كشف مصدر يمني وثيق الاطلاع عن خلافات عاصفة تجددت بين أجنحة
حزب المؤتمر
الشعبي العام قد تقضي على آمال تعافيه من حالة الشظي والانقسام، الذي بلغ ذروته مع مقتل
زعيمه، علي عبدالله صالح، نهاية العام 2017.
وكان جناح حزب المؤتمر المتحالف مع جماعة الحوثي، الذي يعرف بـ" مؤتمر
صنعاء"، قد اختار، الخميس، قيادة جديدة، من بينها أحمد نجل صالح الأكبر المقيم
في أبوظبي، نائبا لرئيس الحزب صادق أمين أبو راس.
وقال المصدر السياسي
اليمني لـ"
عربي21"، طالبا عدم ذكر اسمه،
إن اختيار أحمد صالح نائبا لرئيس المؤتمر في صنعاء المتحالف مع الحوثيين، ردا على عدم
تبني مجلس النواب الذي عقد جلسته في سيئون الشهر الماضي، قرار "رفع العقوبات"
التي فرضها عليه مجلس الأمن منذ نيسان/ أبريل 2015.
وأَضاف المصدر أن انخراط نجل صالح مع من يفترض أنهم قتلة والده في جناح
"مؤتمر صنعاء"، وقبوله بمنصب نائب "أبو راس" الذي يقود ذلك الجناح،
رسالة موجهة للجناح الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي، وفي سياق مساع إماراتية مناوئة
لحكومته، كون العقوبات تعيق عودة القائد السابق للحرس الجمهوري سابقا من ممارسة أي
نشاط في اليمن.
وبحسب المصدر، فإن جناحي المؤتمر المتحالف مع الحوثي والموالي للإمارات دفعا بأحمد علي للواجهة بعد تخلي سلطان البركاني الذي اختير رئيسا لمجلس النواب منتصف
نيسان/ أبريل المنصرم عن ما تم الاتفاق مع نجل صالح.
وأشار إلى أن البركاني اتفق مع أحمد صالح وجناحه بحزب المؤتمر على أن
يقوم الأول بطرح مسألة "العقوبات المفروضة على الثاني، ومناقشتها داخل البرلمان
الذي عقد جلساته في مدينة سيئون شرق اليمن"، إلا أن ذلك لم يحدث.
وأكد المصدر السياسي المطلع أن العلاقة توترت بين الرجلين، حيث يتهم الشيخ
البركاني، الذي يشغل أمينا عاما مساعدا في حزب المؤتمر، إلى جانب رئاسته لكتلة الحزب
في البرلمان، بأنه تنصل على التزاماته وباع ابن صالح.
وبحسب المصدر ذاته، فإن سلطان البركاني الذي اختير رئيسا لمجلس النواب،
تراجع عن طرح "رفع العقوبات عن أحمد علي عبدالله صالح"، بعدما اصطدم برفض
الرئيس هادي.
وذكر أن الخلافات التي برزت للسطح تجلت في البيان الذي أصدره جناح هادي
في الحزب الذي يضم ما يعرف بـ"الصقور"، معلقا على قرارات جناحي صنعاء وأبوظبي
بشأن القيادات الجديدة التي تم اختيارها، واعتبر أنها ممارسات هزيلة لا تتفق مع لوائح
وبرنامج الحزب السياسية.
وأوضح المصدر أنه رغم محاولة جناح هادي الذي يتزعمه رشاد العليمي إخفاء
خلافاته مع الأجنحة الأخرى، سعيا منه تجاه إعادة لملمة شتات الحزب، إلا أنه كان مجبرا
على الرد على ما اعتبرها "مسرحية هزلية وعبثية" في صنعاء.
وذكّر جناح الرئيس اليمني بحزب المؤتمر باغتيال رئيس الحزب السابق صالح، وأمينه العام عارف الزوكا، من قبل مليشيا الحوثي.
وقال بيان صادر عنه إنه بدلا من الانتصار لدم صالح والزوكا من قبل قيادات
المؤتمر في الداخل والخارج، تم عقد اجتماع ما تسمى اللجنة الدائمة، تحت فوهات البنادق
بترتيب من الأيادي والأشخاص الذين اغتالوا الرجلين.
وأضاف أن قيادات الحزب في صنعاء "أسرى ورهائن لدى المليشيات الانقلابية"،
مطالبا المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بوقف الانتهاكات التي تتعرض تلك القيادات، والإفراج عن المختطفين منهم.
ويستند فصيل المؤتمر في الشرعية إلى نص المادة 26، الفقرة 4، من النظام
الأساسي للحزب، على بطلان ما أقدمت قيادات مؤتمر صنعاء، التي تشير إلى أن انتخاب رئيس
الحزب ونائبه والأمين العام والأمناء المساعدين يتم خلال مؤتمر عام يعقده الحزب.
وخرج الاجتماع الذي عقدته قيادات المؤتمر في صنعاء، بعدد من القرارات، بينها الإبقاء على أبو راس رئيسا للحزب، واختيار نائبين له، أحدهما نجل صالح، بالإضافة
إلى اختيار أمين عام جديد، وتصعيد عدد من القيادات إلى اللجنة العامة بالحزب.