هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسلها للشؤون الأفريقية جيسون بيرك، يقول فيه إن الساعد الأيمن للرئيس السوداني السابق عمر البشير في دارفور، محمد حمدان دقلو (حميدتي) أصبح وبشكل متزايد لاعبا رئيسيا في مرحلة ما بعد الإطاحة به.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن المتظاهرين اتهموا هذا الشهر قوات الدعم السريع، التي يقودها حميدتي، بإطلاق النار عليهم، ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة العشرات.
ويقول بيرك إنه مع أن شهود العيان شاهدوا عربات الدعم السريع المعروفة وهي تفتح النار عندما حاولت نزع المتاريس، فإن حميدتي أشار إلى أن المسؤولين عن العنف كانوا موجودين داخل جامعة الخرطوم ومعسكر المعتصمين، وقال: "لقد اعتقل هؤلاء الأشخاص واعترفوا أمام الكاميرا" دون تقديم أي تفاصيل أو أدلة.
وتلفت الصحيفة إلى أن حكم البشير، الذي استمر 30 عاما، اتسم بالحروب الأهلية وانتهاكات حقوق الإنسان، مشيرة إلى أن الجنرالات الذين سيطروا على السلطة بعد الإطاحة بالبشير، في 11 نيسان/ أبريل، يرفضون الاستماع لدعوات المتظاهرين والمجتمع الدولي لتسليم السلطة، وأصروا على أن يقود الحكومة أحد الضباط.
وينوه التقرير إلى أنه في ظل الانسداد في المحادثات حول من سيقود البلاد، فإن حميدتي برز وبشكل متزايد بصفته لاعبا رئيسيا، وبدا تأثيره منذ لقائه يوم الجمعة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وذلك لأن الرياض برزت بصفتها داعما مهما لحكام السودان الجدد بعد رحيل البشير.
وتورد الصحيفة نقلا عن محللين، قولهم إنه يتمتع بعدد من الداعمين المتعددين، فيراه البعض حليفا ضد الحركة الإسلامية التي نظمت انقلابا في عام 1989، الذي أدى إلى صعود البشير إلى السلطة، مشيرة إلى أن حميدتي قدم مقاتلين في الحرب التي تخوضها السعودية في اليمن، ويعول على دعم كل من الرياض والإمارات العربية المتحدة ومصر، وكلها تأمل بأن يقوم بتحييد الإسلاميين.
ويفيد الكاتب بأن قوات الدعم السريع نشرت في السنوات الماضية لملاحقة الداعين للديمقراطية، وتم نشر أكثر من 10 آلاف عنصر في العاصمة الخرطوم، بحسب المراقبين.
وتذكر الصحيفة أن حميدتي حذر المتظاهرين من "الفوضى"، ملمحا لاستخدام القوة العسكرية لو ظل الاعتصام مستمرا، لكنه قال إنه يرغب في رؤية الديمقراطية في السودان، وزعم أنه رفض أوامر من البشير لفض الاعتصام أمام مقر القيادة العامة في الخرطوم بالقوة.
ويورد التقرير نقلا عن حميدتي، قوله في مقابلة مع صحيفة "الأهرام" المصرية نشرت الأسبوع الماضي، إن "المجلس العسكري يريد أن يسلم السلطة اليوم وليس غدا".
وينقل بيرك عن المبعوثين الغربيين وناشطي المعارضة في الخرطوم، قولهم إن حميدتي، الذي ينتمي لعائلة من تجار الإبل، وترك المدرسة الابتدائية، يأمل بأن يصبح رئيسا، وقال أحد رموز المعارضة: "يخطط حميدتي لأن يصبح الرجل الأول في السودان، ولديه طموح غير محدود".
ويشير التقرير إلى أن صعود حميدتي يرتبط بمنطقته دارفور، حيث يتهم مع قواته بالقيام بحملة الأرض المحروقة نيابة عن البشير المتهم بجرائم حرب في الإقليم، التي قتل فيها حوالي 300 ألف في الإقليم، فيما شرد حوالي 1.7 مليون شخص في السنوات الأولى من النزاع.
ويورد الكاتب نقلا عن حميدتي، قوله في مقابلة مع صناع فيلم وثائقي عام 2008، إن البشير هو الذي أمره شخصيا بقيادة حملة ضد التمرد في دارفور، لكنه أنكر أي مشاركة له في قتل المدنيين، وقال إنه رفض الأوامر للهجوم على المناطق المدنية.
وتنقل الصحيفة عن الباحث في معهد "ريفت فالي" مجدي الجزولي، قوله إن صعود حميدتي جاء بعد أن قام الجيش السوداني بالتعاقد مع الجماعات المحلية المسلحة لمكافحة التمرد، وأضاف: "من ناحية جوهرية كان هو السبب الذي أدى إلى هزيمة التمرد؛ لأنه كان قادرا على تجنيد مقاتلين يعرفون التضاريس الجغرافية للمنطقة".
وينوه التقرير إلى أنه تمت إعادة تجميع الجماعات المسلحة المعروفة بالجنجويد عام 2013 في قوات الدعم السريع؛ لضبطها وربطها أكثر مع القوات المسلحة، مشيرا إلى أنها قامت تحت قيادة حميدتي بشن حملتين عسكريتين في دارفور في عامي 2014 و2015 على التوالي.
وينقل الكاتب عن تقرير لمنظمة "هيومان رايتس ووتش" في عام 2015، قوله إن قوات الدعم السريع ارتكبت انتهاكات مروعة وعلى نطاق واسع في دارفور، وشردت السكان بالقوة، ودمرت الآبار، ونهبت المواشي، وعذيت السكان، وقامت بعمليات قتل خارج القانون، بالإضافة إلى قيامها بارتكاب عمليات اغتصاب جماعية.
وتورد الصحيفة نقلا عن شهود عيان للهجمات التي قامت بها قوات الدعم السريع في جبل مرة، قولهم إنها ارتكبت جرائم اغتصاب جماعية في بلدة غولو، للفتيات أمام الرجال الكبار، وقتلتهن وتركت جثثهن في الشوارع.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن محكمة الجنايات الدولية لم توجه اتهامات لحميدتي، لكنها قالت في تقرير لها عام 2014، إن قوات الدعم السريع تحت قيادته احتفظت بالنظام ذاته كما كانت عليه مليشيا الجنجويد.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)