هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تقريرا تطرقت من خلاله إلى تضاؤل حاجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية "أيباك"، فيما يتعلق بتحقيق الدعم الأمريكي لإسرائيل.
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"
إن "دعم ترامب غير المشروط للإسرائيليين ساهم في الحد من اعتماد نتنياهو على
جماعة الضغط اليهودية في الولايات المتحدة"، مضيفة أن "نتنياهو توجه إلى
أحد مستشاريه قبل بضعة أشهر وأخبره بأن حكومته تحصل على الدعم الكافي من
الإنجيليين في الولايات المتحدة".
وتابعت الصحيفة: "نتنياهو قال لهم أيضا أنه سيكون
سعيدا بالتخلي عن الدعم الذي تقدمه أيباك نظرا لتضاؤل حاجته إلى مجهوداتها،
لمواجهة منظمة جي ستريت غير الربحية، والتي تسعى لوضع حد للصراع الفلسطيني
الإسرائيلي بشكل سلمي".
ورأت الصحيفة أن "نتنياهو لم يخصص وقتا كثيرا
للاهتمام بفعاليات مؤتمر منظمة أيباك في واشنطن واكتفى بإرسال مقطع فيديو في بث
مباشر، وذلك على الرغم من كونه في واشنطن آنذاك وامتلاكه متسعا من الوقت لحضور
فعاليات هذا المؤتمر، وعلى الأرجح أن القيام بهذا الإجراء الروتيني بات مضيعة
للوقت وأمرا غير ضروري بالنسبة إليه"، بحسب تقدير الصحيفة.
يذكر أن نتنياهو اختصر زيارته الأخيرة للولايات
المتحدة وغادر واشنطن بعد لقائه ترامب، بسبب التوتر الأمني في الأراضي الفلسطينية
المحتلة، بعد قصف المقاومة لمدينة "تل أبيب" وما نتج عنه من غارات
إسرائيلية سبقها تهديدات كبيرة من قادة الاحتلال.
اقرأ أيضا: زعيم الديمقراطيين بالشيوخ يؤيد إلهان بشكل صادم وينتقد نتنياهو
وقالت الصحيفة إن "نتنياهو دأب على إلقاء
الخطابات في منابر أيباك لمدة تناهز 35 سنة، وذلك منذ أن كان يضطلع بمنصب سفير
إسرائيل لدى الأمم المتحدة، ويتذرع نتنياهو بالمؤتمر السنوي للمنظمة اليهودية من
أجل اللقاء مع ترامب وتلقي الدعم الكافي في الانتخابات القادمة".
ونوهت "هآرتس" إلى أنه "في الفيديو
الذي أرسله إلى المؤتمر الذي أُقيم في واشنطن، حاول نتنياهو الحفاظ على ماء وجهه
عندما تحدث عن مخططاته لإنهاء القتال مع حماس في أسرع وقت ممكن، وواصل نتنياهو اعتماد سياسته المضللة المعتادة
عن طريق وصف أيباك بأنها منظمة عظيمة، والإشارة إلى مجهودات نائبة الكونغرس
الأمريكي، إلهان عمر، واصفا مهاجمتها للمنظمة بأنها معاداة للسامية، وعلى الرغم من
هذه الادعاءات، إلا أنه كان من الواضح أنه لم يكن يعني ما يقوله ولا يولي المنظمة
اهتماما كبيرا".
وأفادت الصحيفة بأن نتنياهو و"أيباك"
يمتلكان اتفاقا فيما بينهما، حيث تمنحه المنظمة ذريعة للقدوم إلى واشنطن وفرصة
للانفراد بدونالد ترامب، في حين يغدق هو عليها بخطاب سياسي بليغ يدوم لحوالي 30
دقيقة، وسواء أحببنا ذلك أم كرهنا، نجد أنه يتقن لعب دوره بشكل رائع، فهو يقوم
بمعاملة المتعصبين للمنظمة بشكل خاص، كما يطلق بعض النكات رفقة المندوبين الشباب،
فضلا عن اقتباس بعض العبارات من الكتاب المقدس في خطاباته.
ونتيجة لذلك، كان نتنياهو يتلقى إشادة وتمجيدا
مطلقين من طرف الحضور، حيث يقف الآلاف من الحضور للتصفيق فور إنهائه لخطاباته،
وعلى مدى السنوات الماضية، عمل رئيس الوزراء الإسرائيلي على وضع أسس وهمٍ مفاده
أنه محبوب ويحظى بالإعجاب من الجميع، في حين كان الشخصية الأكثر إثارة للانقسام في
المجتمع اليهودي الأمريكي.
اقرأ أيضا: فورين بوليسي: هل احتضان ترامب لنتنياهو يساعده في قاعدته؟
وأوضحت الصحيفة أن هذا الوهم الذي يبيعه نتنياهو لا
يزال يمتلك تأثيرا فعالا على أصوات الناخبين الإسرائيليين، مشددة على أنه "لا
يمكن نكران حقيقة وهن وضعف الرابط الذي يجمع بين بنيامين نتنياهو ومنظمة أيباك
بشكل تدريجي، واستئثار ترامب بدعم نتنياهو وتقليل اعتماده على منظمة أيباك، سيلحق
الضرر بفرصها في البقاء على مدار الأعوام المقبلة".
من جهته، لا يبدو نتنياهو مهتما بما يحدث للمنظمة،
حيث خصص الدقائق الأولى من خطابه للحديث عن حملة دونالد ترامب الانتخابية،
وبالنسبة لأعضاء المنظمة، ظهر جليا في محادثاتهم الخاصة أنهم يمنون أنفسهم بمغادرة
نتنياهو للسلطة، ونظرا لكون رئيس الوزراء الإسرائيلي كان الشخصية الأبرز في
المؤتمر، يبدو أن إعادة بناء المنظمة للجسور مع الديمقراطيين ستكون أمرا مستحيلا،
وفق الصحيفة.
وذكرت الصحيفة أن الكثيرين كانوا يتوقعون أن تشهد
هذه النسخة من المؤتمر السنوي مقابلة الحضور لخطاب نتنياهو بالهتافات السلبية
وصيحات الاستهجان، لكن العادات القديمة لا تموت بسهولة، حيث قُوبل خطاب رئيس
الوزراء الإسرائيلي بتصفيقات الجماهير المعتادة.
وأوردت الصحيفة أن العلاقة بين نتنياهو و"أيباك"
لا تزال قائمة بفضل الأيام الخوالي والمعاملات المشتركة بينهما في السابق، ولم يعد
المسؤول الإسرائيلي المخضرم يتحلى بالصبر إزاء مشاعر اليهود الأمريكيين، وينشأ مثل
هذا النهج الجديد عن قناعة تخالجه ومفادها أن اليهود اليساريين سيختفون في غضون
جيل واحد فقط.
وخلصت الصحيفة إلى القول إنه "في حال فاز
نتنياهو بانتخابات التاسع من نيسان/ أبريل القادم وتمسكه بالسلطة لسنة أخرى، فمن
المحتمل أنه سيعود إلى مؤتمر أيباك السنوي في 2020، ومن المرجح أن رئيس الوزراء
الإسرائيلي قد أطال مدة مكوثه بين أرجاء المنظمة، لكن انسحابه بشكل كلي وامتناعه
عن حضور فعالياتها سيؤدي إلى نتائج وتداعيات سلبية".