هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد الرجل الثاني في "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" في الجزائر الشيخ علي بلحاج، أن "الحراك الثوري الجزائري هدفه التأسيس لانتقال ديمقراطي حقيقي، وليس لتصفية جناح داخل السلطة لصالح جناح آخر".
ورأى بلحاج في حديث مع "عربي21" "أن تعامل الجيش الجزائري مع الحراك الثوري، اعتمد على المكر والدهاء والمخاتلة".
وقال: "الحراك الثوري الجزائري يعرف هذا الأسلوب ويدركه، لا سيما وأن من يقوده هو جيل جديد مختلف عن الأجيال السابقة، وهو جيل شاب يمتلك من أدوات مواجهة المكر والدهاء الكثير، وقد فاجأ بثورته كل التوقعات، حيث لم يكن أي طرف يراهن على ثورة من هذا النوع، لا في الداخل ولا في الخارج، ولذلك أعتقد أنه حراك أطلق ليغير لا ليعيد إنتاج الدكتاتورية ذاتها".
وأشار بلحاج، إلى أن من أهم ميزات الحراك الثوري، "أنه حراك وطني عام، جمع مختلف شرائح الشعب الجزائري من مختلف الأطياف والعائلات الفكرية والسياسية، كما أنه شمل مختلف محافظات الوطن، على خلاف أي ثورة سابقة".
وأضاف: "صحيح أن الذي أفاض الكأس بالنسبة للشعب الجزائري هو ترشيح الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، لكن هدف الثورة هو التغيير الشامل، وهذا ما يفسر التنامي المستمر في حجم المشاركين في المظاهرات من مختلف أطياف الشعب".
إقرأ أيضا: عشرات رؤساء البلديات بالجزائر يرفضون الانتخابات الرئاسية
ولفت بلحاج الانتباه إلى أن "قدرة الشعب السوداني على إسقاط النظام بسرعة على خلاف الوضع في الجزائر مرده إلى التباين في تعامل قيادات المؤسستين العسكريتين في السودان والجزائر، وأن هذه الأخيرة لجأت إلى المكر من خلال تخريجة دستورية، بينما أنهت القيادة العسكرية في السودان النظام جملة واحدة، هذا بالإضافة إلى تجارب السودانيين السابقة مع الانقلابات العسكرية".
وشدّد بلحاج، على "ضرورة العمل من أجل التأسيس لنظام سياسي ديمقراطي حقيقي يقوم على حق الشعوب في اختيار حكامها وسن دساتيرها، وأن يكون الجيش حاميا للأوطان محايدا في الشأن السياسي".
وعن رهانات استمرار الحراك الثوري في الجزائر، قال بلحاج: "الجزائر بعد الحراك الثوري ليست الجزائر كما كانت قبل ذلك، وأعتقد أنه من غير الوارد أنه يمكن للجيش أن يعيدها إلى مربعها الأول، في ظل هذه الحماسة والقوة الجماهيرية والسلمية التي يتميز بها الشعب".
ولفت بلحاج الانتباه إلى "أن قيادة الجيش تدرك الآن أن الظروف تغيرت، وأنه لم يعد بالإمكان حشد الجيوش لتقاتل شعبها فقط لأنه طالب بالحرية وبحقه في تقرير مصيره".
وقال: "إذا كان قرار حشد الجيش ضد الشعب مطلع العام 1992 ممكنا، حيث تم توريط الجيش في معركة لازلنا ندفع ثمنها حتى يوم الناس هذا، فأعتقد أن هذا اليوم غير ممكن، وإذا غامرت بعض ضعاف النفوس من أصحاب المصالح والنفوذ لتوريط الجيش، فأعتقد أنها مغامرة خاسرة منذ البداية، لأن غالبية قواعد الجيش لن ينضموا في معركة لصالح جناح على حساب جناح آخر".
وحول موقع الجبهة الإسلامية للإنقاذ ضمن الحراك الثوري الحالي، قال بلحاج: "الجبهة الإسلامية للإنقاذ هي نبت جزائري، وهي متجذرة في الشعب الذي يثور كله من أجل استرداد كرامته".
وأضاف: "الشعب الجزائري أبهر العالم جميعا بسلميته، وهو مستمر فيها بحول الله حتى تحقيق أهدافه، وتغيير النظام بشكل كامل، بهدف التأسيس لنظام ديمقراطي حقيقي، يختار فيه الشعب قيادته، ويصوغ فيها دستوره بعيدا عن تدخل أي جهة، ويرسخ لمصالحة مجتمعية حقيقية عندما تكون السلطة نتاج الشعب وليست مفروضة عليه".
وأضاف: "باختصار الحراك الثوري الشامل لكافة جرائح الشعب الجزائري جاء برؤية تصالحية تعيد بناء النظام وفق رؤية عصرية ديمقراطية وليس بعقلية انتقامية ثأرية"، على حد تعبيره.
ومنذ 22 من شباط (فبراير) الجاري، دشن الجزائريون حراكا ثوريا بدأ أولا برفض الولاية الخامسة لعبد العزيز بوتفليقة، ثم تطور لاحقا للمطالبة بتغيير النظام بالكامل. وقد تمكن الحراك الثوري من فرض استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لكنه ما يزال يطالب بإقالة باقي رموز نظامه.