هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكدت صحيفة إسرائيلية، أن إيران التي تبحث عن رد على التحدي الأمريكي ولم تنجح حتى الآن، تقف أمام بديلين صعبين.
وأوضحت صحيفة "إسرائيل اليوم"، في تقرير أعده الكاتب الإسرائيلي إفرايم كام، أنه "منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران، تتردد القيادة الإيرانية في بلورة رد مناسب على التحدي الأمريكي، لكنها إلى الآن لا تنجح".
وأضافت: "بشكل مبدئي، تسعى طهران لإبقاء الاتفاق ساري المفعول، لأنه بفضله رفعت معظم العقوبات التي فرضت عليها عقب نشاطها النووي، كما أنه حين سينتهي مفعول الاتفاق في العقد القادم، سيسمح لإيران بتوسيع برنامجها النووي، والاقتراب من السلاح النووي، ولكن الانسحاب الأمريكي وضع علامات استفهام على هذه الفضائل".
وأشارت إلى أن "إيران جربت في المرحلة الأولى ابقاء الاتفاق على قيد الحياة، على أمل ألا ينتخب دونالد ترامب لفترة رئاسية ثانية في 2020"، موضحة أن "هذا الجهد ارتكز على استعداد الحكومات الأوروبية لاتخاذ خطوات لتجاوز العقوبات الأمريكية بل وتعويض طهران عن الأضرار الاقتصادية التي لحقت بها؛ غير أن هذا الرد لم يكن كافيا".
اقرأ أيضا: الحرس الثوري الإيراني يجدد: لا نسعى للحرب ولكن لا نخافها
ونوهت إلى أن "العقوبات الأمريكية تغلبت على خطوات المساعدة الأوروبية، والوضع الاقتصادي في إيران واصل التدهور، وكنتيجة لذلك، طلبت إيران في الأشهر الأخيرة من الحكومات الأوروبية زيادة التعويض الاقتصادي الذي وعدت به، في أعقاب أضرار العقوبات".
وفضلا عن ذلك، "هددت إيران أنه بلا هذا التعويض فإنها ستوسع تخصيب اليورانيوم إلى المستوى الذي سبق الاتفاق"، بحسب الصحيفة التي رأت أن "هذه التهديدات أدت بإيران لأن تعلن في 8 أيار/ مايو الجاري عن الوقف الفوري لتنفيذ جزء من التزاماتها في اطار الاتفاق، وعن نيتها رفع مستوى تخصيب اليورانيوم في غضون شهرين، إذا لم تنفذ أوروبا وعودها بتعويضها".
وذكرت أن "شركاء الاتفاق، بمن فيهم روسيا، أعربوا عن تحفظهم من الخطوة الايرانية، وأعلنت فرنسا أنه إذا لم تنفذ إيران التزاماتها، فستفرض عليها عقوبات جديدة، وكنتيجة لذلك، تقف طهران أمام بديلين صعبين".
الأول؛ أن "تنفذ الاتفاق دون أن يؤخذ بمطالبها وفي وضع اقتصادي صعب؛ والثاني؛ مواصلة خطواتها الضاغطة التي ستؤدي إلى انهيار الاتفاق، وإعادة الارتباط بين حكومات أوروبا والولايات المتحدة وتوسيع إضافي للعقوبات، فيما تتهم إيران بالمسؤولية عن ذلك".
وبشكل نظري، توجد بحسب "إسرائيل اليوم" إمكانية أخرى، وهي "محادثات متجددة لتحسين الاتفاق، سطحيا، واشنطن وطهران على حد سواء تبديان اهتماما علنيا، ولكنهما تقصدان أمورا مختلفة في جوهريا"، منوها أن "الرئيس الأمريكي ترامب معني بمحادثات تعالج الجوانب الإشكالية في الاتفاق؛ مثل تمديد القيود المفروضة على البرنامج النووي الإيراني وفرض قيد على برنامج الصواريخ".
اقرأ أيضا: ظريف: واثقون من عدم وقوع حرب.. ولا يمكن لأحد مواجهتنا
وأفادت بأن "موقف إدارة ترامب من الصواريخ يقترب من موقف الحكومات الأوروبية؛ القلقة من التحسينات علي منظومة الصواريخ الإيرانية، التي تهدد أوروبا"، مؤكدة أن "إيران ترفض هذه المطالب رفضا باتا، ولكنها مستعدة لإجراء محادثات شريطة أن تنضم واشنطن إلى الاتفاق مجددا وتلغي العقوبات وتعتذر عن أفعالها".
وقدّرت أن "الضغط الأمريكي المتعاظم على إيران واحتمال انهيار الاتفاق النووي يرفعان إمكانية المواجهة العسكرية بين طهران وواشنطن، كما عظم إطلاق حاملة الطائرات ابراهام لينكولن نحو الخليج ووصول قاصفات بي 52 إلى قطر، من هذا التخوف".
وتابعت: "يمكن الافتراض بأن الطرفين غير معنيين بنزاع عسكري، واحتمالاته متدنية"، منوها أن "الأمر الأخير الذي تعنى به إيران هو المواجهة مع قوة عظمى".
ونبهت إلى أن "ترامب من جهته يؤمن بالضغوط الاقتصادية الشديدة وليس بالخطوة العسكرية، ولكن عندما لا تجري اتصالات بين الطرفين، ويشكان ببعضهما، وعندما تستخدم إيران ميليشيات شيعية لهجمات وعمليات كي تخفي دورها، فالتدهور الذي لا يمكن التحكم، به لا يكون متعذرا".