هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "إيكونوميست" تقريرا عن سحب الإمارات قواتها من اليمن، التي قالت إنها تريدها قريبة من البلاد للحماية من إيران.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه بعد أربعة أعوام من القتال الشديد والغضب الدولي تقوم الإمارات وبهدوء بالتسلل من الباب الخلفي.
وتلفت المجلة إلى أن الإمارات بدأت في الأسابيع القليلة الماضية بسحب الجنود والمعدات من اليمن، حيث شاركت في التحالف الذي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين الذين تدعمهم إيران، ويسيطرون على مساحة واسعة من البلاد.
ويفيد التقرير بأن الإمارات لم تعلق على تخفيض وجودها في اليمن، إلا أن دبلوماسيين غربيين وشهود عيان أكدوا حدوث هذا الأمر.
وتقول المجلة إن السبب المباشر لهذا القرار هو النزاع المتزايد مع إيران، فتصاعد التوتر بشكل متزايد منذ انسحاب الولايات المتحدة العام الماضي من الاتفاقية النووية الموقعة عام 2015، وتعرضت ناقلات نفط للتخريب قرب ميناء الفجيرة في أيار/ مايو.
ويورد التقرير نقلا عن وزير الخارجية الإماراتي، قوله في إشارة إلى قلق بلاده، إنه من المبكر الحديث عن الجهة المسؤولة عن العملية، فيما قال مسؤول دفاعي غربي: "تحاول الإمارات التمسك بالحذر؛ لأنهم يعلمون مدى ضعفهم".
وتستدرك المجلة بأن الإماراتيين كانوا يريدون الخروج حتى قبل هذه الأزمة؛ لأنهم باتوا قلقين من الثمن على سمعتهم جراء استمرار هذه الحرب التي قتلت عشرات الآلاف من اليمنيين، وأدت إلى انتشار وباء الملاريا والكوليرا، مشيرة إلى أن مجلس الشيوخ صوت في الشهر الماضي لمنع صفقة أسلحة بقيمة 8 مليارات دولار إلى الإمارات والسعودية.
وينوه التقرير إلى أن هذه الحرب أدت إلى تصدع داخل الكونفدرالية المكونة من سبع إمارات، فدبي عاصمة التجارة ليست راضية عن الثمن المتزايد للحرب.
وتفيد المجلة بأن الكثير من الإماراتيين يرون أن الحرب قد خدمت غرضها، فالإمارات هي أهم شريك في التحالف، مع أن جيشها أصغر بكثير من الجيش السعودي، لكنه يمثل قوة قتالية مهمة، مشيرة إلى أن القوات الإماراتية قامت بمعظم المهام القتالية على الأرض في مناطق الجنوب، فيما قدم الطيران السعودي دعما لم يكن فعالا في الأغلب.
وبحسب التقرير، فإن الحوثيين لا يحظون بدعم في الجنوب الذي يتذمر فيه السكان من سيطرة الشماليين على البلاد، لافتا إلى أن من الصعب التخلص من سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء ومناطق الشمال التي نشأت منها الحركة.
وتشير المجلة إلى أن تقدم التحالف في ميناء الحديدة، الذي تم فيه التوصل لاتفاق حذر لوقف إطلاق النار، قد توقف، لافتة إلى أنه نظرا لعدم قدرة السعوديين على التقدم، فإنهم بدأوا في الفترة الأخيرة بالبحث عن تسوية، دون تحقيق أي نجاح.
وتختم "إيكونوميست" تقريرها بالقول إنه "دون الدعم الإماراتي فإن إمكانية تحقيق السعوديين نصرا باتت بعيدة".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)