هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة
"غازيتا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن وصول المواجهة بين إيران
والولايات المتحدة في الآونة الأخيرة إلى أعلى مستوياتها، الأمر الذي يشير إلى
إمكانية اتخاذ واشنطن قرارًا يقضي باستخدام القوات العسكرية لحل النزاع القائم بينهما.
وقالت الصحيفة في تقريرها
الذي ترجمته "عربي21"، إن القوة التقنية العسكرية لطهران في هذه المرحلة
ليست كافية لمواجهة خصم مثل الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه، لم تشرع الولايات
المتحدة بعد في نشر قواتها بشكل فعلي في مسرح العمليات.
وأضافت الصحيفة أن
قوات البنتاغون والوسائل المتاحة في المنطقة ليست كافية لشن غارة ضد طهران، لذلك،
يمكن النظر في مواجهة عسكرية قادمة بين واشنطن وطهران فقط من الناحية النظرية.
والجدير بالذكر، أن
إدارة دونالد ترامب تعتبر إيران بمثابة تهديد كبير على الأمن والاستقرار الإقليمي
في الشرق الأوسط. كما يعتبر حلفاء الولايات المتحدة في هذه المنطقة المضطربة، وهما
إسرائيل والسعودية، إيران عدوتهم الرئيسية، وذلك على خلفية اشتباههم في تطويرها
للأسلحة النووية.
من هذا المنطلق، يعد إضعاف دور إيران في الشرق الأوسط، وإزالتها من المشهد
السياسي كقائد إقليمي وحرمانها من إمكانية امتلاك أسلحة نووية، الهدف العسكري
والسياسي الرئيسي للولايات المتحدة وحلفائها.
وأفادت الصحيفة بأنه
يمكن للولايات المتحدة وحلفائها تحقيق أهدافها المتعلقة بتدمير إيران عن طريق
انتهاك الدولة والإدارة العسكرية الإيرانية وتدمير إمكانياتها العسكرية والاقتصادية.
وأولاً وقبل كل شيء، سيكون ذلك عبر تدمير الصناعة النووية في هذا البلد، وهزيمة
القوات الجوية والبحرية البرية، فضلا عن القوات الصاروخية.
في هذه الحالة، لا يعد
توجيه ضربات من قبل القوات المسلحة الأمريكية على مواقع الصناعة النووية
الإيرانية، بالأمر الكافي؛ لاسيما أن طهران يمكن أن تغلق مضيق هرمز ردا على ذلك،
الأمر الذي لا يخدم مصالح حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.
وذكرت الصحيفة أنه في
حال نشوب حرب بينها وبين طهران يتعين على الولايات المتحدة إجراء عملية جوية
استراتيجية شبه كاملة باستخدام جزء كبير من قواتها الجوية والقوات البحرية للضغط
على طهران. في هذا الصدد، يتوجب على القوات المسلحة الأمريكية تدمير الطائرات
والأسطول الإيراني وقوات الصواريخ المتواجدة على اليابسة، وفي البحر وفي الجو،
وتدمير القوات الجوية والبحرية المحتملة للعدو، وكذلك تغطية قواتها من الغارات
الجوية والاستطلاع الجوي الذي تقوم به المخابرات الإيرانية.
ومن المرجح، أن الضربة
الأولى ستنفذ باستخدام الذخائر الذكية، بما في ذلك القنابل المضادة للقنابل، على
غرار "أم القنابل". وبالنظر إلى أن خصم واشنطن يمتلك العديد من الذخائر
تحت الأرض، لا يمكن استبعاد استخدام الولايات المتحدة الأسلحة التقليدية والنووية
في الصراع القادم.
وعلى سبيل المثال، قد
تهاجم القوات الجوية الأمريكية المنشآت النووية الإيرانية بقنابل جوية من طراز
"بي61ـ 12"، لاسيما أن الأسلحة
النووية تزيد بشكل كبير من قدرات سلاح الجو الأمريكي، وتسمح له بضرب المجمعات والبنية
التحتية التابعة للعدو في وقت واحد، وبالتالي حل جميع المشاكل باستخدام وسائل
تدمير تقليدية فقط.
على صعيد آخر، في حال
نشوب حرب لن يغزو الجيش الأمريكي الأراضي الإيرانية. ولتحقيق أهدافها العسكرية
والسياسية، ستحاول الولايات المتحدة استخدام القوات الجوية والقوات البحرية فقط.
وأوضحت الصحيفة أن
إيران غير قادرة على الرد بشكل فعال على الهجمات الأمريكية في حال نشوب حرب، إذ
سيتم سحق القوات المسلحة الإيرانية وقوات الحرس الثوري الإسلامي في وقت قصير نسبيا
من قبل القوة العسكرية الأمريكية والإسرائيلية.
في المقابل، تبدو فرص
رد إيران بطريقة عسكرية ضئيلة جدا، لاسيما في ظل التفوق الأمريكي في الحرب
الإلكترونية ما يجعلها قادرة على التغلب على أي عدو محتمل، إضافة إلى وجود فجوة
عميقة بين البلدين على مستوى القدرات التكنولوجية.
اقرأ أيضا: القوة العسكرية الإيرانية في مقابل الأمريكية (إنفوغرافيك)
وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة ستحاول توجيه ضربات من الحدود والمناطق
التي لا تستطيع الأسلحة الإيرانية الوصول إليها. في هذا الصدد، تتمثل المهمة
الرئيسية للبنتاغون في تحييد جميع أجزاء وتشكيلات قوات الصواريخ الإيرانية.
في المقابل، يمكن أن
تكون هجمات الصواريخ الإيرانية فعالة للغاية إذا كانت ذات رؤوس حربية نووية. ومع
ذلك، فإن الرؤوس الحربية التقليدية التي تبلغ مئات الكيلوغرامات لن تشكل تهديدًا
كبيرًا على القوات المسلحة الأمريكية وحلفائها.
وفي الختام نوهت
الصحيفة بأن إيران لا تمتلك أسلحة دمار عالية الدقة وطويلة المدى بكميات كافية
تعادل تلك التي بحوزة نظيرتها الأمريكية. لذلك، لن يشهد العالم مواجهة مسلحة بين
الولايات المتحدة وإيران.