هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة "التايمز" في افتتاحيتها إنه على الرغم من الدعوات لضبط النفس، إلا أن الجنرال خليفة حفتر يستعد للسيطرة على طرابلس.
وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أن وزير الخارجية البريطانية جيرمي هانت حذر مع وزراء مجموعة الدول السبع الجنرال خليفة حفتر، قائد ما يعرف بالجيش الوطني الليبي، وطالبوه بوقف هجومه على العاصمة طرابلس، وتهديده بالإطاحة بحكومة الوفاق الوطني التي تدعمها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وإلا فإنه سيواجه تحركا دوليا.
وتعلق الصحيفة قائلة إن "الجنرال أوقف تقدمه، على الأقل في الوقت الحالي، إلا أن هذا لا صلة له بالتهديدات الدولية بقدر ارتباطه بالمواجهة التي لقيها جيشه من المليشيات المتمركزة حول العاصمة والمقاتلين الذين أطاحوا بالنظام السابق، ويخشون من أنه سيقيم نظاما بغيضا مثل النظام الذي خدمه ذات مرة".
وتستدرك الافتتاحية بأنه "مع ذلك، فإن لا أحد يشك في تصميم حفتر، الذي استطاع السيطرة على بنغازي وشرق ليبيا والمناطق التي تعاني من فوضى، على الإطاحة ببقايا الحكومة العاجزة في طرابلس، ويعتقد أن الوقت قد حان لدفعة أخيرة وتوحيد البلاد تحت قبضته وتوفير الاستقرار".
وتقول الصحيفة إن "حفتر، الذي قضى 20 عاما في المنفى، لديه حلفاء أقوياء، ويحظى بدعم غير محدود من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي يرى أن رجلا قويا على شاكلته يستطيع فرض النظام على الجار الليبي، وكذلك الإمارات العربية المتحدة، التي تستخدم مالها وطموحاتها لأداء دور مؤثر في الشرق الأوسط، وروسيا، التي قدرت أن حفتر سينتصر في المنافسة المتعددة الأطراف، وتريد استعادة علاقاتها القوية مع البلد الذي اتسمت العلاقة معه بالتقلب منذ سيطرة القذافي على الحكم في عام 1969، لكنها لم تتخل عن حلم بناء موطئ قدم لها في شمال أفريقيا".
وتلفت الافتتاحية إلى أن "جيران ليبيا من الشمال يشعرون بالدهشة من التطورات الأخيرة، فقد دعمت الدول الأوروبية الجهود الضعيفة للأمم المتحدة لتحقيق الوحدة الوطنية في ليبيا، ووقفت وراء حكومة فائز السراج في طرابلس، التي تريد التفاوض لإنهاء الانقسام التاريخي بين الشرق والغرب، لكن الأوروبيين يعترفون على تردد بأن السراج أثبت عجزه وعدم قدرته، وأن سلطته لا تتعدى العاصمة، ولم يستطع ضمان سلامة المنشآت النفطية الحيوية، ويعتمد على مجموعات من المليشيات والجماعات الإسلامية التي تتنافس على السلطة في العاصمة".
وتنوه الصحيفة إلى أن إيطاليا وفرنسا، اللتين تحتفظان بمصالح اقتصادية في البلد، رحبتا بما قام به الجنرال في الجنوب، الذي يعاني من خلافات إثنية وقبلية، فيما تقوم عصابات الجريمة فيه بإدارة عمليات تهريب مهاجرين ومخدرات.
وتفيد الافتتاحية بأن "الأوروبيين والروس يواجهون معضلة الآن، فزحف الجنرال نحو العاصمة لم يكن مناسبا في التوقيت بشكل جيد، وتزامن مع زيارة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش، الذي جاء للتفاوض حول مؤتمر المصالحة الوطنية الذي من المقرر عقده الأسبوع المقبل".
وتختم "التايمز" افتتاحيتها بالقول: "ربما كان الجنرال يحاول إفشال هذا المؤتمر، أو أنه لم يعد ينتظر طويلا، خاصة بعد حديث عن مرضه، لكنه أهان الأمم المتحدة، وأغضب حلفاءه الذين طالبوه بضبط النفس، إلا أن روسيا وأوروبا تعرفان أنه القوة هي التي ستظهر، كما هو الحال في نزاعات الشرق الأوسط".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)