التي تسيطر عليها الوحدات الكردية، حيث اجتمع ضباط من الجيشين التركي والروسي في القاعدة التركية الواقعة بمحيط مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي.
اقرأ أيضا: مباحثات تركية روسية حول دوريات مشتركة بتل رفعت السورية
ورجحت المصادر أن يتم الإعلان قريبا عن افتتاح الطريق الدولي "حلب-غازي عنتاب"، من دون أن تحدد المصادر ما يجري من مفاوضات بشأن مصير مدينة تل رفعت، المحاذية للطريق الدولي.
حرائق فوق سور الرقة الأثري
وفي سياق متصل، نشرت شبكة "فرات بوست" صورا تظهر إشعال الوحدات الكردية حرائق فوق سور الرقة الأثري.
وأوضحت الشبكة أن عناصر الوحدات الكردية أحرقوا عشرات الإطارات القديمة فوق السور الأثري.
وألمحت مصادر محلية من داخل الرقة، إلى أن حرق الإطارات فوق الجسر الأثري بمناسبة "النوروز" له مدلولات كبيرة، من بينها تأكيد السيطرة الكردية على الرقة التي تعتبر مدينة ذات غالبية عربية، استكمالا لرفع أعلام وصور زعيم حزب العمال الكردستاني "بي كا كا" فيها بعيد تحريرها من قبضة تنظيم الدولة في العام 2017.
وأشارت المصادر لـ"عربي21" إلى تزامن ذلك، مع إعلان الوحدات حالة التأهب القصوى داخل المدينة، خوفا من اختراقات أمنية، لا سيما بعد تهديدات تنظيم الدولة لمن يشارك باحتفالات "النوروز".
يذكر أن الوحدات الكردية كانت قد شرعت بتركيب كاميرات مراقبة أمنية داخل أحياء وشوارع الرقة، بهدف الحد من عمليات الاغتيال.
اقرأ أيضا: روسيا تزيد من نشاط شرطتها بحلب السورية ليشمل تل رفعت
وبحسب مصادر "الوحدات"، فقد تم تركيب 150 كاميرا، من أصل 600 كاميرا ستوزع على كامل المدينة خلال مدة لا تتجاوز الـ75 يوما.
وفي هذا الصدد، شكك الإعلامي مهاب الناصر من الرقة بجدوى خطوة ضبط الأمن بالرقة عبر كاميرات المراقبة، مشيرا في حديث لـ"عربي21" إلى كبر مساحة المدينة واستحالة ضبط الأمن فيها بالكاميرات.
مقابل ذلك، لم يستبعد الناصر أن يكون لـ"الوحدات" ذاتها يد في تنفيذ هذه العمليات التي عادة ما تستهدف شخصيات بارزة لها دور في عمليات التفاوض مع تنظيم الدولة سابقا.