لندن: هل يواجه كوربين اللوبي الصهيوني بسبب فلسطين؟

شكّل الدعم الذي أعلنه رئيس حزب العمال البريطاني، جيرمي كوربين، لمسيرة خرجت في لندن للتضامن مع الفلسطينيين، إلى جانب مشاركة أعضاء بارزين من حزبه، حدثاً لافتاً، أثار اهتمام الأوساط السياسية في بريطانيا.

وكان آلاف المتظاهرين قد جابوا شوارع لندن، السبت الماضي، في الذكرى الـ71 للنكبة، بدعوة من المنتدى الفلسطيني في بريطانيا.

ورغم أن موقف زعيم حزب العمال في دعم القضية الفلسطينية ليس جديداً، وفقاً لزاهر بيراوي، رئيس منتدى التواصل الأوروبي الفلسطيني، "لكنه يرسل رسالة هامة مفادها أن حزبه ما زال متمسكاً بدعم الحق الفلسطيني؛ رغم كل حملات التشويه التي يتعرض لها من قبل اللوبي الصهيوني والإعلام داعم له".

اقرأ أيضا: زعيم حزب العمال البريطاني يروج لمظاهرة داعمة لفلسطين (شاهد)

ويرى بيرواي أن حرص كوربين على دعم المظاهرة والتعبير بشكل عن قوي موقفه من "صفقة القرن"، يؤكد أن "هذه الحملات والاتهام بالعداء للسامية؛ لن تُسكت الحزب عن أن يصدع بما يراه التزاماً مبدئياً بالدفاع عن حقوق الفلسطينيين التي كفلتها المواثيق الدولية".

من جهته، قال عدنان حميدان، المتحدث الإعلامي باسم المنتدى الفلسطيني، لـ"عربي21"، إن ترويج كوربين لمسيرة النكبة، وإرسال زوجته يحمل الكثير من الدلالات الهامة.

فهو، بحسب حميدان، يعد بمثابة إعلان مواجهة مفتوحة مع اللوبي الصهيوني القوي في بريطانيا، والذي "أقصى كثيراً من السياسيين عن المشهد تحت ذريعة معادة السامية".

كما أنه في الوقت ذاته، يشير إلى أن "موقف حزب العمال موحد تجاه هذا الموضوع، وهو أمر هام جداً من الناحية السياسية، خصوصاً لو استطاع حزب العمال الفوز بالانتخابات القادمة وتشكيل الحكومة التي وعد أن يكون قرار الاعتراف بدولة فلسطين واحداً من أولى قرارتها".

وفي ذات السياق، أكد الناشط المقيم في بريطانيا عمر مفيد، أن مشاركة حزب العمال في مسيرة النكبة "كانت نوعية هذه المرة، حيث كان من الملاحظ مشاركة أعضاء حزب العمال بتجمعات كبيرة في المسيرة".

وأضاف مفيد في حديث لـ"عربي21"؛ أن العديد من النواب التابعين للحزب ووزراء حكومة الظل شاركوا في المسيرة، مشيراً إلى أن كلمة كوربين التي ألقتها نيابة عنه وزيرة الداخلية في حكومة الظل، إيميلي ثورنابيري، كانت قوية جداً من ناحية اللغة السياسية".

ورأى مفيد أن إعلان ثورنابيري رفض حزب العمال لصفقة القرن "يشكل إحراجاً للحكومة البريطانية، التي تتخذ موقفاً مؤيداً للإدارة الأمريكية، في ما يتعلق بإسرائيل، وسلوكها العدواني المنافي لحقوق الانسان".

وأشار مفيد إلى أن كوربين تعرض في اليوم التالي للمسيرة لانتقادات عنيفة من الرئيس الأسبق للوزراء والحزب، توني بلير، بخصوص سياسته الداخلية وتعامله مع خروج من الاتحاد الأوروبي، موضحاً أن العديد يربطون هذا الهجوم بموقف كوربين الداعم للقضية الفلسطينية.

وكان من اللافت مساهمة فلسطينيي بريطانيا من كافة التيارات والاتجاهات السياسية في المظاهرة، كما شهدت مشاركة واسعة من أطفال الجيل الثالث من بريطانيا.

اقرأ أيضا: كوربين: نرفض خطة سلام ترامب.. وسنعترف بالدولة الفلسطينية

وظهر كوربين في وقت سابق وهو يحمل منشورا يروج للمظاهرة المشار إليها. وفي كلمته التي تمت قرأتها ثورنابيري باسمه في التظاهرة، أكد زعيم حزب العمال رفضه لخطة السلام بين الفلسطينيين التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيرا إلى أنه "إذا كانت خطة الرئيس ترامب للشرق الأوسط، كما هو متوقع، محاولة لدفن حق الفلسطينيين في دولة قابلة للحياة بجانب إسرائيل، فسوف نطالب حكومتنا والمجتمع الدولي برفضها بشكل حاسم. لا يمكن لخطة سلام أن تنجح إن كانت على حساب حقوق الشعب الفلسطيني". 

وقال: "الحكومة التي يقودها حزب العمال سوف تعترف بالدولة الفلسطينية، وتضغط باتجاه العودة مباشرة إلى مفاوضات ذات معنى، هدفها التوصل إلى تسوية دائمة تقوم على أساس من قرارات الأمم المتحدة، والقانون الدولي، وقيم العدالة التي طالما تم التنكر لها". 

واكد أنه "لا يمكن تحقيق السلام بينما يستمر الاحتلال والاستيطان غير القانوني في الأراضي الفلسطينية، ناهيك عن انتهاكات حقوق الإنسان المتكررة والمتعددة التي يواجهها الفلسطينيون بشكل يومي، وكذلك إجراءات الحكومة الإسرائيلية التي تتجاهل بشكل صارخ القانون الدولي".