هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
علقت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها، التي جاءت تحت عنوان "فرصة للديمقراطية في السودان تم اختطافها، على العالم الرد"، على المجزرة التي ارتكبت في الخرطوم بداية الأسبوع الحالي.
وتبدأ الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن "فرصة ثمينة للديمقراطية حصل عليها السودان، وهو بلد عدد سكانه 43 مليون نسمة، يقع على مفترق الطريق بين الشرق الأوسط وأفريقيا، لكنها انتزعت".
وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إنه "لا يمكن للتعاطف أو التعبير عن الضيق أن يخفي المذبحة التي جرت يوم الاثنين على يد القوات الأمنية، التي قتلت بحسب تقارير 100 من المتظاهرين الداعين للحكم المدني على يد الأمن، فيما جرح المئات".
وتجد الصحيفة أنه "عندما أمر المجلس العسكري الانتقالي مسلحيه بفتح النار على جماهير المحتجين، فإنه قام بمحاولة حاسمة لإدامة الديكتاتورية، التي حاولت التظاهرات الحاشدة وعلى مدى عدة أشهر التخلص منها، وعلى الغرب أن يتحدث بصوت عال دفاعا عن المتظاهرين، وإجبار الطغمة العسكرية على التخلي عن السلطة، بالإضافة إلى فرض عقوبات على الذين ارتكبوا الجريمة".
وتفيد الافتتاحية بأن "التقارير الصحافية تحدثت عن أن قوات الأمن فتحت النار على المعتصمين ليس أمام القيادة العامة في الخرطوم والمناطق الأخرى فيها فحسب، كما ورد في شهادات الجرحى الذين نقلوا للعلاج في المستشفيات، بل في مناطق أخرى من البلاد أيضا".
وتورد الصحيفة نقلا عن الأطباء السودانيين، قولهم إن 60 شخصا قتلوا على يد قوات الأمن، بالإضافة إلى انتشال 40 جثة من نهر النيل، مشيرة إلى أن عمليات إطلاق النار جاءت وسط توقف المفاوضات بين العسكر، الذين سيطروا على الحكم بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير في 11 نيسان/ أبريل، والمتظاهرين الذين بدأوا سلسلة من التظاهرات في كانون الأول/ ديسمبر، طالبوا فيها بتحسين الأوضاع المعيشية.
وتقول الافتتاحية: "يجب أن يقال للمجلس العسكري وبصوت عال إن العالم لن يعترف بالقيادة التي وصلت إلى السلطة من خلال فوهة البندقية، ويجب إعلامهم أن التمويل الدولي لن يقدم لجنرالات يريدون مواصلة الطريق المدمر الذي بدأه البشير، ويجب فرض العقوبات على من أمروا بهذه المذبحة وأشرفوا عليها".
وترى الصحيفة أن "أول ما يجب البدء به هو قوات الدعم السريع، وهي مليشيا يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الذي قاد قوات الجنجويد سيئة السمعة، والمسؤولة عن جرائم ونهب في القرى في منطقة دارفور والمناطق الأخرى من السودان".
وتلفت الافتتاحية إلى أن "البشير كان قد جلب دقلو وقواته إلى الخرطوم، ومنحه مركزا في داخل الجيش النظامي، وأصبح دقلو الآن الرجل الثاني في المجلس العسكري الانتقالي، ويخشى أنه في حال جاءت الديمقراطية إلى السودان فسيكون عرضة للاعتقال والمذكرات الدولية، بسبب جرائم الحرب في دارفور، مثل سيده السابق الذي صدرت بحقه مذكرة اعتقال من الجنائية الدولية".
وتعتقد الصحيفة أن "مجزرة الاثنين تعني أن المفاوضات من أجل حكم مدني قد انتهت، فقادة المجلس العسكري أخذوا عونا من السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر، ويجب ألا يستنسخ نموذج الديكتاتورية في هذه البلدان ويكرر في السودان".
وتنوه الافتتاحية إلى صمت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على ما يجري في السودان، فقد أصدرت الولايات المتحدة والنرويج بيانا مشتركا شجبتا فيه المذبحة، وكتب مستشار الأمن القومي جون بولتون تغريدة وصف فيها المذبحة بالشنيعة، إلا أن أحدا لم يتحدث عن العقوبات ضد الطغمة العسكرية إن استمرت في السلطة.
وتختم "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالقول إنه "في الوقت الذي أثبت فيه المتظاهرون عزيمة وتصميما، إلا أنهم لن ينجحوا دون دعم، ويجب ألا يقضى على طموحهم الديمقراطي بالتواطؤ أو اللامبالاة".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)