هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أطاح النظام السوري بأحد جنرالاته "الدمويين" وفق وصف المعارضين، وهو جميل الحسن، مديرا للمخابرات الجوية، الذي يعد من بين أكثر الفروع الأمنية في سوريا في انتهاكات بجرائم ضد الإنسانية في معتقلات الأسد.
وعين الأسد، اللواء غسان جودت إسماعيل، خلفا لجميل الحسن، وفق ما أكدته صفحات موالية للنظام السوري في مواقع التواصل الاجتماعي، وأكدته مصادر لـ"عربي21".
ولا يفصح النظام السوري بشكل رسمي عن ترفيعات الضباط أو الإقالات أو تغيير المناصب.
وبحسب ما يتوفر من معلومات اطلعت عليها "عربي21"، فإن اللواء غسان إسماعيل من مدينة طرطوس وجنينة رسلان، في حين كان اللواء الحسن من ريف حمص.
اقرأ أيضا: هل أطاح صراع الروس والإيرانيين في سوريا بجميل الحسن؟
وإسماعيل، من مواليد 1960، وتدرج في المناصب داخل دائرة المخابرات الجوية، إلى أن أصبح اليد اليمنى لجميل الحسن، الذي بات اليوم في مكانه.
ويشترك غسان إسماعيل مع الحسن، بأن اسميهما مدرج على قائمة العقوبات الأوروبية منذ عام 2012، بسبب اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وانتهاكات بحق المدنيين، وأنهما من مجرمي الحرب في سوريا.
وقامت كذلك المملكة المتحدة في عام 2015، بتجميد أرصدة الجنرال إسماعيل.
وشغل إسماعيل في السابق، منصب مدير اللجنة الأمنية في دمشق وريفها، وبرز اسمه في أثناء عمله في إدارة المخابرات الجوية، رئيسا لفرع المهام الخاصة برتبة عميد.
وسبق أن حصل إسماعيل على ترقية في مطلع عام 2018 لرتبة لواء، وعين في منتصف العام ذاته نائبا لمدير إدارة المخابرات الجوية.
وتتهم المعارضة إسماعيل، بأنه لا يقل "دموية" عن غيره من جنرالات الأسد، حيث سبق أن أشرك عناصره مع "الفرقة الرابعة"، في عمليات قمع المتظاهرين في مدينتي داريا والمعضمية غرب دمشق في تموز/ يوليو 2011.
وبحسب تقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تاريخ 15 كانون الأول/ أكتوبر 2011 تحت عنوان "بأي طريقة!: مسؤولية الأفراد والقيادة عن الجرائم ضد الإنسانية في سوريا"، فإن أحد المنشقين عن فرع العمليات الخاصة المدعو هاني، قال: "العقيد غسان إسماعيل قائد وحدة العمليات الخاصة أعطى أوامر شفهية بإطلاق النار على المتظاهرين".
وطبقا لهاني، كانت أوامر إسماعيل حينها: "لا تطلقوا النار في الهواء، صوبوا مباشرة" على المتظاهرين.
وبحسب الناشط السوري أحمد الطيب، فإن فرع المخابرات الجوية الذي تدرج فيه إسماعيل إلى أن وصل إلى إدارته خلفا للحسن، يعد من أشد فروع المخابرات التابعة لنظام الأسد ارتكابا للجرائم بحق المعتقلين والأكثر ممارسة لتعذيب الآلاف.
وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أن المئات قضوا جراء تعرضهم لشتى أنواع التعذيب في فروع المخابرات الجوية في سوريا سيئة السمعة، مشيرا إلى أن سجونها تعد "مسالخ بشرية".
ورأى أن تعيين إسماعيل، يؤكد "استمرار النظام بنهج القمع والإجرام، وسياسة القتل والتعذيب وسحل المواطنين، ويؤكد أن الأسد لا ينظر إلى حل سياسي في البلاد، بل يؤمن بالقوة العسكرية والانتقام من المعارضين، وبالقبضة الأمنية.
