هجوم إسرائيلي على فعالية فلسطينية ببرلين يثير جدلا (شاهد)

فوجئ فلسطينيون باقتحام إسرائيلي فعالية اليوم الثقافي في العاصمة الألمانية برلين، وترديد شعارات مسيئة.

وما زال الجدل مستمراً في برلين حول حادثة الاعتداء هذه، لاسيما بعد أن تناولتها بعض وسائل الإعلام في ألمانيا بطريقة معاكسة لصالح الجاني ضد الضحية.

وبدأت الحادثة عندما اقتحم موسيقار إسرائيلي الفعالية وردد شعارات تأييد لدولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، بقوله: "لا توجد فلسطين، بل إسرائيل".

ويظهر في شريط فيديو تداوله ناشطون، قيام "الإسرائيلي"،"وهو ثمل" بصحبة أحد المصورين بالاعتداء على أحد المشاركين في أحد المعارض ضمن الفعالية، وقام بتكسير بعض اللوحات.

وأكد أحمد محيسن الناطق الرسمي للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، الذي كان أحد الشهود وقت الاعتداء وقوع الحادثة، أن المنفذ الاعتداء "كان يحمل في يده كأساً من الخمر أثناء تنفيذه الاعتداء، ويمثل بأنه في حالة سكر وعربدة".

ولم يستبعد محيسن في حديته لـ"عربي21" بأن يكون الأمر مدبراً خاصة وأن هوية المنفذ إسرائيلي الجنسية، وأن كاميرا كانت ترافقه لاستفزاز المشاركين بالاعتداء عليه، ومن ثم تصوير الأمر وكأنه معاد للسامية، متهماً مناصري الاحتلال بالوقوف وراء الحادثة.

وأضاف بأن "الشباب الموجودين تعاملوا بروية مع الحادثة وحاولوا تجاهله، ولكن أمام اعتداءاته على بعض الأشخاص ومحاولته التخريب تحفظوا عليه، وقاموا بتسليمه للشرطة الألمانية".

وأوضح محيسن بأن الحادثة ليست جديدة بحق الناشطين الفلسطينيين من قبل مناصري دولة الاحتلال، وذلك في محاولة للإيقاع بالناشطين في "فخ معاداة السامية".

ولفت إلى أن المضايقات تستهدف الفلسطينيين بشكل خاص في برلين بعد نجاحهم في التعبير عن رأيهم وتوصيلهم رسالتهم للرأي العام الألماني بأنهم ضحية للاحتلال، مؤكداً بأن الاحتلال ومناصريه لا يرغبون بتوصيل وجهة النظر الفلسطينية لمنع التعاطف معها، وللحيولة دون ضرب الدعاية الإسرائيلية.

واستنكر نشطاء فلسطينيون في برلين حادثة الاعتداء هذه، ودعوا إلى محاكمة المعتدي، وأبدوا استغرابهم من "تلفيق الحقائق بتصوير المعتدي ضحية والضحايا معتدون كما ورد في بعض وسائل الإعلام الداعمة للاحتلال من خلال صور وفيديوهات مجتزئة".

اقرأ أيضا: بدء فعاليات ذكرى النكبة بلندن بمسيرة إلى مقر الحكومة (شاهد)

ونظمت اللجنة الوطنيّة لإحياء ذكرى النّكبة في برلين والتي تضم أكثر من عشرين مؤسسة فلسطينية وألمانية اليوم الثقافي الفلسطيني لأول مرة في العاصمة الألمانية إحياءً للذكرى الواحدة والسبعين.

وقد حضر الآلاف من الفلسطينيين والمتضامنين العرب والألمان الفعالية التي استمرت طوال ساعات يوم السبت، ويتخللها فقرات عديدة من شعر وغناء ودبكة ومأكولات وحلويات فلسطينية ومطرزات تراثية، ومعارض فنية، كما احتوى على عدة أقسام للتعريف بالقضية والتراث الفلسطيني.

وتهدف الفعالية لترسيخ القضية في ذاكرة الجيل الثاني والثالث من أبناء الفلسطينيين الألمان المولدين بعيداً عن فلسطين في المهجر، وللفت أنظار الرأي العام الألماني حول القضية.

وشاركت أحزاب ومؤسسات ألمانية في اليوم الثقافي الفلسطيني، مؤكدين على دعمهم للقضية الفلسطينية، ووجهوا انتقادا للحكومة الألمانية لتغاضيها عن الحق الفلسطيني ودعم إسرائيل من خلال تصديرها الأسلحة لدولة الاحتلال.

من جهته، قال مؤانس الأبيض رئيس مؤسسة البيت الفلسطيني: أنه "انبثق عن المؤسسات والجمعيات الفلسطينية في برلين لجنة أطلق عليها اللجنة العليا لإحياء ذكرى النكبة، مشيرا في حديث لـ"عربي21" أن الفعالية توصل رسالة لكل الجهات المعنية وللادارة الأمريكية بشكل خاص، أن الشعب الفلسطيني ما زال حياً، وأن أجياله المتعاقبة ما زالت تنظر لفلسطين على أنها أرض الآباء والأجداد لتحريرها، والعودة إليها".

بدوره، قال إبراهيم إبراهيم عضو لجنة العمل الوطني: إن "الفعالية تأتي لتذكير أجيالنا بأنه لدينا نكبة حدثت في الخامس عشر من آيار عام 48، حتى يتذكر أبناؤنا جيلاً بعد جيل بأن فلسطين محتلة من كيان غاصب يريد أن يبني دولته من النيل للفرات".

وأضاف لـ"عربي21 أنه ما ميز هذا اليوم الفلسطيني في برلين هو أن جميع الأطياف من فصائل وجميعات شاركت فيه، وقد تمكنا رغم الانقسام لتوحيد الجهود لأن يكون الجميع هنا".

وطالب في ذكرى النكبة الجميع الفلسطيني بإنهاء الانقسام والعمل على وحدة الشعب الفلسطيني على أساس خيار المقاومة، داعياً لدعم صمود أهالي قطاع غزة لكونها جزء من فلسطين.

بدورها قالت الناشطة الألمانية آنية مطر : "أنا هنا اليوم لأناضل من أجل حقوق الفلسطينيين، وبصفتي جزء في حركة BDS أدعو لمقاطعة الاحتلال ووقف الاستثمار ومعاقبة الشركات التي تدعم الأبارتهايد".

وأضافت لـ"عربي21 : "أجد الفعالية مهمة في ظل تجاهل الحكومة الألمانية القضية الفلسطينية، وتصدير الأسلحة لإسرائيل، فمن المهم أن يقول الفلسطينيون مرحباً نحن أيضاً هنا".