اقرأ أيضا: السلطات اللبنانية تتجاهل طلب ألمانيا تسليم ضابط سوري
ولفت إلى أن الأسد تعمد أن يضع في هذا المكان، "سفاحا آخر حاقدا على المعارضين، لا سيما أن له شقيقين قضوا على يد المعارضة المسلحة في أثناء اشتباكات معهم في صفوف قوات النظام السوري كمقاتين".
الإخفاء القسري
وبعد تعيين النظام لإسماعيل على رأس المخابرات الجوية، نشر موقع "مع العدالة"، المختص بالمعلومات عن مجرمي الحرب في سوريا،أن الجنرال الجديد خليفة الحسن، يُعد المسؤول المباشر عن الاختفاء القسري لآلاف المدنيين.
وفي تقريره الذي اطلعت عليه "عربي21"، اتهم الموقع إسماعيل بالمسؤولية عن تصفية عدد كبير من المعتقلين في سجن المزة العسكري، لافتا إلى أن هذه الحادثة دفعت الاتحاد الأوروبي في 2012 لتضمين اسمه في الحزمة 17 من عقوباته على النظام في قائمة تضم 27 مسؤولا في النظام.
ويتهم إسماعيل بالتورط مع رئيس الفرع الأمن العسكري في المنطقة الجنوبية، وفيق ناصر، بعمليات الخطف المتكررة التي حدثت في السويداء، حينما كان يشغل منصب رئاسة فرع أمن الدولة، في 2016.
عائلة موالية للأسد
ولفت تقرير الموقع إلى أن اللواء إسماعيل، يعود لأسرة موالية للأسد، قاتلت إلى جانب قوات النظام، وقتل منها العديد على يد المعارضة السورية.
وأكد أن للواء غسان إسماعيل، أشقاء قضوا في العمليات العسكرية للنظام، منهم العقيد عمار الذي قتل بعد أسره من مقاتلي المعارضة في أيلول/ سبتمبر 2012، وزياد الذي كان يقاتل في صفوف النظام، وقتل في العام ذاته.
وله شقيق آخر هو العميد سامر إسماعيل، ويعمل قاضيا في محكمة الإرهاب.
من جانبها، نقلت "التايمز"، في تقريرها بعنوان "الأسد يُقيل المسؤول عن التعذيب في محاولة لاستمالة الحلفاء العرب"، عن مراسلها لشؤون الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر، قوله إن بشار الأسد أقال اللواء جميل الحسن، بمحاولة لتبييض وجه النظام و"إبعاد الرجل الذي كان يقود عمليات التعذيب في مختلف أنحاء البلاد وأصبح عائقا أمام عملية إعادة بناء العلاقات مع الدول العربية".
وأضاف سبنسر أن الحسن، الذي كان يرأس الجهاز الأمني منذ عام 2009، "كان مسؤولا عن إدارة قصف مدنيين باستخدام براميل متفجرة، وهو ما أسفر عن مقتل الآلاف في حلب وحمص ومدن أخرى".
وأشار الصحفي إلى أن الحسن (66 عاما) "كان من المقرر أن يبلغ سن التقاعد قريبا، لكنه كان عرضة لانتقادات واسعة بسبب عملية اقتحام قوات النظام البطيئة لمعقل المعارضة في إدلب التي أسفرت عن مقتل المئات من قوات النظام والمليشيات التي تقاتل معه، وكان ينظر إليه بتحديد أكبر على أنه موال لإيران، علاوة على سمعته كواحد من أعمدة نظام الرعب التابع للأسد".
وذكر أن تقاريرا تفيد بأن الحسن كان "عائقا أمام عملية تطبيع العلاقات مع الأنظمة العربية الأخرى التي يُعتقد أن روسيا تدفع باتجاهها".
إلا أنه وخلافا لما ذهب إليه الصحفي البريطاني، إلا أن خليفته غسان إسماعيل، ليس أفضل سمعة منه، بل متهم مثله بانتهاكات حقوقية وجرائم ضد الإنسانية.